________________
في ذلك الحي ,,,
كانت تقطن بمنزل يبعد عنا قليلاً ,,,
كانت " بنت الجيران " هذه ,,,
تعني لي الكثير ,,,
كنت من بد أبناء الحارة
الذي أحظى برمقة عينيها ,,,
عند مرورها من أمامنا ,,,
كانت تلك النظرة ,,,
تهرب بالنوم من عيناي ,,,
ليال وليـــــــــــال ,,,
أجهد نفسي كثيراً في التفسير ,,,
هل هو إعجاب ؟؟؟
هل هو إستلطاف ؟؟؟
أم هل هو الحـــــــــــــــب ؟؟؟
أسئلة كثيرة تراودني ,,,
ونار الحيرة تأكل بصدري ,,,
كنت دائماً لها بالإنتظار ,,,
صبحاً حين ذهابها للمدرسة ,,,
وعند الظهيرة حين العودة ,,,
فقط لأجل تلك النظرة ,,,
التي أحظى بها وحدي ,,,
والتي جرْت علي حسد أقراني ,,,
تطورت النظرة ,,,
إلى بسمة خفيفة ,,,
تتلألأ من تحت اللثام ,,,
ماأسعدنــــــــــــــــي ,,,
وماأشقى ليلي بها ,,,
كنت في تلك المرحلة ,,,
مراهقاً ,,,
أرى من الدنيا ,,, وجهها الوردي ,,,
أحلق عالياً بأحلامي ,,,
أبحث عن الرومانسيات في كل ماحولي ,,,
أسهر ليلي طرباً على أنغام هذه النظرة ,,,
وعلى لحن هذه البسمة ,,,
تخيلتها أحلاماً نرجسية ,,,
تضم يدي ,,, يداها ,,,
نمشي سوياً على شاطئ البحر ,,, أو
نغرز بأقدامنا في رمال أحد الصحارى ,,,
نلعب معاً ,,, نتجارى ,,, نتشاقى ,,,
ترآءت لي ,,,
كرفيقة دربي ,,,
حبيبةً وزوجة ,,,
تخيلتها ,,, تُجيب على آلاف من أسئلتي ,,,
وخاصة ذلك المتعلق بتلك النظرة ,,,
وتلك الإبتسامة ,,,
ولماذا كنت أنــــــــــــــا ؟؟؟
آآآآآآه يازمــــــــــــــن ,,,
كم قسوت على محبيك !!!
ففي يوم سيئ الطالع منذ باكره ,,,
رأيت جمعاً من الناس ,,,
يتوسطهم شاب في كامل أناقته ,,,
توجه هذا الجمع إلى منزل أميرة قلبي ,,,
لم يساورني شك بأن هذا الأمر ,,, أمر زواج !!!
ولكن ,,, من ياترى من أخواتها ؟؟؟
هل هي الكبرى ؟؟؟
أم الأخت الوسطى ؟؟؟
أم تكون الصغرى ؟؟؟
وبالطبع لم أفكر للحظة أنها " بنت الجيران "
ستكون هي محطة هذا العريس !!!
وفي تلك الليلة ,,,
وبينما تأكلني الحيرة ويقتلني القلق ,,,
إنطلقت صوت ( الزغاريد ) من ذلك البيت ,,,
وكانت أختي تستعد للذهاب لهذا ( الفرح ) ,,,
فتصنعت الهدوء والتماسك ,,, سألتها ,,,
ــ فرح من هذا ؟؟؟
أجابت بعفوية وهي تهم بالخروج برفقة والدتي ,,,
ــ إنه فرح ( فلانة ) ماشاء الله تبارك الله ,,,
أصابتني في مقتـــــــــــــــل ,,,
تمنيت لو لم أكن إنساناً في تلك اللحظة ,,,
تمنيت لو كنت جماداً ,,,
قطعةً من جدار أو كومة من صخر ,,,
أو حتى ماءاً آسناً يرقد في مستنقع وحل ,,,
كرهت نفسي ,,, كرهت كل ماحولي ,,,
تهاوت أحلامي في لحظة ,,,
لقد كانت ( فلانة ) هذه هي ,,, " بنت الجيران " !!!
أميرة أحلامي ,,, درة أمنياتي ,,,
مضت الأيام ,,,
إنقطعت أخبارها عني بعد تلك اللية المشؤومة ,,,
لم تعد تذهب للمدرسة ,,,
لم أعد أراها ,,,
وبعد فترة ,,,
كنت عائداً لمنزلي ذات يوم ,,,
رأيت ذلك الشاب ,,,
رأيت ( العريس ) الذي خطف من " عمري "
رأيته وكانت " بنت الجيران " معه ,,,
تسمرت في مكاني ,,,
أحسست بشلل يعصف بقدماي ,,,
يوقفهما عن الحركة ,,,
كانت برفقته في السيارة ,,,
وبينما هو ينظر في الجهة المقابلة من الشارع ,,,
إستطاعت هي أن تسرق النظر نحوي للحظات ,,,
رأيت عينيها ,,,
رأيت تلك النظرة ,,, التي أكتوى داخلي منها كثيراً ,,,
لكنها نظرة تختلف عن سابقاتها ,,,
نظرة ,,, شعرت بها ,,, وكأنها ,,,
حيرة ,,, عتاب ,,, إحباط ,,,
نظرة فسرت لي الكثير ,,,
نظرة حزن عميق ,,,
نظرة خلت من تلك الإبتسامة الرقيقة ,,,
التي كانت من تحت اللثام ,,,
ذهبت ,,, وذهبتْ ,,,
وحتى هذا اليوم ,,,
لازلت أذكر ,,,
فهل لازالت ,,, تذكــــــــــــــر ,,,
___________________
تحيات zadi