-
أولاً : اعتقادهم أن الوصي بعد النبي صلى الله عليه وسلم هو علي بن أبي طالب وأن الله هو الذي اختاره لذلك , و أن اختيار علي لهذا المنصب لم يكن من قبل النبي صلى الله عليه وسلم , و إنما جاء من الله تعالى .
جاء في كتاب بصائر الدرجات عن أبي عبدالله عليه السلام قال : " عرج بالنبي صلى الله عليه وآله إلى السماء مئة وعشرين مرة ما من مرة - أي يعرج فيها - ما من مرة إلا وقد أوصى الله بالنبي صلى الله عليه وآله بولاية علي والأئمة من بعده أكثر مما أوصاه بالفرائض " انتهى .
ثانياً : اعتقاد الشيعة الامامية أن الله تعالى ناجى علياً رضي الله عنه حيث يروي شيخهم المفيد في كتابه الاختصاص صفحة 327 هذه الرواية التي تقول عن حمران بن أعين قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : " بلغني أن الرب تبارك وتعالى قد ناجى علياً عليه السلام فقال : أجل قد كانت بينهما مناجاة بالطائف نزل بينهما جبريل " انتهى .
وكما روت الشيعة كذباً وزوراً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال " إن الله ناجى علياً يوم الطائف ويوم عقبة تبوك ويوم خيبر " انتهى من كتاب الاختصاص للمفيد صفحة 328 .
ثالثاً : اعتقادهم نزول الوحي على الأوصياء فقد روى الصفار في كتابه بصائر الدرجات صفحة 476 رواية عن سماعة بن مهران قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : " إن الروح خلق أعظم من جبريل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله يسدده ويرشده وهو مع الأوصياء من بعده " انتهى .
وكذلك روى محمد باقر المجلسي في كتابه بحار الأنوار المجلد السادس والعشرين صفحة 55 عن أبي عبدالله أنه قال : " إن منا لمن يُنكت في أذنه وإن منا لمن يرى في منامه وإن منا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة التي تقع على الطست " انتهى .
-
رابعاً : اعتقادهم أن الأئمة بمنزلة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم , حيث جاء في كتاب الكافي المجلد الأول صفحة 270 عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : " الأئمة بمنزلة الرسول صلى الله عليه وآله إلا أنهم ليسوا بأنبياء ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي صلى الله عليه وآله فأما ما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة رسول الله صلى الله عليه وآله " انتهى .
إذن هذه هي عقيدة الشيعة في الوصية أحبابي في الله كما جاءت بها رواياتهم المنسوبة إلى أئمتهم المعصومين والثابتة في أهم المصادر عندهم من اعتقادهم أن علياً بن أبي طالب رضي الله عنه هو الوصي من بعد النبي صلى الله عليه وسلم , وأن اختيار علياً لهذا المنصب جاء من فوق سبع سماوات من الله تعالى وأن النبي صلى الله عليه وإله وسلم عرج به إلى السماء مائةً وعشرين مرة في كل مرة يوصيه الله تعالى بولاية علي والأئمة من بعده . والآن أحبابي في الله نحاول أن نلخص تشابه الشيعة واليهود في الوصية بالإمامة في النقاط التالية :
أولاً : اتفاق اليهود والشيعة على ضرورة تنصيب وصي بعد النبي وقد شبهت اليهود الأمة التي بغير وصي بالغنم التي لا راعي لها وقالت الشيعة إن الأرض لو بقيت بغير إمام لساخت , وكلا القولين يحتم وجوب تنصيب وصي وأنه لا غنى للناس عنه .
ثانياً : اتفاق اليهود والشيعة على أن الله تعالى هو الذي يتولى تعين الوصي , وليس للنبي اختيار وصي من بعده , وقد دلت نصوص اليهود أن الله هو الذي أمر موسى أن يتخذ يوشع وصياً له , ودلت روايات الشيعة أن الله تعالى هو الذي أمر نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أن يتخذ علياً وصياً وأن ولاية علي جاءت من فوق سبع سماوات .
