عبد الواحد المبدع يخترق العادى والمستقر
لله درك يا عبد الواحد أيها المبدع الجميل
كانت مفاجأة سارة حينما دخلت إلى الدرر ووجدتك ووجدت جوهرتك " الناجى من الموس "
فالناجى من الموسى يقبع فيناآخذا ساقيه بجماع ذراعيه إلى صدره ، يكتوى وحده بأسباب فجيعته الشخصية من مستقبل مغلق ، ومتاعب صحية ، وبوادر فقدان للحضور الاجتماعى ، والجحيم وحده هم الآخرون ، كما قال بها " جان بول سارتر " منذ الثلاثينيات من القرن الماضى ..
فالصديق ( الآخر ) تعاطف لكن تعاطفه خال من النية فى المشورة أو المساعدة ، حتى أنه يشكك فى نهاية النص من جدية شكوى الناجى من الموسى ، وهذه الشكوى لا تعدو من وجهة نظره إلا كونها فضفضة لا إمكانية لحدوثها .. لاحظوا تركيب الجملة السابقة ، وأشباهها داخل النص .. نحن أمام نقيض ونقيضه .. شىء وضده أو عكسه تماما ، قطاع من الحياة تلعب فيه نوايانا المتعارضة لعبتها ، لأننا نسير فى الحياة فى خطوط متعارضة ، ولا نسير فى خطوط متوازية
تقول يا عبد الواحد أيها المبدع الفذ فى عنوانك لنصك إنها قصة أو نص تجريبى ، وأقول لك يا أخى العزيز : كل نص يخترق العادى والسهل هو تجريبى ..
هل هى كتابة تجرح المستقر على المستوى التكنيكى والأسلوبى واللغوى ؟ أزعم ذلك وأؤكده بعدة شواهد ، فيمكن أن نرى النص كأنه كشف حالة ، أو تقرير مما يكتب فى أوراق باحث اجتماعى يبحث فى ظاهرة " عدم التواصل " وقد جاءت لغة النص موافقة تماما لمثل ذلك التقرير ، ولكنا أمام نص إبداعى ، لا يعتمد اللغة الجافة للعلم ، بل يمتاز بحسه الساخر ، والذى يمكن أن نقول هذا على مجمل إنتاج عبد الواحد الأنصارى ، الفكاهة هنا هى نقطة وصل تتماهى مع ما هو غير إنسانى ، هذا هو لحمة وسداة ما يبدعه المبدع ولا يمكن فصل الساخر عن الحياة حتى فى أشد لحظات التعاسة أو الحزن ، النص به مكر فنى مبتكر يوحى بقدرة إبداعية مفتولة العضل .. به الكثير ، ولكنى أكتفى لأعود إلى النص مرة أخرى قراءة وتمعن فى أسراره التى لا تنفذ أبدا ..
الصديق العزيز : عبد الواحد الأنصارى لك سلامى وتقديرى واحترامى
محسن يونس :264: