كثيراً ما يمنعني حرصي على المودة من أن أخالف بالرأي من أحب,وذلك لأن التجارب علمتني أن اختلاف الرأي يفسد للود قضايا وليست قضية واحدة .
وإن سبرت أحوالنا وجدت أن مودتنا هينة لينة رياح اختلاف الآخرين تفسدها, ناهيك عن اختلاف المعنيين أنفسهم فإنها كفيلة بأن تقتلع المودة من جذورها
ورأيت أن أفضلهم ذلك الذي أخذ يلملم بقايا مودته ثم خبأها في خزانة وأغلقها بإحكام, فأخذ يخوض معترك اختلاف الآراء دون خوف أو وجل ...
وأما أشقاهم حالاً فذلك الذي أخذ يمد جسور المودة مع الآخرين ويغلف تلك الجسور بشعوره وأحاسيسه المرهفة 0
فكم تجرع ألم مذلة الصمت والموافقة على ما يرى خلافه ,وكم كتم غيضه وذلك كله خوفاً على جسور المودة الآيلة للسقوط . والله المستعان .
---
وكتبه / الجبل