-
ثالثاً :اتفاق الشيعة واليهود على أن الله يكلم الأوصياء ويوحي إليهم فقد زعم اليهود أن الله خاطب يوشع مباشرة أكثر من مرة كما دلت على ذلك نصوص كتبهم وكذلك الشيعة زعموا أن الله ناجى علياً رضي الله عنه أكثر من مرة في أكثر من موضع على حسب ما جاءت به رواياتهم .
رابعاً : ينزل اليهود والشيعة الوصي منزلة النبي كما جاء ذلك في أسفار اليهود وفي روايات الشيعة ومن كتبهم المعتمدة .
تشابه الشيعة واليهود في المسيح والمهدي المنتظرين .
فاليهود ينتظرون خروج رجل من آل داوود يحكم العالم ويعيد لليهود عزهم ومجدهم ويستعبد جميع الشعوب ويسخرهم لخدمة اليهود , ويطلقون على هذا الرجل الذي سيأتي بزعمهم في أخر الزمان باسم المسيح المنتظر , حيث جاء في تلمود اليهود ما نصه " إن المسيح يعيد قضيب الملك إلى بني اسرائيل فتخدمه الشعوب وتخضع له الممالك وعندئذٍ يمتلك كل يهودي 2800 عبداً و 310 أبطال يكونون قائمين تحت إمرته " انتهى .
كما أكد وجود هذه العقيدة عند اليهود إمامهم العظيم السامويل ابن يحيى المغربي الذي هداه الله للإسلام فألف كتاباً في الرد على اليهود أسماه إفحام اليهود جاء فيه ما لفظه : " وينتظرون - أي اليهود - وينتظرون قائماً يأتيهم من آل داوود النبي إذا حرك شفتيه بالدعاء مات جميع الأمم ولا يبقى إلا اليهود وأن هذا المنتظر بزعمهم هو المسيح الذي وعِدوا به إلى أن قال رحمة الله عليه ويعتقدون أيضاً أن هذا المنتظر متى جاءهم يجمعهم بأسرهم إلى القدس وتصير لهم دولة ويخلوا العالم من سواهم ويحجم الموت عن جنابهم المدة الطويلة " انتهى .
-
ويعتقد اليهود كذلك أن المسيح عندما يخرج يجمع مشتتي اليهود من كل أنحاء الأرض ويكون منهم جيشاً عظيماً ويكون مكان اجتماعهم في جبال أورشليم في القدس حيث جاء في سفر أشعبا الاصحاح السادس والستين ما نصه : " ويحضرون كل إخوانكم من كل الأمم تقدمة للرب على خيل وبمركبات وبهوادج وبغال وهجن إلى جبل قدسي أورشليم " .
وهذا الاجتماع ليس مقصورا على الأحياء فقط بل حتى الأموات من اليهود يحييهم الله ويخرجهم من قبورهم لينضموا إلى جيش اليهود الذي يقوده المسيح كما جاء في سفر حزقيال الإصحاح 37 .
وبعد أن يجمع المسيح اليهود من كل أنحاء الأرض يقوم بجمع الأمم الأخرى الذين ظلموا اليهود ويحاكمهم ويقتص منهم على ما فعلوه باليهود كما جاء في سفر حزقيال الإصحاح الثالث .
أما نتيجة هذه المحاكمة إخواني في الله فقد وضحها سفر زكريا الإصحاح 13 وهو أنه يقتل في ذلك اليوم ثلثا العالم على يد مسيح اليهود المنتظر , وفي عهد المسيح المنتظر كذلك تتغير أجسام اليهود وتطول أعمارهم ومن التغير الذي يحدث لليهود بزعمهم أن أعمارهم تطول فيعمرون قروناً كثيرة وكذلك تتغير أجسامهم فتصل قامة اليهودي في ذلك الوقت إلى مائتي ذراع حيث جاء في التلمود عند اليهود ما نصه : " إن حياة الناس حينئذٍ ستطول قروناً والطفل يموت في سن المئة وقامة الرجل ستكون مائتي ذراع " انتهى .
