[c]بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)
[/c]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....

مُتكئاً على بعضي.....وهمومي البعض......والحزن جسدي الذي أتكئ به على كُل هذا !!!

وأمامي تترائ جثث وأكوام مُكدسة من عِظام وجماجم ضاحكة.....

حقاً ضحكت.....فتستطيع تخيل صرخة ذعر هائلة أو ضحكة عالية على جمجمة تدلى منها فكها السفلي

هكذا كُنت أسرح دوماً......أُفسر وأتعب كثيراً...في أشياء لا وجود لها

هُنا نزعني صوت عميق يأتي من الخارج....ليصل إلي....ثم يسري مع جسدي ...ليصل لآخر ما يصله....أذني !!

كان صوت الهاتف.....

أنا :- نعم
الشيطان :- نعم نعم عِش في نعم وتنعم في ناعم نعم نعم

أنا :- أُوجز....!

الشيطان :- أمممم إشتقت إليك كثيراً....وسأنتظرك الآن

أنا :- لا أستطـ....

الشيطان :- أسمعت سؤالي......لقد قُلت لك أني بإنتظارك ولم أسألك أيسمح لك وقتك؟؟؟!!!
أنا:- حسناً..... إنتظرني على أبواب النعيم.....فأنت محظور منها....وليتك تعلم كم أنت في النعيم ولسنا نحن!!

الشيطان :- سأغلق الآن...ولكني بإنتظارك

أتيت الشيطان منزله ولا شيء يدور في ذهني........لا شيء

إستقبلني وإحتضني بحرارة أعادتني لذكرى أحضان من أهوى

وفي ضباب الذكرى وجدت عيناه تلتصق ببصري إلتصاقاً حاداً بشكل موازٍ للأبد !!!!

دخلت إلى مجلسه الذي يستقبل به أصدقاءه عادة....

كُل شيء كما ودعه بصري آخر مرة......التلفاز وطاولة الشطرنج التي إعتدنا نلعبها أوقات الصلاة ثم ندعها حتى تحين صلاة آخرى

بار متكامل...وثلج لا يذوب.......في الزاوية المواجهة لباب المجلس......وكتاباتي مبعثرة ورسومات معقدة على الجدار ما أن تقع عينك عليها حتى تؤمن بأن كاتبها شخص مريض

الحدة....الإنتقاء....كثرة علامات التعجب......توقيعاته......نرجس ية يائس لا شيء يخسره !!!

إقترب مني الشيطان يحمل الشاي.....

رشفت منه بعضه......طعمه مختلف....ولكن هل هُناك ما يستحق السؤال عنه لشيطان؟!!

لا أكترث....فحدود علمي....أنني الأعلم

أشعلت سيجارة......إلا أنه نزعها من شفتي.....وأسكن سيكارة عريضة لا نهاية لها...

نظرت إليها في تودد عميق....وفكر كالرمال إن إجتاحت عاصفة رملية وجه البحر !!!

أيضاً.....لم أكترث ولكن أعجبني.....عُرض هذه السيكارة.....بدأت بسحب أولى أنفاس (الكيف)....

شعرت أنني أتنفس صهير معدن....بارد عميق....تستنشقه خلايا عظمي أيضاً !!!!

ويل....ويل.......

نظرت إلى الشيطان في محاولة إستيعاب محيطي....وجدته يحشو الأوراق حشيشاً وتبغاً ثم يطويها كأيامي....

ليقبلها قبلة السلطان....ليصفها أمامي في أدب لم أعتده منه...

وضعت بقايا الأولى......بعد أن رفض جسدي زفير دُخانها.......فسعلته في غضب على فقدان تحكمي بجسدي...

نظرت إلى كوب الشاي...وقد ترسبت في قاعه بياض......

ضحكت.......
وضحكت

وضحكت

ثم نظرت للشيطان...وقلت له ( أنظر إلى الشاي.....إنه يترسب كمحلول فوق متشبع وتعرض لنسمة هواء حركة صفحته فإنهار ....)

نظر إلي الشيطان بتعجب شديد.........ثم إبتسم وقال خذ هذه إنها أطيب من تلك...

مددت له يدي بأني إكتفيت حتى فقدت رغبتي بالكلام....فقط صمت ولا صمت !!

