بل شهيداً.. وشاهدا ً!

إننا في الأيام الماضية كأمة وقفنا امام صورتين صارختين فيهما عبرة لمن يعتبر.. وعظة لمن يتعظ.. امام شاهد وشهيد، واحد في خط المجد والتضحية من اجل كرامة الامة ورفعتها والآخر في خط التردي والمراوغة وعقد الصفقات المشبوهة، امام شهيد في الحق وشاهد في الخيانة.. اما الشهيد فذلك البطل الذي قال في قرارة نفسه وعقد عليها وجدانه.. «بل شهيدا.. شهيدا.. شهيدا..» انه ليس ياسر عرفات بالطبع وبكل الأحوال.. بل ذلك «الأسد البشري» انه خطاب العربي الشيشاني.. خطاب الذي كان خطاب جهاده يهز الدنيا ومن عليها.. خطاب الذي تقول عائلته السعودية «انه نذر نفسه للجهاد منذ ان كان عمره ثمانية عشر عاما.. عندما رأى المجازر ترتكب في حق الشعب الشيشاني فهب لنصرتهم لا يريد بذلك الا وجه الله ونصرة هذا الشعب الأعزال..».. أقول خطاب الذي يجسد بجهاده ونضاله قمة النخوة الانسانية والثورية الشجاعة.. لم يستطع الروس النيل منه ولم يستطيعوا مواجهته ولا اعتقاله بل لجأوا في حقه الى اسلوب الاغتيال والمخاتلة.. كما قتل من قبل عمر وعلي وحمزة.. ان هذا الأسد الاسلامي عندما وطأت اقدامه ارض الشيشان سار على نهج العظماء من أبناء هذا الشعب المناضل على خطى الامام شامل وباسييف ودوداييف.. وأمثالهم فعل خطاب فلتبك البواكي.. ولو انصفه العالم الاسلامي لبكوا على مصرعه دما.. ولطوى البعض صور «جيفارا» ولأخذوا من رايته شعارا فهذا هو الثائر العالمي في زماننا.. ولا خير في دنيا خلت من أمثاله من الأحرار.
يذكرنا مصرعه بعياش وشقاقي وعزام وابوهنود.
أبكيك لا كذبا ما ينبىء الألم
يامن للقياه حور الخلد تبتسم
هذا هو الشهيد، اما الشاهد على نكبة امته والمساهم الأول في بيعها وضياعها.. فهو القائد «السلس» كما اطلق عليه الاستاذ الفاضل عبدالله النفيسي.. انه ابوعمار الذي اجمعت الأمة من محيطها الى خليجها وفي عز المذابح الوحشية في جنين انه سيخرج من حصاره ولن يصاب بأذى!
ولا يمكن للصهاينة مهما كان حقدهم او غباؤهم ان يفرطوا به وبرجاله.. لقد حوصر وفق «السيناريو» المعد وانفردت الدبابات بأجساد الشعب العاري.. ووضعت قوائم المناضلين والمجاهدين موضع التصفية والاغتيال.. وارتكبت أفظع الجرائم في حق هذا الشعب.. حتى اذا انتهوا امام نظر وسمع العالم وقع عرفات على تسليم الأبطال الذين ثأروا لاغتيال ابوعلي مصطفى باغتيال الوزير الصهيوني زئيفي.. وتسليم المناضل احمد سعدات أمين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وزجهم في سجن اريحا تحت حراسة أجنبية تمهيدا لاغتيالهم على يد الجيش الصهيوني.. بعدها فقط خرج عرفات من مخبئه يضحك ملء شدقيه ويرفع شارة النصر..! أهذا هو الذي يبحث عن الشهادة؟! انه حقا شعب الجبارين ولكن يقوده قزم يلهث وراء بريق السلطة الزائف!
ففي هذا الجيل من الزعماء يقال:
جيل من الأنعام إلا أنهم
من بينها خلقوا بلا أذناب!
والله المستعان

الكاتب / خالد العدوة

جريدة الوطن الكويتيه


http://www.alwatan.com.kw/lessay.asp?id=70184