وفي عهد المسيح أيضاً كما يعتقد اليهود تكثر الخيرات عند اليهود بزعمهم , فتنبع الجبال لبناً وعسلاً و تطرح الأرض فطيراً وملابس من الصوف كما جاء ذلك في سفر يوئيل الإصحاح الثالث ما نصه : " ويكون في ذلك اليوم أن الجبال تقطر عصيراً والتلال تفيض لبناً وجميع ينابيع يهوذا تفيض ماءً " انتهى .
-
وبعد أن عرفنا عقائد اليهود في مهديهم ومسيحهم المنتظر , ننتقل الآن إلى الشيعة وعقيدة المهدي المنتظر عندهم , فمن أبرز عقائد الشيعة الاثنا عشرية , إخواني في الله , التي تكاد تمتلئ بها كتبهم عقيدة المهدي المنتظر , ويقصد الشيعة بالمهدي المنتظر هو محمد بن الحسن العسكري وهو الإمام الثاني عشر , عندهم ويطلقون عليه الحجة , كما يطلقون عليه القائم , ويزعمون انه ولد سنة 255هـ , واختفى في سرداب سر من رأى سنة 265 هـ , وهم ينتظرون خروجه في أخر الزمان لينتقم من أعدائهم وينتصر لهم , ولا زال الشيعة يزورونه في سرداب سر من رأى ويدعونه للخروج دائماً .
جاء في كتاب بحار الأنوار للمجلسي المجلد 52 صفحة 291 عن أحد موالي أبي الحسن عليه السلام قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله : ( أين ما تكونوا يأتي بكم الله جميعاً ) , قال : وذلك والله أن لو قد قام قائمنا يجمع الله إليه شيعتنا من جميع البلدان . انتهى .
إذن فالشيعة جميعهم يجتمعون إلى القائم من كل أنحاء الأرض تماماً مثل اعتقاد اليهود .
وكذلك فإن مهدي الشيعة يخرج الصحابة من قبورهم ويعذبهم , وأول ما يبدأ به هو إخراج خليفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم , أبي بكر وعمر رضي الله عنهما , فيعذبهما ثم يحرقهما فقد روى المجلسي في كتابه بحار الأنوار عن بشير النبال عن أبي عبدالله عليه السلام قال " هل تدري أول ما يبدأ به القائم عليه السلام , قلت : لا . قال : يخرج هذين رطبين غضين فيحرقهما ويذريهما في الريح ويكسر المسجد " , ويقصد هنا بهذين هما صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين .
-
وفي رواية أخرى طويلة يرويها المفضل عن جعفر الصادق وفيها " قال المفضل : يا سيدي ثم يسير المهدي إلى أين , قال عليه السلام إلى مدينة جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : يا معشر الخلائق هذا قبر جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون نعم يا مهدي آل محمد فيقول ومن معه في القبر فيقولون : صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر فيقول : أخرجوهما من قبريهما فيخرجان غضين طريين لم يتغير خلقهما ولم يشحب لونهما .. إلى أن يقول : فيكشف عنهما أكفانهما وأمر برفعهما على دوحةٍ يابسةٍ نخرة فيصلبهما عليها " انتهى .
وكذلك إخواني في الله فإن مهدي الشيعة متعصب جداً , فلا يقاتل من أجل عقيدة أو دين وإنما يقاتل بعض الأجناس دون بعض . ومن الذين يقتلهم هذا المهدي المزعوم العرب وبخاصة قبيلة قريش حيث روى المجلسي في بحار الأنوار المجلد 52 صفحة 355 " عن أبي عبدالله أنه قال : إذا خرج القائم أي مهدي الشيعة لم يكن بينه وبين العرب وقريش الا السيف " انتهى .
وعن أبي جعفر " قال لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس أما انه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس هذا من آل محمد لو كان من آل محمد لرحم " انتهى من كتاب الغيبة صفحة 154 وكتاب بحار الأنوار المجلد 52 صفحة 354 .
