.
.
.
.

ها أنا الآن .. أرسم تضاريس هذه الرسالة إليك..
التي ربما تكون الألف بعد الأخيره ..!!
فكلما كتبتُ رسالة .. .. قلت : إنها الأخيره ..
وماأن أختمها برحيق النهاية ..
حتى أشعر برغبة ملحة .. في كتابة رسالة .." أظنها الأخيره "..!!


تُرى ..
لماذا لاأملك الجرأة .. على كتابة الرسالة الأخيره إليك ..!!
لماذا أنا عاجزة عن الإعتراف .. بأننا انتهينا ..؟!؟
وبأن الطريق الواحدة .. أصبحت طريقين ..؟
والحلم الواحد ... انقسم .؟
والحكاية .. أصبحت أطلالاً .. ودخان ..!!
لماذا .؟؟


لماذا إلى الآن ..
أقف أمام حقيقة الفراق .. عاجزة عن استيعابها ..؟!؟
وفك رموزها .. والتأقلم مع تفاصيلها ..
على الرغم من أنني أعيش في أعمق أعماق تفاصيلها ..؟!؟!


لماذا ..
أحتاج الكثير .. من الوقت ..
أحتاج الكثير .. من العمر ..
الكثير .. من القوة ..
والعقل .. والنضج ..؟!؟!
حتى أتمكن من إغلاق أبواب الحكاية ..
التي كنت أنت بطلها الخرافي..
وكنت أنا أميرتها الفاتنة ..!!
هذه الحكاية ..
التي كنت أظن أنها شيء مختلف ..
شيء لايشبهه إلا هو ..!
شيء لاينال منه الفراق ..
ولايقضي عليه الواقع .. !!


أبات من الضروري أن أختنق برائحة الحب الميت ..
كي أتجرأ على اعلان نبأ الوفاة ..!!

بأكثر جرأة ..
هاأنا أعترف بالنهاية ..
وأفسح لرحيلك من حياتي وأعماقي ..
كل المساحات الممكنة ..!!






آن الآوان ..
لأجمع أطفال أحلامي ..
وأجمل سنوات عمري ..
ورجلاً أحببته بجنون ..
وحب ليس كمثله حب ..
وأضعهم في قارب الواقع ..
ها أنا الآن ..
ألوّح لهم مودعة ..
تسطع في عيني الدموع ..
وأدعوا لهم بسلامة الوصول ..!!


آن الأوان ..
أن أمسح صغار دفاتري ..
واشطب تواريخ ذكرياتي ..
وأمزق صفحات كلماتك الجميله ..
وصورك .. التي تملأ جدار غرفتي
قلمك .. قميصك ..
نظارتك ..
وأطعمها للنيران ..!!


وآن الأوان ..
أن أكفر .. بالورد الأحمر ..
أن أتوقف عن الحنيــــن في المساء ..!!
أن أطرد القشعريره التي .. تهزني بالليل ..
أن أترك " عادة " ... البكـــــــاء .. عند الحنين ..!
وعادة .. " احتضان " .. أشياءك عند البكـــــــاء ..!!



آن الأوان ..
أن أنفرد بنفسي ..
وأوصد الباب خلفي ..
وأنكفيء بهستريا حادة ..
لأهشم .. هذا العطر ..
وأحرق .. هذه الرسائل ..
وأغسل كل قبلاتك من على ثوبي " الأزرق "
ماعدت أريدها ..
ماعدت أريدها .. !!



نعم ..
آن الأوان ..
لكي أجرب النسيان .. على الطريقة الغبية ..
أن أسير على الطريق وحدي ..
وأفرح وحدي ..
وأحزن وحدي ..
وأشتاق وحدي ..
وأغني وحدي ..
وأرقص وحدي ..
وأن لايكون معي تحت المطر .. " سواي " ..!!



آن الأوان ..
لأن أصارحك ..
بأنني أحببتك في اللقاء الأول ..
كما لم أحب شيئاً في حياتي ..

وبكيتك في اللقاء الأخير ...
كما لم أبكِ شيئاً في حياتي ..!!


آن أن أعترف ..
أن حلمي الحقيقي ..
واحساسي الجميل ..
وانكساري العظيم ..
وعشقي الوحيد ..
وفشلي الأكبر ..
وهزيمتي الحــــــــــارقه ..
كانت أنت ..!!



منذ سنوات ..
وأنا حُبلى بحبك ..
هاقد آن الأوان .. أن أضع " جنين " حبك النائم في رحم قلبي ..
وآن أن أتصرف بتحضر غبي ..
وأكتب رسالة " اخيره " .. إليك ..
مفادها ..


" شكراً .. على أيام هـــواك "

.
.
.
.
رغــد