المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولو أرادوا رمضان لأعدوا له



أبو مصعب السكندرى
09-06-2012, 12:59 PM
الحمد لله العظيم التواب الغفور الوهاب ... والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين ..وعلى اله وصحبه اجمعين..

أما بعد


http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/96.gif


معسكرات ما قبل رمضان


اقتربنا من نهاية شهر رجب وبداية شعر شعبان ورمضان سريعا ما سيأتى

فما حالنا مع انفسنا ومع الله ومع قلوبنا ومع ....

ونسأل الله ان ييسر الله ان تكون سلسلة ولو ارادوا رمضان لأعدوا له - فى معسكرات للتمارين على الطاعات قبل رمضان -

نافعة ومفيدة للجميع

ومحيية لقلوب الكثيرين بعد احدى عشر شهرا غيابا عن كثير من الطاعات التى تفع فى رمضان

http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/20.gif


وهذه مقدمة بين يدى ذلك الموضوع


- اتعجب كثيرا اذا رأيت شابا يقود سيارة BM فئة سابعة فإذا مر بجانبه آخر يقود سيارة (هامر ) ينظر له وكأنه يريد أن يقول ( هى ده الناس اللى عايشة )
- وأقول لماذا نحن فى الدنيا طموحين ...وفى الاخرة زاهدين ؟!!!
لماذا فى الدنيا نريد أن نزيد وفى الاخرة لا نريد ان نزيد ؟!!!
فهل تريد ان تتغير ؟ هلى تريدى ان تغيرى حياتك ؟
هل تريد ان يشرق قلبك بحب الله
هل تريد ان تصبح الجنة اغلى حلم فى حياتك
هل تريد ان تنتصر على شهواتك فى عصر الشهوات ؟؟؟؟

http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/33.gif

- ابشر ..فقد اقترب اعظم فرصة للتغير فى حياتنا كلها
اقترب رمضان !!!
- رمضان شهر التغير الحقيقى
انه رمضان وما اراكم ما رمضان

http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/06.gif

- رمضان يساوى 60 فرصة للعتق من النار او اكثر
واكثر من 60 دعوة مستاجبة او اكثر
أبواب جنات الفردوس وعدن والريان وكل ابواب الجنة مفتوحة فى شوق لعملك الصالح شهرا كاملا
فرصة لتكفير المعاصى ولذنوب

http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/32.gif

- اخوتاه وقف النبي صلى الله عليه وسلم قبل غزوة بدر ينادي فى المسلمين جميعا ( قوموا الى جنة عرضها السموات والارض )
- ونحن نناديك الان مع اقتراب شهر رمضان قوموا الى جنة عرضها السموات والارض

http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/14.gif

- علينا ان ننطلق من الان فى الطاعات والقربات حتى اذا جاء رمضان كنا على نشاط وهمة عالية
وان نتوقف عن المعاصى حتى اذا جاء رمضان كنا كارهين لها ...

http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/23.gif


- وكما قال احد السلف


( رحب شهر البذر وشعبان شهر السقيا ورمضان شهر الحضاد )

ونقول ان الذى يريد ان يحصد فى رمضان لابد من زراعته فى رجب وشعبان



http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/13.gif



لذا فستكون هناك معسكرات للاستعداد لرمضان يتدرب فى العبد مع نفسه حتى اذا جاء رمضان حصدت الثواب والاجر الكبير

كانت هذه مقدمة ومع اول معسكرات الاستعداد فى الحلقة القادمة ان شاء الله تعالى

ابو تركي 1976
10-06-2012, 12:32 AM
http://i1253.photobucket.com/albums/hh598/alasl1976/33206_1186390610.gif

أبو مصعب السكندرى
10-06-2012, 08:48 AM
مشكور جدا ابو تركى على مرورك الرائع

وبارك فيكم وأدخلنا الله الجنة

وجعل شهر رمضان شهر مغفرة ورحمة وعتق من النار لنا جميعا

اللهم امين

أتى رمضــان مــزرعة العبــاد ... لتطـهير القلــوب من الفســاد
فــأد حقــوقــه قــولا وفعــلا ... وزادك فــاتـخـذه إل الـمعــاد
فـمـن زرع الحبوب وماسقـاها ... تـأوه نـادمـا يــوم الـحصــاد