وكذلك الأموات فإنهم لا يسلمون من عذاب مهدي الشيعة لأنه يخرجهم من قبورهم فيضرب أعناقهم كما روى المفيد في الإرشاد صفحة 364 والمجلسي في بحار الأنوار المجلد 52 صفحة 338 " عن أبي عبدالله أنه قال : إذا قام القائم من آل محمد عليه السلام أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم ثم خمسمائةٍ أُخرى حتى يفعل ذلك ست مرات " .
-
وكذلك فإن مهدي الشيعة أحبابي في الله يقتل ثلثي العالم , تماماً كما يفعل مسيح اليهود , حتى لا يبقى إلا الثلث وهذا الثلث هم الشيعة طبعاً فقد روى إمامهم الإحسائي في كتاب الرجعة صفحة 51 " عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس فقيل له : فإذا ذهب ثلث الناس فما يبقى ؟ قال عليه السلام : أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي " .
وإذا جاء مهدي الشيعة أحبابي في الله فإنه يقوم بهدم كل المساجد مبتدأً بالكعبة والمسجد الحرام ثم بمسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حتى لا يبقى مسجد على وجه الأرض إلا هدمه , جاء في رواية عن المفضل ابن عمر " أنه سأل جعفر بن محمد الصادق عدة أسئلة عن المهدي وأحواله ومنها : يا سيدي فما يصنع بالبيت - أي ماذا يصنع المهدي بالكعبة - قال : ينقضه فلا يدع منه إلا القواعد التي هي أول بيت وضع للناس ببكة في عهد آدم عليه السلام والذي رفعه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام منها " انتهى من كتاب الرجعة صفحة 184 .
وجاء في كتاب الإرشاد للامام المفيد صفحة 365 عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : " إذا قام القائم أي مهدي الشيعة ... إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيهدم بها أربعة مساجد ولم يبقي مسجداً على وجه الأرض له شرف إلا هدمه وجعله جماء " انتهى .
وكذلك إخواني في الله فإن مهدي الشيعة تنبع له عينان من ماء ولبن , حيث جاء في كتب الشيعة أنه عندما يخرج المهدي ستنبع له في الكوفة عينان من ماء ولبن , وأنه يحمل معه حجر موسى الذي إنبجست منه اثنتي عشرة عيناً فكلما أراد الطعام أو الشراب نصبه .
-
ومن هذه الروايات ما رواه إمامهم المجلسي في كتابه بحار الأنوار المجلد 52 صفحة 335 عن أبي سعيد الخراساني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال : " إذا قام القائم بمكة و أراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه أن لا يحمل أحد منكم طعاماً و لا شراباً ويحمل حجر موسى الذي انبجست منه اثنتي عشرة عيناً فلا ينزل - أي المهدي - فلا ينزل منزلاً إلا نصبه فانبجست منه العيون فمن كان جائعاً شبع ومن كان ضمأن روي فيكون زادهم حتى ينزلوا النجف - أي مدينة النجف وهذه المدينة من المدن المقدسة عند الشيعة - من ظاهر الكوفة فإذا نزلوا ظاهرها انبعث منه الماء واللبن دائماً فمن كان جائعاً شبع ومن كان عطشاناً روي " انتهى من كتاب بحار الأنوار للمجلسي .
و أيضاً أحبابي في الله وإخواني في الله فإن الشيعة الإمامية يزعمون أن في زمن مهديهم تتغير أجسامهم وتقوى أسماعهم و أبصارهم , ويكون للرجل منهم قوة أربعين رجل حيث جاء في كتاب الكافي للكليني المجلد الثامن صفحة 241 عن أبي الربيع الشامي قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : " إن قائمنا إذا قام مد الله عز وجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتى لا يكون بينهم وبين القائم بريد يكلمهم فيسمعون وينظرون إليه وهو في مكانه " انتهى . ...
