اختفت أصوات الأطفال وغادر الجميع من المنزل.. ولكن صراخ تلك المرأة لم يزل يعلوا في ذلك المنزل .. اجتمع الأهل حولها .. يال المسكينة! ما الذي أصابها..! جلس الجد ينظر من بعيد ..ثم اقترب فجلس يمسك برجليها التي أخذت تعلوا في السماء! ثم أمسك برأسها وأخذ ينظر في عينيها التي تدور .. ثم بدأ يقرأ القرءان الكريم .. بسم الله الرحمن، قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ، ومن شر غاسق اذا وقب ، ومن شر النفاثات في العقد ، ومن شر حاسد إذا حسد.. وأخذ يرددها.. هل هدأت؟ هل سكنت؟ بل بدأت تضحك!! كلما على صوت الجد بالقران على صوتها بالضحك! حتى قالت.. " أبعدوا عني هذا الشيخ العجوز". .وهى تضحك!

ما الذي حدث لأم عبدالله.. تضحك على سماع القرءان؟ وتقول لعمها " شيخ عجوز!!".. لقد جنت المرأة! وبينما هم على هذا الحال . . إذا بشيخ يطرق الباب. . " ليخرج النساء وليبق الزوج ومن معه من أهلها من الرجال" صاح الرجل في الجمع.. خرج النساء إلا القليل منهم وجاء الرجل ثم جلس وهو ينظر لأم عبدالله ويقوم " قولي لا إلاه الا الله محمد رسول الله". فسكتت ولم تنطق بحرف.. وأخذت تنظر له وكأن أسد يكاد يفترسها! بدأ الشيخ يدعو الله بصوت عالى.. يدعو دعاء لم أسمع أحدا يدعوا به من قبل.. ثم توكل على الله و بدأ يقرأ القران الكريم.. وبدأت أم عبدالله بالضحك.. كلما على صوته بالقران الكريم، على صوتها بالضحك.. وهكذا الحال حتى بدأ الشيخ يصرخ بآيات الله الكريمة في أذنها صرخات هزت قلوب من حولها.. فإذا بها تصمت.. ثم تعض على أسنانها وكأنها لا تريد أن تسمع.. ثم تتفل في وجهه .. ثم أخذت تهتز من رأسها إلى رجلها.. وأخذت ساقاها ورجلاها ترتفعان إلى! ثم بدأت تبكي بكاء ساخن.. بكاء حنون أبكت من حولها وأثارتهم شفقتهم.. ولكن الشيخ لم يتوقف عن القراءة .. استمر بالقراءة حتى بدأت تمزق ثيابها .. ثم أخت تقتلع شعر رأسها!!

ما الذي يحدث ! ماذا حدث لأم عبدالله ، أين أم عبدالله ؟ ومن هذا المخلوق الجالس يضحك ويبكي أمام أعيننا؟

استمرت المعركة ساعات من الوقت حتى امتلأ وجه أم عبدالله دما ..وتغيرت ملامح وجهها.. وكأنها رجل ثائر !! ما أن رأى الشيخ هذا المنظر حتى صرخ.." أخرج فانك رجيم.. وان عليك اللعنة إلى يوم الدين ".. بدأت أم عبدالله تصدر أصوات لم نسمع مثلها أبدأ ولن نسمع.. أصوات مخلوق غير الإنسان.. أصوات غريبة لا يفهم من فمها ما تقوم.. ثم صرخت . . " لن أخرج وافعل ما شئت".. يال الهول.. لقد نطقت وليتها لم تنطق.. نطق وصوتها صوت رجل عنيد شديد! صوت أفزع من حولها وقذف الرعب في قلوب من سمعها..من هذا الذي نطق؟

أم عبدالله ، الله أعلم أين هي، ولكن جسدها مسكون! مسكون بروح شريرة! يسكنها ملك من ملوك الجن لعنه الله..

يطول الحديث في هذه القصة ولكن سأحاول أن اختصر..

عاشت أم عبدالله عشرة سنين أو أكثر . . يومان تعيشهما لنفسها والأيام الأخرى يعيشها ذلك الجني اللعين.. تشتت الأسرة .. وأهمل الزوج أعماله وأخذ يدور بها من شيخ إلى آخر.. وما من حيلة.. وما من وسيلة ..سافر إلى بلدان مختلفة.. وجرب جميع الأدوية .. ولكن بلا فائدة..

