المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ~~ غض البصر ~~



الفجر الصادق
12-04-2002, 11:48 AM
الفوائد العشرة ... لمن غض بصره


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الحمد الله رب العالمين , والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله , وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه , نبينا محمد بن عبدالله , وعلى آله وأصحابه والتابعين 0


أما بعد :

لله در الشاعر إذ يقول :

كم من نظرة فتكت في قلب صاحبها ***** فتك السهام بغير قوس ولا وترِ
يســـــر مــقلتـه مــــــاضر مهجتـــــه ***** لا خير بســرور جـــاء بالضــرر


1) امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده ، وليس للعبد في دنياه وآخرته أنفع من امتثال أوامر ربه تبارك وتعالى ، وما سعد من سعد في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامره ، وما شقي من شقي في الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره .



2) يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه .



3) أنه يورث القلب أنسا بالله وجمعية على الله ، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته ، ويبعده من الله ، وليس على العبد شيء أضر من إطلاق البصر فإنه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه .



4) يقوي القلب ويفرحه ، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه .



5) أنه يكسب القلب نورا كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة ،

ولهذا ذكر الله آية النور عقيب الأمر بغض البصر ،

فقال : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) ،

ثم قال اثر ذلك : ( الله نور السماوات والأرض ، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ) ،

أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه ، وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب ، كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان ، فما شئت من بدعة وضلالة واتباع هوى ، واجتناب هدى ، وإعراض عن أسباب السعادة واشتغال بأسباب الشقاوة ، فإن ذلك إنما يكشفه له النور الذي في القلب ، فإذا فقد ذلك النور بقي صاحبه كالأعمى الذي يجوس في حنادس الظلام .



6) أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل ، والصادق والكاذب ،

وكان شاه بن شجاع الكرماني يقول : من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة ، وغض بصره عن المحارم ، وكف نفسه عن الشهوات ، واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة ؛

وكان شجاع هذا لا تخطئ له فراسة .



7) أنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة ، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة والقور ،

كما في الأثر : " الذي يخالف هواه يفر الشيطان من ظله " ،

وضد هذا تجده في المتبع هواه من ذل النفس ووضاعتها ومهانتها وخستها وحقارتها ، وما جعل الله سبحانه فيمن عصاه ،

كما قال الحسن : " إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين ، فإن ذل المعصية لا يفارق رقابهم ، أبى الله إلا أن يذل من عصاه " ،

وقد جعل الله سبحانه العز قرين طاعته والذل قرين معصيته ،

فقال تعالى : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) ،

وقال تعالى : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) ، والإيمان قول وعمل ، ظاهر وباطن ،

وقال تعالى : ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ، أي من كان يريد العزة فليطلبها بطاعة الله وذكره من الكلم الطيب والعمل الصالح ،

وفي دعاء القنوت : " إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت " ،

ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه، وله من العز سب طاعته ، ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه ، وعليه من الذل بحسب معصيته .



8) أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب ، فإنه يدخل مع النظرة وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي ، فيمثل له صورة المنظور غليه ويزينها ، ويجعلها صنما يعكف عليه القلب ، ثم يعده ويمنيه ويوقد على القلب نار الشهوة ، ويلقي عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة ، فيصير القلب في اللهب ، فمن ذلك تلد الأنفاس التي يجد فيها وهج النار ، وتلك الزفرات والحرقات ، فإن القلب قد أحاطت به النيران من كل جانب ، فهو وسطها كالشاة في وسط التنور ،

ولهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات بالصور المحرمة : أن جعل لهم في البرزخ تنوراُ من نار ، وأودعت أرواحهم فيه إلى حشر أجسادهم ، أراها الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- في المنام في الحديث المتفق على صحته .



9) أنه يفرغ القلب للتفكر في مصالحه والاشتغال بها ، وإطلاق البصر يشتت عليه ذلك ويحول بينه وبينها فتنفرط عليه أموره ويقع في اتباع هواه وفي الغفلة عن ذكر ربه ،

قال تعالى : ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) ، وإطلاق النظر يوجب هذه الأمور الثلاثة بحسبه .



10) أن بين العين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما بما يشغل به الآخر ، يصلح بصلاحه ويفسد بفساده ، فإذا فسد القلب فسد النظر ، وإذا فسد النظر فسد القلب ، وكذلك في جانب الصلاح ، فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد ، وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والأوساخ ، فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه ، والأنس به ، والسرور بقربه ، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك .



المرجع : الجواب الكافي


للإمام : ابن القيِّم بن الجوزيه

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الذين يغضون من أبصارهم 000

هذا وآخر دعوانا أن الحمدالله رب العالمين



-----------------------------


منقول

فــجــر
13-07-2002, 12:46 PM
http://www.tcastle.com/n67bar.gif
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
--- --- ---

جزاكِ الله الجنة..


فجرنــــــا الصادق..


سلم القائل و الناقل..

--- --- ---
أختك في الله..فـــجـــر..
http://www.tcastle.com/n67bar.gif

عــــزيــــز
13-07-2002, 07:09 PM
جزاك الله الف خير اختي..لجودة انتقاءك..واسال الله ان ينتفع بها
ويجعلها في ميزان حسناتك..

تقبلي تحياتي..