إلا إن عيناه كانت تُصران علي وبغضب يشتعل بعنف من عينيه....وكأنها عينا ناصح واثق....

مددت يدي فقليل المسكر ككثيره.....ولا أحب أنصاف الدخول.....

بدأت بسحب أنفاس حارة وحارقة من تلك السيكارة العتيقة.....

وبدأت أطرب لها كثيراً....

فقمت واقفاً....ورفعت إصبعي اللذان يحملانها إلى أعلى وبدأت أتغزل بها غزلاً جريئاً أخشى على ذائقتكم من تلك الكلمات والأوصاف التي إمتشقها لساني حينها....

ثم ترنحت قليلاً.....أنظر للأرض فأجدها لاتدور......ولكن صورتها التي في داخل عيني أشعرها تدور.....

ضحكت ثم ضحكت وتكلمت بصوت متقطع مختلف النبرة مُتخلف الأداب.....(الآن عرفت فقط لماذا كان علمائنا يُكفرون من يقول أن الأرض لا تدور )

سقط الشيطان على ظهره ضحكاً وقال ( نعم يا أفضل رجل في العالم أكمل....لا أسكت الله لك معنى)

ألحقت جملته بـ (ولا أسكن الله يدك عن صنع سجائري يا أيها الخبيث الحميم)

(هلم إلي بآخرى...فالشوق يقتلني....وأنا رجل نشوتي لا تصلني إلا إن أردتها....ولا أريدها الآن)

وبقيت موقناً بأن الليل أنا من أتحكم به لذلك لم أهتم للوقت ومضيه

عالم واسع ولكنه يضيق ثم يضيق حتى يصبح خرم إبرة ثم تصبح في لحظات....مظلمة معتمة كعيني!!

نعم كعيني.....أو لا أصف عيني بعيني ؟؟؟

ثم تخف كل أطرافي لتصبح بعض هواء مُضاع

لتعود - عيني -تُفاجئ بتفسير كل المعضلات!!

بتصبح جاحظتان....لتعود مرة أخرى مُطفأة.......كسابق عهدها

والآن يداي أصبحتا تناور ما أريده مهارة عجيبة!!!!!

أطياف......أحزان عميقة........هدوء غريب لم أعتد عليه !!

والآن....من بعيد أصبح خفقان قلبي...

وكأن الجحيم يصعد لعنق الجنة!!!

دورات متتابعة......صور جمة

أنياب وأظافر تخدش شيئاً أسمعه قربي.....وربما جسدي!!

أقف على قدمي وأنسى لماذا وقفت ؟!!

أعود لأجلس ثانية أو إثنتين...لأقف مرة أخرى

يسألني الشيطان ( لماذا تقف؟ )

فأجيبه ( حينما وقفت في الأولى كُنت مستنداً على قدمي اليمنى لذلك نسيت....بينما في الثانية وقفت مستنداً على اليسرى )

أجابني (إذن ؟)

أنا (لعنك الله.....لقد أنسيتني......)

وظللنا نضحك ونضحك......

تعب الشيطان وإستند .....كلا لم يستند بل ألقى بنفسه على الأرض ونام نوماً عميقاً

أما أنا فقد أردت أن أستيقظ مما أنا فيه....فأمسكت برأسي........ويبدو أنها ظلت (نية) فقط !!!

إذ أن رأسي إبتعد عن يدي.....حقاً أصبحت يدي تراوغ أهدافي بمهاراة...!!

هُنا أمسكت بيدي ....يدي العاصية......إلا أن يدي الثانية كانت تراوغ تأكيداً لنظرية المؤامرة الذاتية !!

أيضاً ضحكت....وضحكت.......

ضحكت حتى إختفى صوتي...وأصبحت أضحك بفمي فقط وبتعابيري التي تُشعرني بأني أضحك

فكل تصرفاتي عجيبة وغريبة ومُضحكة......رغم أني مُدرك لما هو حولي.......

يبدو أنه تذبذب الإدراك مرة أُخرى....

.
.
.
سمعت صوت الآذان.....

علمت أنه الفجر يستأذنني.....فقلت للمؤذن.....(أدخل)

ثم أدركت ما قلته...فضحكت وقلت (أستغفرك ربي)

نهض الشيطان يرتجف بعنف كأنه قابل الشيطان ذاته !!