أبو مصعب السكندرى
12-06-2012, 12:17 AM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ...أما بعد

الحلقة الثانية من معسكرات الاستعداد لرمضان

معسكر الصيام :


عَنْ عَائِشَةَ- رضي اللهُ عَنْهَا- قَالتْ: كَانَ رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُ حَتَّى نَقُول: لا يُفْطِرُ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُول: لا يَصُومُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُول اللهِ -صلى الله عليه وسلم- اسْتَكْمَل صِيَامَ شَهْرٍ إِلا رَمَضَانَ، وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ في شَعْبَانَ" (خرَّجه الإمام البخاري في صحيحه).
وعن أُسَامَة بْن زَيْدٍ قَال: قُلتُ: يَا رَسُول اللهِ، لمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَال: "ذَلكَ شَهْرٌ يَغْفُل النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَال إِلى رَبِّ العَالمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عملي وَأَنَا صَائِمٌ" (خرَّجه الإمام النسائي في سننه).
وكأن الشاعر قد حاول أن يدرك سر اهتمام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بشعبان قبل رمضان، بل وبرجب، فهمس في المسلمين قائلاً:

مضى رجبٌ، وما أحسنتَ فيه *** فيا من ضيَّع الأوقاتِ جهلاً
فسوف تفارقُ اللذاتِ قهرًا *** تداركْ ما استطعت من الخطايا
على طلبِ السلامِ من الجحيمِ *** وهذا شهرُ شعبانَ المبارَكْ
بحرمتها، أفِق، واحذر بَوارَكْ *** ويخلي الموتُ- كَرهًا- منك دارَكْ
بتوبةِ مخلصٍ، واجعل مدارَكْ *** فخير ذوي الجرائم من تدارَكْ

التمرين على الصيام:

يقول "ابن رجب" في كتاب لطائف المعارف:
وقد قيل في صوم شعبان: إن صيامه كالتمرين على صيام رمضان* لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط.

فعلينا بانتهاز الفرص وباحتساب اجور هذه الاحاديث :

فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله تعالى إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا
رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي

خاصة اننا فى ايام صيف وحر واقتربنا على بداية شعبان
فنسأل الله ان يبعدنا عن النار وعن حرها
وان يدخلنا من باب الريان
وان نكون ممن قال الله فيهم
كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ

والى اللقاء فى حلقة قادمة ومعسكر آخر من معسكرات الاستعداد لرمضان
وكل علم انت بخير


http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/52.gif

أبو مصعب السكندرى
14-06-2012, 08:47 AM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ...أما بعد


http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/102.gif


الحلقة الثالثة من معسكرات الاستعداد لرمضان




معسكر النيات

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِىُّ قَالَ أَخْبَرَنِى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِىُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِىَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضى الله عنه - عَلَى الْمِنْبَرِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ » .

وكما يقولون : النية تجارة العلماء

ونحن على مشارف رمضان يجب علينا الدخول فى معسكر للقلوب
ماذا تريد وماذا تنوى وماذا تعزم على فعله ؟

ليمسك كل من بورقة وقلم ويستحضر من الان النيات التى يريدها
ويسأل الله الصدق فيها

ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه في الحديث القدسي ( إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا اكتبها له حسنة )
وهذه بعض من النيات الرمضانية :

نيات ينبغي استصحابها قبل دخول رمضان :

ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر :
1. نية ختم القرآن لعدة مرات مع التدبر .
2. نية التوبة الصادقة من جميع الذنوب السالفة .
3. نية أن يكون هذا الشهر بداية انطلاقة للخير والعمل الصالح وإلى الأبد بإذن الله .
4. نية كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات في هذا الشهر ففيه تضاعف الأجور والثواب .
5. نية تصحيح السلوك والخلق والمعاملة الحسنة لجميع الناس .
6. نية العمل لهذا الدين ونشره بين الناس مستغلاً روحانية هذا الشهر .
7. نية وضع برنامج ملئ بالعبادة والطاعة والجدية بالإلتزام به .

وهناك الكثير والكثير من النيات اسأل الله ان يوفقنا لتطبيقها وان يبلغنا رمضان


http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/50.gif

أبو مصعب السكندرى
16-06-2012, 09:39 AM
http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/09.gif


إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..أما بعد

الحلقة الثالثة من معسكرات الاستعداد لشهر رمضان

معسكر الدعاء والمناجاة ..


هذه ادعية ومناجاة العبد الضعيف المتوسل الى ربه ..
مليئة بالضعف والانكسار وهذا ما يستحب فى الدعاء
ولنا فى سيدنا موسى عليه السلام الاسوة والقدوة فى ذلك لما قال
رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ

فلنعود انفسنا على الدعاء والمناجاة مع خالق الارض والسموات
ولنتأدب بآداب الدعاء
ولنتختار الاوقات المرجو فيها اجابة الدعاء
ولنختار من الدعاء ما كان يحرص عليه النبي صلى لله عليه وسلم
وعلينا بالالحاح فى الدعاء
فان من ادام الطرق اوشك ان يفتح له :

رَبِّ، رُحماك رُحماك، يا ربِّ، ربِّ.. ربِّ، يا ألله.

يا ذا الجلال والإكرام، يا من وَسعت رحْمتُه كلَّ شيء، يا مَن له الخلق والأمر، يا رحْمَن الدنيا والآخرة،
هل ستُدخلني رمضان؟ هل ستُبلِّغني رمضان؟ هل سأكون ممن يَشهد رمضان؟
يا ربِّ لك الحمدُ مِن قبْلُ ومن بعد، لك الحمد من قبل ومن بَعد.

يا ربِّ، إنْ بلَّغْتَني رمضان فوفِّقني فيه، أرجوكَ ربِّ، أرجوكَ ربِّ،
إن بلَّغْتني رمضان أن توفِّقَني فيه.

لا أدري كيف سأدخلُ رمضان؟ ولا كيف سأكونُ فيه؟ لا أدري بأيِّ قلبٍ وأيِّ همَّةٍ وأي نيةٍ سأكون في رمضان؟

فيا أرحم الرحمين، يا أكرم الأكرمين، يا خالق الناس أجمعين، وفِّقني في رمضان.

سأدخل - إنْ دخلْتُ - يا ربِّ بفضْلك وكرَمِك وحوْلِك وقوَّتك، فأرجوك أرجوك ربِّ،
أدخلني فيه مُدخلَ صدقٍ، وأنزلني منه مُنزَلاً مبارَكًا، وأنت خير المنْزِلين

يا ربِّ، وفِّقني في رمضان، فإني سأدخل يا ربِّ - إن دخلتُ بفضلك - بذنوب كالجبال، بذنوب جمَعْتُها ليلاً ونهارًا، ذنوبٍ كثيرة، أذْكُر بعضَها ونسيت أكثرها، لكنَّها لا تَخفى عليك.

سأدخل يا ربِّ، بقلب غافلٍ لاهٍ، بلسانٍ لم يَذْكرك حقَّ ذِكْرك، لم يشكرك حق شكرك،
فهل ستقبلني؟ هل ستوفِّقني يا ربِّ للتوبة؟

أم سأخرج من رمضان وذنوبي كما هي؟ سأخرج وقلبي كما هو؟ ولساني كما هو؟

أرجوك يا ربِّ، وفِّقني للتوبة النَّصُوح في رمضان، وتقبَّلْها منِّي.

يا خالقي، يا رازقي، يا حسْبِي، يا ربِّ، وفِّقني في رمضان، وفقني لصيامه كما تحبُّ أن يكون الصيام، لقيامه كما تحب أن يكون القيام، لِرفْقة القرآن كما تحب أن تكون الرفقة، وفقني لعبادتك في رمضان، كما تحب أن تكون العبادة.

ربِّ، رُحْماك، أرجوك يا ربِّ أن توفِّقني في رمضان، سأدخل بذنوبي وعَجْزي، وتفريطي وتضْيِيعي، وهَزْلي ولعبي، وكسَلِي وتَسْويفي،
فكن عوني على نفْسي، وكن معي على كل ما يؤخِّرني عنك.

سدِّد خُطَاي، أعنِّي على ذِكْرك، وشُكْرك، وحُسْن عبادتك.

ارزقني همَّة ونيَّة للوقوف في صلاة القيام، لترتيل القرآن، لتحقيق الصيام.

يا ربِّ، أرجوك - وأنا مقصِّر في حقِّك - لأنَّك رَحِيم، فلا تعامِلْني بما أنا أهْلُه، وعامِلْني بما أنت له أهْلٌ، يا أهل الرحمة والكرم، والعفو والصَّفْح، أنت التوَّاب الرحيم، وأنا المذْنِب اللئيم، تَقْبَل التوبة عن عبادك، فتُبْ عليَّ وتقبَّل مني.

ربِّ، سأدخل رمضان ولا أدري كيف سأكون؟ هل سأقف في الصفوف مع الجماعة بنيَّة صادقة، وخُشوع وتذلُّل؟ أوْ أنِّي سأكون معهم مُجاراةً لهم؟

سأقرأ القرآن، فهل ستكون قراءتي خالصةً لوجْهك؟ أو لأنِّي أوافق الناس وأَسِير معهم؟ وأُقْبِل بإقبالهم؟ أو أقْرَأ ليُقال: قرَأْتَ من القرآن كذا وكذا؟

يا ربِّ رحماك، سأصوم عن الطعام والشراب، وسائر المفطِّرات، فهل ستكون لأجْلك وفِيك؟ الأمر بيدك، والحَوْل حوْلُك.

فيا ربِّ أصلح لي نيتي، أصْلِح لي نيتي، هَبْ من لَدُنْك نيَّة صادقة.

أرجوك يا ربِّ، يا ربِّ، بأيِّ عزيمةٍ ستكون عبادتي؟ وبأيِّ اجْتهاد سيكون عمَلي؟

ربِّ أَبْرأ لك من كل حوْل وقوَّة إلى حوْلك وقوَّتِك، فهَبْ لي برحمتك مِنْك عزيمةً وثباتًا، وكن عَوْني في عملي.

أرجوك يا ربِّ، أصْلِح لي نيتي، أصلح لي نيَّتي.

ربِّ، لطْفَك يا ربِّ، هل إذا دخلْتُ رمضان سأكون من الموفَّقين؟ وإذا خرجت منه سأكون من المقبولين؟ من الفائزين؟ أو سأخرج بالجوع والعطش؟ وسأفوز بالسَّهَر والتَّعَب؟

اللهم ربِّ، لا حول ولا وقوة إلا بك، فهَبْ من لدنك رحمة.

يا ربِّ، إذا لم أُقْبِلْ إليك في رمضان، وأَتُبْ إليك، وأبْكِ بين يديك، وأتضرَّعْ إليك، وأتقرَّبْ إليك، وأصْدُقْ معك، فمتى؟!

فأرجوك يا ربِّ، أرجوك وفِّقني في رمضان.

يا ربِّ، فعَلْتُ من الذنوب الكثير، وقصَّرْتُ في الطاعات، ونسيتُ ذِكْرَك، وشغلَتْني نفْسي ودنياي وهواي عن ذكْرك وشكرك وعبادتك، فأنقِذْني،
ووفِّقني في رمضان، ورُدَّني إليك ردًّا جميلاً.

ربِّ، مِن رحمتك وهبتَ لنا رمضان، ووهَبْتَني إياه، ومنحتني فرصةً للعيش فيه، فأرجوك، لا أكون أشْقَى خلْقِك فأخْرُج منه خاسرًا مردودًا مرفوضًا.

رحماك يا ربِّ، لا أُفْلِحُ إن لم تكن معي، لا أَنجو إن لم تَرْحَمني.

ويل لي، ثم ويْلٌ لي، ثم ويل لي - إن خرجْتُ من رمضان ولم تَغفر لي، ولن يُغفر لي إلاَّ بفضل منك وبرحمتك، يا أرحم الراحمين، فارْحَمني.

ربَّاه، أنا العبد الفقير، وبِدُونك أنا شيءٌ حقير، إليك سَيْري، لا يكون إلا بك، وكيف أسيرُ وأنا بذنوبي أسيرٌ؟!

ففُكَّ أسْري، وسهِّل إليك سَيْري.

أتوسَّل بك إليك، وأستشفع إليك بِك، أسألك بِأَحبِّ ما سُئلتَ به، أن تقْبَلَني وترحمني، وتوفِّقَني في رمضان، وفي سائر عمري.

يا أرحم الراحمين، يا ألله، وفِّقْني في رمضان وتقبَّلْه منِّي، يا رحيم، يا كريم.


http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/43.gif


لا ننسي ان :

من ادام الطرق اوشك ان يفتح له

ومع لقاء اخر فى معسكر جديد


http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/18.gif

أبو مصعب السكندرى
19-06-2012, 09:51 AM
http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/42.gif



إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..أما بعد

الحلقة الرابعة من معسكرات الاستعداد لشهر رمضان


معسكر القلوب

http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/19.gif

القلب السليم: هو الذي سَلِم من كل شر، بدءاً بالشرك بالله تعالى مروراً بالشبهات والشهوات، ومن كلِ خصلةٍ مذمومةٍ في كتابِ الله تعالى وسنةِ رسولِه صلى الله عليه وسلم كالغلِ والحقدِ والحسدِ والشحِ والكبرِ وحب الدنيا، والقلب السليم كذلك هو الذي خلصت عبوديته لله تعالى، فيعرف حقوق الله عز وجل ويؤديها على أكمل وجه.

- القلب السليم عليه المدار يوم القيامة، قال تعالى: ( يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ، إلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) الشعراء : 88 ، 89.

- صلاح هذا العضو يعني صلاح حال العبد وبفساده يفسد، قال صلى الله عليه وسلم : « ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله؛ وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب » البخاري ومسلم.

- ولأن ما في القلب لا يطلع عليه أحدٌ سوى الله تعالى كان عمل القلب أفضل من عمل الجوارح، لذا كان الصالحون من سلف الأمة يعتنون بصلاح قلوبهم قبل كل شيء، يقول الحسن البصري: " ابن آدم، لك قول وعمل، وعملك أولى بك من قولك، ولك سريرةٌ وعلانية، وسريرتك أولى بك من علانيتك " انظر: المدارج لابن القيم، و يقول عبد الله بن المبارك واصفاً حال الإمام مالك: " ما رأيـتُ أحدًا ارتفع مثـل مالك، ليس لهُ كثيرُ صلاة ولا صيام، إلا أن تكون له سريرة " انظر: سير أعلام النبلاء.

- ومع اقتراب شهر رمضان كان من المناسب تذكير النفس بهذا الأمر العظيم، وهو تهيئة القلب ومجاهدته لأن يكون سليماً، وليس هذا بالأمر الهين اليسير، ولكنه في الوقت ذاته ليس بالمستحيل، بل مَن جاهد قلبه في سبيل الله وصل وانتصر، يقول تعالى: ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت: 69.

- فإذا استطاع العبد أن يصل بقلبه إلى درجة القلب السليم أو ما يقاربه فإنه بذلك يظفر ببركات الشهر الكريم، منها أن القلب السليم أقرب من غيره بالمغفرة والرحمة، لأن الله عز وجل يطلع على قلوب العباد، فأجدر تلك القلوب بمغفرة الله تعالى هي القلوب السليمة، ومنها أن صاحب القلب السليم يجد لذةً في قلبه لا مثيل لها عند تأديته العبادات ومناجاته لرب الأرض والسموات، بخلاف أصحاب القلوب الأخرى فإنهم لا يجدون تلك اللذة، وكذلك يظهر الأثر عند قراءة القرآن الكريم، فكل الناس يقرأون القرآن في هذا الشهر، ولكنهم ليسوا كلهم ينتفعون منه وينالون من خيراته وبركاته، فأصحاب القلوب السليمة لهم شأنٌ مع القرآن الكريم بسبب نقاء قلوبهم وإخلاصهم لله تعالى، فهم يقرأون القرآن بتدبر وتفهم وتعقل، فيستشعرون بذلك حلاوة القرآن الكريم، ومن تلك الآثار أن الناس في رمضان يبحثون عن القلب الرحيم، وعن اللسان العفيف، وعن اليد الباذلة، وعن الوجه الطليق، ولا توجد هذه الصفات مجتمعةً إلا عند أصحاب القلوب السليمة، ومن ذلك أيضاً أن شهر رمضان شهر العتق من النار، وأولى الناس بالعتق وأقربهم هم أصحاب القلوب السليمة، فالله عز وجل أرحم من أن يُدخِلَ النارَ عبداً سليمَ القلب نقيَ السريرة.

وغير ذلك من الخيرات والبركات التي ينالها القلب السليم في هذا الشهر الكريم، فهذه دعوةٌ لكي نستقبل رمضان والقلوب سليمة نقية، لا شِرْك فيها ولا حقد ولا حسد ولا عداوة ولا خصومة ولا أية آفةٍ من آفات القلوب ومفسداتها، فمن وجد في قلبه شيئاً من ذلك فعليه بالمجاهدة، وأجزم أن من استقبل هذا الشهر الكريم بمثل هذا القلب السليم أنه سيجد شعوراً وأثراً لم يجده في حياته قبل ذلك قط.
أسأل الله العلي العظيم أن يرزقنا سلامة القلوب، وأن يوفقنا إلى طاعة علام الغيوب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ومع معسكر جديد فى لقاء اخر ان شاء الله


http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/34.gif

أبو مصعب السكندرى
21-06-2012, 06:00 PM
http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/94.gif


إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ..أما بعد

الحلقة الخامسة من معسكرات الاستعداد لرمضان :

معسكر التنافس والتسابق


هل أنت مستعد للمنافسة
المسابقة الرمضانية الكبرى

جرّب واقترب!

شارك واربح: جوائز ثمينة، وهدايا قيّمة وفوريّة

أنتم على موعد مع أكثر المسابقات إثارة، ومتعة، وفائدة على الإطلاق!
مسابقة لم يسبق لها مثيل...
جوائز عديدة ونفيسة
وأجواء مدهشة...

اليوم، وقبل أن تبدأ الفضائيات والصحف والمجلات والجهات المختلفة بمسابقاتها الرمضانية السنوية،
سنخطف الأضواء،
ونذهل العقول،
ونقدم لكم المنافسة الأكبر!
والمسابقة الأهم،
فهل أنتم مستعدون؟
إليكم جمهورنا الكريم، شروط المسابقة، جوائزها، أسئلتها، ومواعيد تسليم هداياها..
فهيا معنا:

شروط التسجيل:

- يحق لكل مسلم بالغ عاقل أن يشارك في هذه المسابقة
- المسابقة عالمية، ويمكن لأي فرد الإشتراك بها دون فرق بين عرق ولون وجنس
- يحق للشخص الواحد الإشتراك في أكثر من منافسة في نفس الوقت

مزايا خاصة:

- جميع المشاركين الذين سيجيبون إجابات صحيحة كاملة أو جزئية سيحصلون على جوائز قيّمة بلا أي إستثناء، وبلا أية قرعة،ومهما كان عدد الفائزين!
- الإشتراك مجاناً، ودون تحمل أية كلفة لرسائل نصية
- يحق للشخص الواحد الفوز بأكثر من جائزة إن إجتاز المراحل المخصصة لكل منافسة
- جوائز يومية وفورية ومتنوعة

زمان ومكان إنعقاد المسابقة:

- تبدأ المسابقة مع أول ليلة من ليالي الشهر الفضيل
- بعض المنافسات الخاصة والمراحل المتقدمة تتواصل بعد رمضان للراغبين
- بوسع المشاركين الدخول في المنافاسات كل بحسب محل إقامته
- تعقد المنافسات في أجواء روحانية خاصة، تلغق فيها أبواب النيران، وتفتح فيها أبواب الجنة، وتصفد فيها الشياطين

مجالات التنافس:

المنافسة الأولى: من يربح الوسام

o طريقة الإشتراك: صيام النهار، وقيام الليل، والإكثار من الدعاء
o مواعيد التنافس: في كل لية من ليالي رمضان
o قيمة الجائزة: وسام تناله أبد الدهر عنوانه: العتق من النيران
o موعد التسليم: في كل ليلة من ليالي الشهر الفضيل

المنافسة الثانية: ضـاعف رصيـدك

o طريقة الإشتراك: القيام بأي عمل من الأعمال الصالحة
o مواعيد التنافس: طيلة أيام الشهر
o قيمة الجائزة: قيمة الفرض في رمضان كسبعين في غيره، والنافلة فيه، كالفريضة في غيره
o موعد التسليم: طيلة أيام الشهر

المنافسة الثالثة: الغفران:

o طريقة الإشتراك: صيام رمضان، وقيام لياليه إيمانا وإحتساباً
o مواعيد التنافس: طيلة أيام الشهر ولياليه
o قيمة الجائزة: مغفرة كل الذنوب الماضية ومحوها تماماً
o موعد التسليم: فور انتهاء الشهر

المنافسة الرابعة: الرّيـــان: ** جائزة ذهبية!

o طريقة الإشتراك: كثرة الصيام
o مواعيد التنافس: صيام رمضان، وست من شوال، ومتابعة الصيام بين الأيام البيض والإثنين والخميس، وعرفة لغير الحجاج، وتاسوعاء وعاشوراء.
o قيمة الجائزة: باب خاص في الجنة لا يدخله إلا الصائمون
o موعد التسليم: يوم القيامة، وبعد اجتياز القنطرة، وقبيل الدخول إلى الجنة، جعلنا الله من أهلها..

المنافسة الخامسة: مــع الحبيــب

o طريقة الإشتراك: القيام بعمرة
o مواعيد التنافس: طلية الشهر الفضيل
o قيمة الجائزة: أجر حجة مع النبي صلى الله عليه وسلّم
o موعد التسليم: فور انتهاء الشعائر على نحو ما شرع لنا الله وسن لنا نبيه صلى الله عليه وسلّم.

المنافسة السادسة: الفرحـة الكبـرى

o طريقة الاشتراك: حفظ الصيام والقيام من الرفث واللغو والرياء
o مواعيد التنافس: اتمام الشهر كاملاً إلا لصاحب عذر
o قيمة الجائزة: فرحة يوم العيد بتمام الصيام وطاعة الرحمن، وفرحة يوم القيامة بأجره العظيم
o موعد التسليم: فرحة الدنيا صبيحة عيد الفطر، وفرحة الآخرة يوم نلقى الله.

المنافسة السابعة: الجائزة الدهرية

o طريقة الإشتراك: صيام رمضان، وستة أيام من شوّال
o مواعيد التنافس: طيلة شهري رمضان وشوّال
o قيمة الجائزة: أجر صوم الدهر كله!
o موعد التسليم: بعد انتهاء الست، وذلك كل عام!

المنافسة الثامنة: الشفيعان

o طريقة الإشتراك: الصوم وقراءة القرآن
o مواعيد التنافس: أثناء الشهر الفضيل، وقبله وبعده للراغبين (بشرط إتمام الفريضة)
o قيمة الجائزة: يشفع لك القرآن والصيام يوم القيامة
o موعد التسليم: يوم الحساب، وفي أشد اللحظات حرجاً على المرء