وهنا نحاول أن نلخص تشابه الشيعة واليهود في عقيدة المسيح اليهودي والمهدي الشيعي تحت النقاط التالية :
أولاً : عندما يعود مسيح اليهود يضم مشتتي اليهود من كل أنحاء الأرض , ويكون مكان اجتماعه مدينة اليهود المقدسة وهي القدس أو ما يسمونها بأورشالييم أو أورشليم , وكذلك عندما يخرج مهدي الشيعة يجتمع إليه الشيعة من كل مكان , ويكون مكان اجتماعهم المدينة المقدسة عند الشيعة وهي مدينة الكوفة .
-
ثانياً : عند خروج عند خروج مسيح اليهود يحيي الأموات من اليهود , ويخرجون من قبورهم لينضموا إلى جيش المسيح , وعندما يخرج ويرجع مهدي الشيعة يحيي الأموات من أتباعه الشيعة ويخرجون من قبورهم لينضموا إلى معسكر المهدي .
ثالثاً : عندما يأتي مسيح اليهود تخرج جثث العصاة ليشاهد اليهود تعذيبهم , وعندما يأتي ويخرج مهدي الشيعة يُخرج أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من قبورهم فيعذبهم , وعلى رأسهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعائشة الصديقة رضي الله عنهم أجمعين .
رابعاً : يحاكم مسيح اليهود كل من ظلم اليهود ويقتص منهم , وكذلك يحاكم مهدي الشيعة كل من ظلم الشيعة ويقتص منهم .
خامساً : يقتل مسيح اليهود ثلثي العالم , وكذلك يقتل مهدي الشيعة ثلثي العالم كما ذكرنا ذلك أنفاً من رواياتهم المعتمدة .
سادساً : عندما يخرج مسيح اليهود تتغير أجسام اليهود , فتبلغ قامة الرجل منهم مائتي ذراع , وكذلك تطول أعمارهم وعندما يخرج مهدي الشيعة تتغير أجسام الشيعة فتصير للرجل منهم قوة أربعين رجلاً و يطأ الناس بقدميه وكذلك يمد الله لهم في أسماعهم وأبصارهم .
سابعاً : في عهد مسيح اليهود تكثر الخيرات عند اليهود فتنبع الجبال لبناً وعسلاً وتطرح الأرض فطيراً وملابس من الصوف , وفي عهد مهدي الشيعة تكثر الخيرات عند الشيعة وينبع من الكوفة نهران من الماء واللبن يشرب منهما الشيعة .
تشابه الشيعة واليهود في غلوهم بأئمتهم وحاخاماتهم :
ونبدأ باليهود حيث عُلم عنهم غلوهم في حاخاماتهم , والحاخام هو مسمى لعلماء اليهود , ومن هذه النصوص ما صرحوا به في تلمودهم من اعتبارهم أن كتاب التلمود الذي يمثل أراء الحاخامات أفضل من التوراة التي أنزلها الله على موسى عليه السلام حيث جاء في التلمود صفحة 45 ما نصه " التفت يا بني إلى أقوال الحاخامات أكثر من التفاتك إلى شريعة موسى " انتهى .
-
وجاء في التلمود أيضاً ما نصه " اعلم أن أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء وزيادة على ذلك يلزمك اعتبار أقوال الحاخامات مثل الشريعة لأن أقوالهم هي قول الله الحي فإذا قال لك الحاخام أن يدك اليمنى هي اليسرى وبالعكس فصدق قوله ولا تجادله فما بالك إذا قال لك إن اليمنى هي اليمنى واليسرى هي اليسرى " انتهى .
وهكذا أحبابي في الله فإن اليهود يرون أن أقوال الحاخامات هي أقوال الله , ويجب أن تؤخذ أقوال الحاخامات دون أي جدال حتى ولو كانت خاطئة جاء في التلمود ما نصه : " من يجادل حاخامه أو معلمه فقد أخطأ وكأنما جادل العزة الإلهية " .
وقد بلغ من غلوهم في الحاخامات أن زعموا أن الله تعالى عياذاً بالله تعالى يستشير الحاخامات في حل بعض المشاكل كما جاء في التلمود ما نصه : " إن الله يستشير الحاخامات على الأرض عندما توجد مسألة معضلة لا يمكن حلها في السماء " .
وكذلك فإن اليهود يعتقدون بعصمة الحاخامات , يقول الحاخام روسكي , وهو أحد كتبة التلمود معلقاً على خلاف وقع بين حاخامين , يقول : " إن الحاخامين المذكورين قالا الحق لأن الله جعل الحاخامات معصومين من الخطأ " .
أما إذا انتقلنا إخواني في الله إلى الشيعة الإمامية الاثنى عشرية , و إلى غلوهم في أئمتهم فإن الشيعة قد غالوا في أئمتهم حتى رفعوهم فوق البشر و أطلقوا عليهم من الصفات التي لا تليق لأحد من البشر , بل هي من مما اختص به رب العالمين دون سائر المخلوقين سبحانه وتعالى , ومن هذه الصفات التي يطلقونها على أئمتهم إدعاءهم أنهم يعلمون الغيب , و أنهم لا يخفى عليهم شيء في السماوات ولا في الأرض , و أنهم يعلمون ما كان وما سيكون إلى قيام الساعة عياذاً بالله تعالى من هذا الكفر .
-
فقد جاء في كتاب بحار الأنوار للمجلسي المجلد السادس والعشرين صفحة 27 عن الصادق عليه السلام أنه قال : " والله لقد أُعطينا علم الأولين والآخرين - يعني الأئمة - فقال له رجل من أصحابه : جعلت فداك أعندكم علم الغيب فقال له ويحك إني لا أعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء ويحكم وسعوا صدوركم ولتبصر أعينكم ولتعي قلوبكم فنحن حجة الله تعالى في خلقه " أقول انتهى من كتاب بحار الأنوار للمجلسي المجلد السادس والعشرين صفحة 27 .
وجاء كذلك في كتاب الكافي للكليني المجلد 1 صفحة 261 وفي كتاب أيضاً بحار الأنوار للمجلسي المجلد 26 صفحة 28 عن عبدالله بن بشر عن أبي عبد الله أنه قال : " إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار وأعلم ما كان وما يكون " انتهى عياذاً بالله تعالى .
هذا ما يعتقده الشيعة في أئمتهم فهم يعتقدون أنهم يعلمون الغيب , بل ويعلمون ما في أصلاب الرجال وما في أرحام النساء , و يعلمون ما في السماوات وما في الأرض بل ويعلمون ما في الجنة وما في النار عياذاً بالله تعالى .
وكذلك من مظاهر غلو الشيعة في أئمتهم إعتقادهم أنهم معصومون وقد نقل إجماعهم على عصمة الأئمة شيخهم المفيد حيث قال ما لفظه " إن الأئمة القائمين مقام الأنبياء في تنفيذ الأحكام وإقامة الحدود وحفظ الشرائع وتأديب الأنام معصومون كعصمة الإنبياء " انتهى من كتاب أوائل المقالات صفحة71 .
أما امامهم المعاصر وأيتهم العظمى الخميني فإنه يرى أن فضل الأئمة لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل حيث يقول في كتابه الحكومة الاسلامية صفحة52 ما نصه : " فإن للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون ثم يقول و إن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ".
-
والآن أحبابي في الله نحاول أن نلخص تشابه الشيعة واليهود في غلوهم بأئمتهم وحاخاماتهم في النقاط التالية :
أولاً : يدعي اليهود أن بعض حاخاماتهم يعلمون الغيب , ويدعي الشيعة أن أئمتهم يعلمون الغيب , وأنه لا يخفى عليهم شيء في السماوات ولا في الأرض , بل و إنهم يعلمون ما في أصلاب الرجال وما في أرحام النساء ويعلمون ما في الجنة والنار ويعلمون ما كان وما سيكون إلى قيام الساعة وكما ذكرنا ذلك أنفاً من كتبهم المعتمدة وبالصفحة والمجلد .
