تحية بشذى الياسمين ..
حضور أولي بقلمي ها هنا .. أنشره بين ايديكم..
آملة ان ألقى صداه منكم..
......
...
..
الفصل الاولهنا.. وقبل شهر بالضبط.. كنّا نجوب تلك الأزقة القديمة.. نشتمُّ عبق الأبواب المعتقة.. نمشي لساعات وكأنها الدهر كلُّه.. وننسى معا تلك الحدود الشاهقة التي كانت تفصلنا يوما ما.. كنا نتحدَّث.. فيسبق احدنا الآخر بحديث.. ونتجادل.. من منا سيُكمل ما بدأه ؟ .. ونبقى كالأطفال في عناد.. يغاضب احدنا الآخر.. ويأبى أيٌّ منا الاستسلام.. فندير ظهورنا.. ثم نستدير فجأة.. وننظر إلى بعضنا كالبلهاء.. وننفجر ضحكا.. وكأن الضحك لم يُخلق لغيرنا!.. وكعادتها تلك العيون الفضولية المتطفلة.. ترقبنا بدهشة.. وأنوف ترتفع استنكاراً.. لم أكن لأبالي حينذاك.. وكنت أقول له ساخرةً: "انظر لهؤلاء.. أظنهم يحسبوننا بلهاء أو حمقى.. وما عرفوا أنهم هم البلهاء.. لأنهم لم يدركوا بعد معنى الحب! "
فيبتسم تلك الابتسامة المعهودة.. فأرى تقاسيم وجهه كيف تنفرج.. وارى عينيه يلمع فيهما بريق الفرح.. ويغمزني بطرف عينه.. ثم يسحب يدي بخفةٍ لتحتضنها يده بقوة.. فأشعر بدفئه ويسكنني سلطان الأمان.. فأمشي كالطفلة تتشبث بيد أبيها.. وتنظر إليه بفخر وإعزاز..
تنهدت "وجد" تنهيدة طويلة.. و هي تعبر تلك الأزقة نفسها.. بالكاد تجرها قدماها.. كانت تمشي ذاهلة عما حولها.. فلا ترى سوى تلك الذكريات ماثلة أمامها.. بكل تفاصيلها.. فتبتسم تارة.. وتضحك تارة أخرى.. ثم تتوقف فجأة.. تجري بأوصالها رعدةٌ يهتز لها جسدها.. لتدرك أن تلك ما هي إلا ذكريات طوَت صفحتها الأقدار!.. فتشهق بالبكاء....
يتبع ...