الحلم سرا بقلم كراميل نور

الحلم سرا

بقلم كراميل نور
نحلم أحيانا بصمت...
ونطلق أحلامنا بلا ملامح وكأننا
نخاف أن تتسرب لغيرنا فتسرق منا
تهالكت أحلامنا بسبب نحيب أرواحنا
وكأننا نبحث عن صوت في الظلام يحتوي أوجاع غربتنا أو
يبشرنا بأمل يبرق ضوء نهاره من بعيد
غبي ذلك الذي لا يؤمن بالقدر
فمنذ لحظة تكويننا في رحم الحياة
هناك شيء ما قد سطر على صفحات قدرنا
ونحن لا نعلمه ...حتى نهايتنا المحتومة مقدرة
وكوننا لا نرى تلك النهايات لا تعني انها غير موجودة
آه ليت للبصيرة قوة البصر.
مهما رسمنا وخططنا بدقة لحياتنا لن يغير هذا شيء من قدرنا
فلما اللهاث اذن وراء الدنيا بكل هذا الضرب
من الجنون؟ .....أنا لاأفهم ...
نحن معشر الفتيات مثلا
نحلم بفارس الأحلام ونحن على يقين أننا لن ننال
غير ما قدر لنا مهما خططنا ورسمنا ملامح من نريد
وخلقنا طبائعه في عقولنا
فلما نصر دائما على انتظار ذلك الفارس الذي صنعه خيالنا ثم نندم بشدة على عمر مضى وضاع في الانتظار؟
ولما دائما نصر على تحقيق أحلامنا
بأمور تنافي الواقع ؟
امرأة تتزوج كهلا ثريا طمعا في البذخ و الثراء
ثم تنتحب عمرها الذي دفن بين جدران القصور
وويل لها ان لم تعشق من عاشت معه فإما أن تخونه وتخسر عفافها ودينها
أو تندب حظا عاثرا صنعه طمعها عمرا بأكمله بسبب غلطة حمقاء وفكر مادي
ليتنا نسعى لتحقيق أحلامنا بقليل من الحكمة
وكثير من الايمان الذي يجب ان يسكن قلوبنا
هناك من يشهد الزور ويسرق ويرتكب الخطايا
من اجل مال يظن أنه سيحقق احلامه السعيدة
ولا يعلم انها ستكون كابوسا فظيعا
ووبالا عليه فيما بعد...
فيولد له أبن عاق او ينفق ما تم جمعه في صحته
بدواء لن يبارك فيه الله لأنه من مال حرام
فالدنيا بالرغم انها تغريك بمفاتنها الكاذبة
لن ترضى بأن تنعم بأحلام حققتها بحمق منك وبموت ضمير
الدنيا تعشق المؤمن الذي يبيعها بثمن بخس من اجل
شراء ما هو باقي للأبد وهي الدار الآخره
كالمرأة الساقطة تماما التي تكره الرجل البصباص
مع انها تعاشر كل يوم هذا النوع من الرجال لكنها
تعشق الرجل عفيف القلب والنظر وربما تدفع عمرها كله
في سبيل الزواج منه
من منا لم يحلم بأمر يرضى اهوائه ونزواته ويسعى لتحقيقه سرا
كي لا يسمع سيل من العتاب والدروس والمواعظ التي
تفضح افعاله أمام مرآة نفسه وأمام غيره؟
الحلم سرا ....
ربما يستطع بعضنا تحقيق هذا النوع من الأحلام
يوما ولكنه سوف يدفع ثمن تحقيقها باهظا
لدرجة ستنسيه متعتها .....
نحتاج لتحقيق احلامنا نية صافية كالماء العذب
وعقلا راجحا وقلبا مؤمنا
وليس شرطا ان تحقق كل أحلامك الكبيرة منها والصغيرة
ولكن من الممكن ان تسعى لتحقيق
حلما صغيرا طاهرا نظيفا بعقل اكثر حكمة
وقلبا اعظم ايمانا وضميرا مرتاحا

عزيزتي كراميل نور
قبل كل شي اشكرك على تواجدك وطرحك الرائع
دعيني أبدأ مما انتهيتي فيه :
( وليس شرطا ان تحقق كل أحلامك الكبيرة منها والصغيرة )

هذا هوالأمر الذي يجب ان يؤمن به كل انسان على وجه الأرض
لأن احلامنا كثيرة فلا حصر لها
احلام دنيوية واحلام اخرويه
حلم حب وحلم زواج وحلم تجارة وحلم سعادة
حلم استقامة وحلم رضى الرب وحلم رضى الوالدين
واهم من كل هذه الأحلام حلم دخول الجنة
لكن العامل الرئيس لتحقيقها جميعها او جلها
يحتاج منا العمل والإخلاص فيه
يحتاج منا الصدق والأمانة وعدم الخيانة
إذ ليس هناك حلم صعب او مستحيل
فقط علينا أن نكون قريبين من الله عز وجل وصادقين معه
عندها سوف لن يخذلنا الرب في تحقيق أي حلم منها
شريطة أن لا يكون مما يغضبه سبحانه
وأن تكون احلاماً معقولة ومنطقية لإوضاعنا الإجتماعية والمالية
ارجو المولى عز وجل أن يحقق احلامنا جميعاً
دمتِ بخير

فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ

الوسوسة احد شقى الخاطرة

والثانى هو الالهام
والوسوسة من الشيطان
وفيها الشر والايعاذ به

والالهام من لدن الرحمن وفيه الخير

وفى الآية مصدر الطموحات والاحلام والآمال

( " الخلد" البقاء فى الحياة بلا موت و"ملك
لا يبلى" مع صحة وسلامة وامان )

ومتى استقامت الاحلام بالعدل والاحسان حصل الخير
فاحلامنا اذا انضبطت كانت خيرا وبركة

واعلم ان ابليس حينما القى فى روع آدم بهذه الفكرة ايقظ فطرة الطموح والامل والاحلام
وكلها تدور وتتوهج وتنطلق فى هذه المساحة المتناهية بلا حدود وكثيرا ما تتفلت من ضابط العقل

ولم يفطن آدم لخدعة ابليس والوهم لحظتها وغاب عنه - بقدر الله - المعنى الحقيقى

الذى رمى اليه ابليس ...

ومن الحكمة والبصيرة ان تكون احلامنا فى رضا الله وبعيدة عن المستحيل

أبو فهد و عاشق البيت شرفني كثيرا تواجدكما في متصفحي واسعدني مشاركتكما الرائعه والهادفة اشكركما من قلبي
ولاتحرماني من هذا التواجد الجميل