[align=center] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته [/align]
امتن الله عليه بأن رزقه خمس بنات بكمال الصحة وتمام العافية، ثم حملت زوجته وأتت بالبنت السادسة فأصبح يأتيه الهم والغم من كل مكان، وأصبح يتلون ويتغير وجهه كلما تذكر هذا العدد من البنات.
ثم مرت الأيام والشهور وإذا بزوجته حامل فأصابه الفرح والحزن معا، وتنازعه الخوف والبشرى معا، (( ترى أهو ولد فأهنئ نفسي أم بنت فأعزيها في هذا البلاء!)) فأصبح خائفا يترقب، ثم عزم على طلاق زوجته أن هي جاءت ببنت.
وفي تلك الليلة التي عزم فيها على ما لا يرضاه الله عز وجل، ولا يأمر به العقل، إذا هو يرى في نومه كأن القيامة قد قامت وأحضر إلى النار، فكان كلما أخذوا به إلى أحد أبواب النار وجد إحدى بناته تدافع عنه وتمنعهم من إدخاله النار، حتى مر على ستة أبواب من أبواب جهنم، وفي كل باب يجد إحدى بناته لتحجزه عن دخول النار، سوى الباب السابع فلم يكن عليه ما يمنعه من دخوله، ولما أقبل عليه وكاد أن يهوى فيها، إذ هو ينتفض في فراشه انتفاضة العصفور الذي بلله المطر، فقام وهو مذعور وفي حالة سيئة، وفهم رسالة المنام، وفهم إشارة الرؤيا، وعرف أنها من الله وتبين خطأ ما نواه وما عزم عليه، فندم على ذلك ورفع يديه قائلا: اللهم ارزقنا السابعة.
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (( من عال جاريتين حتى تبلغا كانتا سترا له من النار )) - رواه مسلم.
هذا أحد الشباب تزوج من فتاة مقاربة له في العمر وكانا فرحين بحياتهما الزوجية، وحملت الفتاة وولدت طفلين، ثم حملت مرة ثانية فوضعت طفلين كذلك، فأصبح لديهم أربعة أطفال في أقل من سنتين، وحملت للمرة الثالثة فاستشاط الزوج غضبا، وخاف أن تلد طفلين فتجعل في بيته الصغير ستة أولاد في فترة قصيرة جدا، وهو رجل فقير قليل الدخل، فأقسم وهو في ثورة غضبه أنها طالق اذا ولدت هذه المرة طفلين أيضا، وأخذت الزوجة تبكي وتتململ وتندب حظها بهذا الزوج المقيت، وسخر الناس من الزوج ولاموه على تصرفه.
وتمت أشهر الحمل فماذا وضعت المرأة؟ نعم وضعت ثلاثة أطفال.
وصدمت هذه الحالة الزوج، وعرف أن الله هو المعطي ولا راد لما قضى فاستغفر الله وأناب، وسبحان الله العظيم إذ يقول: ( نحن نرزقكم وإياهم ) ، فلقد أغدق الله على هذا الزوج، وفاض عليه الخير وكل هذا من بركة الأبناء والرضى بالقضاء، ومن عجائب والعجائب جمة أ، هذه المرأة توقفت عن الحمل بعد ذلك.
ألا فليرتدع دعاة الجاهلية، ومحددي النسل وليعلموا أن الله جعل لهم القوامة ليحسنوا بها، لا ليتعسفوا بها، ومن يدري فلعل أحد هؤلاء الأبناء يخرج فيكون كأحمد بن حنبل أو الشافعي فيكون والداه ذوي حظ عظيم وما ذلك على الله بعزيز.
بقلم محمد سعد الدوسري ـ مجلة الأسرة ـ العدد139
من ايميلات الاخت الفاضلة فتاة مسلمة جزاها الله عنا كل خير ...
دمتم بخير وحفظ الرحمن