ثانياً : يعتقد اليهود أن دينهم لا يكتمل إلا بقراءة ثلاثة تعاليم تعاليم التوراة , وتعاليم المشنى , وتعاليم الغامارا , وهذه الأصول الثلاثة التي تقوم عليها ديانة اليهود , وأنه لا غنى للإنسان عن هذه التعاليم الثلاثة كما جاء في تلمود اليهود , وكذلك يعتقد الشيعة أن الإسلام لا يكتمل برسالة النبي صلى الله عليه وسلم , بل لابد أن يضاف إليه تعاليم علي بن أبي طالب وتعاليم الحسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين وأن الإنسان لا يمكن أن يستغني عن هذه التعاليم الثلاثة .
ثالثاً : يدعي اليهود أن حاخاماتهم أفضل من الأنبياء , ولهذا قالوا أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء , وكذلك تدعي الشيعة أن أئمتهم أفضل من الأنبياء , كما قال إمامهم الخميني عن الأئمة ما لفظه " وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقام لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل " .
رابعاً : يعتقد اليهود بعصمة حاخاماتهم وأن الله جعلهم معصومين من الخطأ والنسيان , وكذلك تعتقد الشيعة الإمامية بعصمة أئمتهم وأنه لا يجوز عليهم سهو ولا غفلة ولا خطأ ولا نسيان .
-
خامساً : غالى اليهود في حاخاماتهم حتى قالوا يلزمك اعتبار أقوال الحاخامات مثل الشريعة , أي مثل التوراة , و كذلك غالت الشيعة الإمامية في أئمتهم حتى قال الخميني " إن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن يجب تنفيذها " وقالت اليهود " من جادل حاخامه فكأنما جادل العزة الإلهية " وقال الشيعة الامامية " الراد على الأئمة كالراد على الله تعالى " .
سادساً : فمع غلو اليهود في أنبيائهم وحاخاماتهم والشيعة في أئمتهم , إلا أنهم خذلوهم وتركوا نصرتهم في أصعب المواقف وفي وقت كانوا في أمس الحاجة لمؤازرتهم , فقد خذل اليهود موسى عليه السلام وذلك عندما أمرهم بالقتال ودخول الأرض المقدسة بعد أن أخرجهم من مصر وحررهم من ذل العبودية لفرعون , فكان جوابهم - أي اليهود - له كما أخبر الله تعالى عنهم { قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} (1) .
وكذلك الشيعة خذلوا أئمتهم في مواطن عديدة وتركوا مناصرتهم في أصعب الظروف , فقد خذلوا إمامهم الأول علياً رضي الله عنه مرات كثيرة وتقاعسوا عن القتال معه في أحرج المواقف التي واجهها , وخذلوا أيضاً أبناءه من بعده , حيث خذلوا الحسين رضي الله عنه أعظم خذلان حيث كتبوا له كتباً عديدة ليتوجه إليهم فلما قدم عليهم رضي الله عنه ومعه الأهل والأقارب والبنات والأصحاب تركوه وقعدوا عن نصرته وإعانته , بل رجع أكثرهم مع أعدائه خوفاً وطمعاً وصاروا سبباً في شهادته رضي الله عنه , وشهادة كثير من أهل بيته ومن بينهم الأطفال والنساء رضي الله عنهم , وأسأل الله عز وجل أن يغمسهم في أنهار الجنة .
__________
(1) سورة المائدة آية 24 .
-
وكذلك خذلوا زيداً بن علي بن الحسين فقد تعاهدوا بنصرته وإعانته , فلما جد الأمر وحان القتال أنكروا إمامته لعدم براءته من الخلفاء الثلاثة , فتركوه في أيدي الأعداء حتى قتل رحمة الله عليه .
