ابتكرت نخبة من الباحثين في (Bae Systems)، وهي شركة متخصصة في أنظمة الدفاع والتطوير الفضائي، مادة لاصقة جديدة، اسمها (Synthetic Gecko)، وثمة عدة جوانب مشتركة لها مع مادة النيلون. بيد أن المادة البلاستيكية المبلمرة الجديدة تتكون من ملايين الشعيرات الدقيقة، المصطفة إلى جانب بعضها البعض بشكل كثيف جداً، كما تركيبة أرجل الحيوان الزاحف "أبو بريص". ويؤدي تواجد سطح الشعيرات المجهرية هذه، لدى هذا الحيوان، إلى نشوء قوة جذب الكترومغناطيسية بينها وبين الأرضية التي تحتها، معروفة بقوة "فان دير فالس"، وهو العالم الهولندي الذي درسها عن كثب. وتمكن قوة الجذب "أبو بريص" من السير فوق الجدران وعلى الأسقف.
هذا وتستند صناعة مادة (Synthetic Gecko) اللاصقة على تقنية الليثوغرافيا الضوئية، وهي طباعة حجرية تستعمل فيها صفائح مُعدٌة ضوئياً. واستلهمت التقنية مدماكها من عالم الإلكترونيات مما يضع حداً في كلفتها مع إمكانية تسخيرها على نطاق واسع، مستقبلاً.
وهذه ليست المرة الأولى التي تسرق فيها التجارب العلمية الأفكار الموحاة من إمكانات "أبو بريص" الفريدة من نوعها. ففي 2003، طورت جامعة "مانشستر" البريطانية أول شريط لاصق، مسمى (Gecko Tape)، يعتمد على إعادة إنتاج الشعيرات الدقيقة الموجودة تحت أرجل "أبو بريص" بصورة اصطناعية. وبعد سنتين، سمح نفس الإجراء المختبري لعلماء جامعة (Stenford University) ابتكار (Stickybot)، وهو روبوت على شكل الزاحف "أبو بريص" قادر على السير على أسطح الزجاج والمرايا.
الروبوت (Stickybot)
وبالنسبة الى (Synthetic Gecko)، التي حصلت شركة (Bae Systems) على براءة اختراعها، فإن هذه المادة اللاصقة تتمكن من رفع سيارة عائلية من سطح الأرض بفضل طبقة (مكونة بالطبع من هذه المادة) حجمها متر مربع واحد. والى اليوم، ليس هناك مادة منافسة أخرى تقف بوجه (Synthetic Gecko) التي تستغل قوى التجاذب الداخلية عند مستوى جزيئاتها.
ويبدي البنتاغون الأميركي اهتماماً ملحوظاً تجاه المادة اللاصقة هذه ابتغاء تطوير قفازات وأحذية نوعية تسمح بتسلق معظم أنواع السطوح. والى جانب تطبيقها في مجالي الدفاع، العسكري والمدني، فإن استعمالات هذه المادة الإبداعية لا حدود لها. على سبيل المثال، يمكن إدخالها في تركيبة دواليب السيارات والأحذية لضمان الاحتفاظ بالالتصاق بالإسفلت مهما كانت أحوال الطقس، وحتى على الطرق المغطاة بالثلج أو بالجليد. وفي حال إدخالها في إنتاج الألبسة عندئذ ستختلق التقنية عدداً "لا يحصى" من الأشخاص ذوي القدرات "الخارقة" التي يتمتع بها "الرجل العنكبوت". ولا دهشة إذن إن تصارعنا مع سارق محترف، ممن عشقوا تقنية إنتاج هذه المادة اللاصقة لأغراض إجرامية، وجدناه فجأة داخل منزلنا، حتى لو كنا ساكنين في الطوابق العليا لناطحات السحاب. في أي حال، لا بد من أي فكرة إبداعية أن تجلب معها بعض الجوانب السلبية.
لمزيد من المعلومات
أسرار الرجل العنكبوت
على المعلومات