وهم بسكب كأس من الخمر وقربه مني....إلا أنني رفعت يدي ألوح بها .....بعدم رغبتي

وقلت (إنها الصلاة يا رجل.....)

نهضت ووقفت طويلاً.......أنوي الرحيل للمسجد....ولكني نسيت أن تواجدي في المسجد يتطلب مني تحريك قدمي...

ضحكت ثانية ومشيت أجر أذيال الكيف ليتناثر هُنا وهُناك

أُنشد مقطع من أغنية (يالله بينا تعالو نعيش اليوم بحاله كل واحد فينا يركب حصان خياله.................درقن درقن درقن )

حتى شاهدت أمامي المسجد......لم أستطع المسيرة أيضاً....وتذكرت أن وقت صلاة الفجر حتى طلوع الشمس...

نظرت للسماء ورفعت يدي وسبابتي تلوح في الأفق بإحتقار (كامل) قائلاً (هيا أيتها الشمس أشرقي.....سلن أُصلي )

(سلن)!!!!...... في أي لغة قرأت (سلن).....في أي لغة ؟؟؟؟؟

لم أتذكر.....ووجدت شيخاً كبيراً يقترب من قريب...أو بعيد ...لا أذكر حملني إلا بيتي.....

وأنا أُخبره (إياك والكيف يا شيخنا.....أنظر ماذا يفعل بك ؟؟؟)
(أنظر للحيتك الكثة....لقد حسبتك شجرة من بعيد)
رسومات غضب وضحك وإبتسامة أجدها على وجه شيخنا.......ولكني لم أمنعه من معاونتي على مسيرتي.....

فأنا أعلم أنه يُحبني ولن يغضب مني..........فهل سيغضب مني الله إذن ؟

تركت التفكير في هذه الفكرة....فلست مؤهلاً لذلك الآن.....وكان القرار الوحيد الصائب

دخلت بيتي وودعت الشيخ من بابنا قائلاً (إياكم وأن تؤذنوا للظهر بصوت عالي....ألا توجد قراءة صامتة؟....إجعلوه آذان صامت......مابال النية؟)
لوحت بيدي بلا مبالاة ودخلت بيتي....ووقفت أمام غرفة نومي.....نظرت إلى السرير........

هممت بإمتطاء سريري.....ولكن نفذت مني طاقتي....وظللت على حالي واقفاً !!!

في هذه اللحظة ضحكت ضحكاً لم أضحكه طيلة ليلتي.....فشعرت بجسدي تنبثق منه جناحان كبيران لأطير بهما إلى السرير....وذيل طويل سحبت به غطائي ونمت......


...
..
.

إستيقظت.......لم أفتح عيني......أردت إستيعاب ما حدث....

تقلبت على سريري أداعب رياح النوم الراحلة.....فشعرت بوجود شيء يشاركني وسادتي؟

فتحت عيني ببطء...

وجدته كتاب ضخم..... أو مجلدات متشابكة ....

فتحت أولى الصفحات

فوجدت يدي تعصي أوامري....فقد فقدت تحكمي بها كلياً....عيناي أصبحت تلتهمان الكتاب وحروفه رغم عدم رغبتي بذلك

عقلي يستوعب كل شي بسرعة كبيرة

في ثلاث أو أربع ثوان ....قضيت على الكتاب كاملاً

ثم سقطت تحت سريري أبكي.....

لقد حفظت الكتاب !!!
ويلااااااااااااااااااه!!!
سقط الكتاب قربي.....داعب الهواء أوراقها فقلبها......حتى غلافها الذي طبع نفسه على الكتاب بعنف أثار غباراً كثيفاً

فإتضح عنوان ذلك الكتاب........................ ..( أحزان حياتي)


أرسطوالعرب

[ALIGN=CENTER]:star:وميض الإنفلات:star:[/ALIGN]
حينما أهرب للداخل خوفاً.......أجدني في معمعة تتطلب مني الغوص هرباً للداخل مرة آخرى.....حتى أجدني أختفي في وجودي!!


[c]---------

الحب رجل أعمى لايرى كبريائي وغروري أصم لايسمعه
----------[/c]
ثـامـر الـحـربـي