تشابه الشيعة واليهود في قدحهم في الأنبياء والصحابة :
ونبدأ باليهود , أسياد الشيعة , حيث أن الطعن على أنبياء الله وانتقاصهم سمة بارزة من سمات اليهود , ومن قرأ كتب اليهود وجدها تعج بكثير من المطاعن على أنبياء الله , والقدح فيهم ورميهم بأبشع الجرائم مما هم منه براء .
ومن التهم الباطلة التي يلصقها اليهود بنبي الله لوط عليه السلام تلك التهمة الجائرة التي زعموا فيها أن لوطاً عليه السلام زنى بابنتيه عياذاً بالله تعالى كما جاء ذلك مفصلاً في الإصحاح التاسع عشر من سفر التكوين عندهم , أما رسول الله هارون عليه السلام فقد افتروا عليه أعظم فرية حيث زعموا انه صنع لبني إسرائيل عجل من الذهب ليعبدوه عندما تأخر عليهم موسى عليه السلام في الجبل , وأما داوود عليه السلام فيرمونه بالزنا بامرأة أحد ضباط جيشه ثم تدبيره بعد ذلك مقتل زوج هذه المرأة بعد علمه أن هذه المرأة قد حملت منه عياذاً بالله تعالى .
وأما عيسى و أمه عليهما السلام فلم يترك اليهود جريمة إلا ألصقوها بهما ومن هذه الجرائم والافتراءات رمي اليهود لمريم بالزنا حيث أنهم يعتقدون أنه قد جاءت به عن طريق الخطيئة أي الزنا عياذاً بالله تعالى , بل قد تجرأ اليهود على جميع الأنبياء فرموهم بالنجاسة كما جاء في سفر أرميا الإصحاح الثالث والعشرين ما نصه : " لأن الأنبياء والكهنة تنجسوا جميعاً بل في بيتي وجدت شرهم يقول الرب ".
-
أما قدح الشيعة في الصحابة رضوان الله عليهم , فإن الشيعة يعادون ويبغضون الصحابة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أشد البغض , ويعتقدون أنهم كفار مرتدون بل يتقربون إلى الله بسبهم ولعنهم ويعدون ذلك من أعظم القربات ويوضح هذا المعتقد شيخهم ومحدثهم محمد باقر المجلسي الذي يقول في كتاب حق اليقين صفحة 519 ما نصه " وعقيدتنا في التبرء أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية والنساء الأربع عائشة وحفصة وهند و أم الحكم ومن جميع أشياعهم وأتباعهم وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرء من أعدائهم " .
كما أن شيخهم القمي روى في تفسيرهم عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال " ما بعث الله نبياً إلا وفي أمته شيطاناً يؤذيانه ويضلان الناس بعده فأما صاحبا نوح فخنطيفوس و خَرام وأما صاحبا إبراهيم فمكفل و رزام و أما صاحبا موسى فالسامري ومرعقيبا وأما صاحبا عيسى فبولس و موريتون و أما صاحبا محمد فحبتر و زريق " , و يعنون بحبتر عمر رضي الله عنه , و زريق أبا بكر الصديق رضي الله عنه , وهذه من الرموز التي يستعملونها في كتبهم للطعن في الشيخين .
أما إمامهم العياشي فيعبر عن حقده الأسود الدفين على هؤلاء الخلفاء برواية أخرى مصطنعة يرويها عن جعفر بن محمد أنه قال : " يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب بابها الأول للظالم وهو زريق - يعني أبا بكر -وبابها الثاني لحبتر - يعني عمر - والباب الثالث للثالث - يعني عثمان - والرابع لمعاوية والخامس لعبدالملك والباب السادس لعسكر بن هوسر والباب السابع لأبي سلامة فهم أبواب لمن تبعهم " انتهى من تفسير العياشي المجلد الثاني صفحة 243 .
ويروي الصدوق " عن أبي الجارود قال قلت لأبي جعفر عليه السلام أخبرني بأول من يدخل النار قال إبليس و رجل عن يمينه و رجل عن يساره " انتهى من كتاب ثواب الأعمال صفحة 255 .