أخواني الأعزاء.. يؤسفني أن أخبركم بأن أم عبدالله .. مسحــــــــــورة! سحرتها أحدى صديقاتها حقدا عليها من الحياة الزوجية التي كانت تتمتع بها أم عبدالله مع زوجها.. قدمت 600 درهم فقط لأحد السحرة ..لقلب حياة هذا الانسانة البريئة. . . لقد بلغ بأم عبدالله الحزن حتى أن جمعتنا في يوم لنجلس حولها لتعرض علينا أن نتركها في منطقة بعدية بين الجبال حيث لا يعيش أحد..فتموت بسلام ولا تزعجنا بما يحدث.. فكيف لنا أن لا نبكى على ما تقول… انتقلنا بها من شيخ إلى آخر.. من بلد إلى آخر.. بلا فائدة..حتى صارحنا أحد الشيوخ بأن السحر الذي أصابها سحر من الدرجة الثالثة..أي أنها إما أن يصيبها الجنون بسبب هذا السحر أو تموت..

كل يوم هي على شاكلة.. مرة تسكنها طفلة صغيرة ..ومرة شيخ عجوز.. ومرة أربعة ومرة ستة.. الجميع يمكن إخراجه من جسدها..إلا ذلك الملك الجني اللعين..

قبل العيد .. أخذناها الى شيخ من الشيوخ الذين أنعم الله عليهم بعلم القرءان الكريم.. فما أن جلست أم عبدالله أمام هذا الشيخ حتى استلقت على الأرض..وبدأت بالبكاء..وما أن بدأ الشيخ بالقراءة حتى بدأ جسدها يتحرك وكأن أناس يشدونها من أطرافها تكاد تتمزق..وقد اشتد عليها الشيخ بتلاوته للقران وما توقف لحظة.. واليكم المنظر الفظيع الذي ما رأيت مثله والذي يقشعر جسدي منه كلما ذكرته.. جلست أم عبدالله يا إخواني كما يجلس الكلب على الأرض .. ثم رفت رأسها إلى السماء والشيخ ينظر.. ثم بدأت تنبح كما ينبح الكلب.. ما الذي يحدث يا الاهي.. الشيخ ينظر عجبا وهو الطبيب! ونحن ننظر وأطرافنا ترتعش..نبكي على ما أصاب أم عبدالله.. أخذت تنبح ثم تعوى كما يعوى الكلاب.. ثار الشيخ غضبا لما رأى فأخذ يدعوا الله ثم اشتد في تلاوته وعلى صوته.. حتى أخذ ذلك الشيطان اللعين الذي يسكن جسدها بالبكاء ويطلب التوقف عن القراءة… والشيخ يتابع قراءته حتى نطق اللعين وقال سأخبركم بكل شئ فقط فليتوقف هذا الشيخ عن القراءة.. واستمعنا إليه وهو يحكي.. قال لنا من سحرها وكيف ومتى.. ولكنه أبى أن يخرج.. قال انه لا يستطيع الخروج.. ولو زادوا عليه العذاب سيقتلها!!!!!

يال البريئة المسكينة . . ماذا فعلت.. ما الذي فعلته حتى تفد زوجها وأبناءها ومن حولها..صارت حياتها جحيم..لعن الله تلك الساحرة.. لعنها الله..

إليكم آخر ما حدث لأم عبدالله.. في يوم العيد.. بعد أن اجتمع الأهل والأصحاب.. جلست أم عبدالله في إحدى زوايا الغرفة بثوب رديء حتى لا ينظر لها أحد .. جلست بلا زينة ولا ابتسامة ولا فرحة.. جلست تأكل لوحدها تعيش في عالمها التي اعتادت عليه.. وفجأة وبلا مقدمات وعلى منظر الحظور..بدأت تقفز على جدران الغرفة وكأنها قطة تريد أن تتسلق الجدار.. قفز اليها الأهل يمسكون بها وكأنها مجنونة ليحبسوها في أحد الغرف حتى يزول ما بها. . يال البريئة.. يلعب بها الجن ويسخرون بها أمام الجمع..لعنهم اللهم ولعن تلك الساحرة..تكاد أم عبدالله تموت بين يدينا ولا نملك لها سوى الدعاء.. فادعوا معي عسى أن يرفع الله دعاء أحدكم فيرحمها به..أو نصيحة ينفعها بها.. أبعد الله الشر عنا وعنكم..

ما اللذي حدث بعد ذلك لام عبدالله هذا ما ستعرفه في الجزء الثالث