التصفيات النهائية: للمتميزين فقط

o طريقة الإشتراك: إحياء العشر الأواخر بالذكر والدعاء والصلاة
o مواعيد التنافس: العشر الأواخر من شهر رمضان
o قيمة الجائزة: خير من ألف شهر من العبادة والتقرب إلى الله... إصابة ليلة القدر، واستجابة دعواتك ومضاعفة حسناتك!
o موعد التسليم: في ليلة القدر

جائزة الجوائز!

o طريقة الإشتراك: الصوم إيماناً واحتساباً وإخلاصا
o مواعيد التنافس: خلال الشهر الفضيل، وخارجه لمن يرغب
o قيمة الجائزة: مفاجأة!
o موعد التسليم: يخبؤها الله عزّ وجل لك يوم القيامة، فقد قال: "كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي، وأنا أجزي به"... فكيف سيكون عطاء أكرم الأكرمين؟!

فهيا....!
هيا إخوتي وأخواتي...!
حيّ على الفلاح!

للتسجيل:

الرجاء إخلاص النية، وعقد العزم منذ اللحظة على أن يكون رمضانك هذا مختلفاً... وادعو معي الآن:
اللهم بلّغنا رمضان، وأعنا على صيامه وقيامه، واجعلنا فيه من عتقائك ياالله، وبلغّنا ليلة القدر وأعنا على قيامها، اللهم أعنا نتقرب إليك، وإذن لنا بالوقوف بين يديك، وافتح لنا في الدعاء، و تقبل منا إنك أنت السميع العليم. اللهم آمين...
والحمد لله رب العالمين.

http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/07.gif

أبو مصعب السكندرى
23-06-2012, 01:18 PM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد


http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/32.gif


الحلقة الخامسة من معسكرات الاستعداد لرمضان :

معسكر التوية :
تعالوا نستقبل رمضان بتجويد التوبة التوبة أول واجب للاستعداد لرمضان، وهي وظيفة العمر، اللهم تب علينا توبةً نصوحاً قال سبحانه: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31] وليست التوبة كما تفعل دائما: تبت.. تقول: أستغفر الله بلسانك، وقلبك غافل لاه..
أو تظن أن التوبة هي التوبة من النظر للمتبرجات أو التوبة من الكذب والغيبة و..
إنني أريد التوبة هذه المرة من حياتك.. من نمط الحياة التي تعيشها.. من نمط التفكير.. من الآمال العريضة000التوبة من هذه الحياة جدد التوبة.. حسِّن التوبة.. اصدق التوبة، إنك تحتاج أن تتوب من أشياء لم تخطر لك على بال، ولم تحسبها يوماً من ذنوبك..
هل فكرت في التوبة من تضييع الأوقات؟
ـ كم تضيع من الوقت في ليلك؟
ـ كم تضيع من الوقت في الشرود الذهني في وقت الفراغ؟ ـ وساعات المواصلات التي تمر من غير ذكر ولا تعلم؟
ـ وساعات النوم التي تضيع من العمر من غير نية صادقة؟ ـ وتلك التي تضيع في (التليفونات)، والرنات، وإرسال الرسائل، بل وقراءة الرسائل، واللعب
(بالتلفون)؟
ـ وتلك الأخرى التي تضيعها في تصفح الشبكة السرطانية؟
ـ ماذا بقي من وقتك بعد كل هذا لله ؟!
ـ وقتك، وقتك.. كنزك الذي تضيعه هباءً، قال صلى الله عليه وسلم: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ " [البخاري] وما رمضان إلا ساعات مثل التي ألِفت تضييعها. درّب نفسك على المعاتبة على تضييع الأوقات هل فكرت في التوبة من آفات لسانك؟ هل جربت أن تكتب رسالة على (التليفون) ووجدت نفسك تحاول أن تنقص من الحروف شيئا يسيرا لكي تضبط الرسالة وفق التكلفة التي ترغب؟ إن كل كلمة تقولها تكتب، وصدق بعض السلف: "لو أنكم تشترون المداد للكرام الكاتبين لسكتم".
الكلام يُكلفك سيئات..
دعونا من المراوغة وتعالوا نتكلم بصراحة:
إن وجود (التليفون) في يد كثير من الناس مجرد (منظرة) وتقليد أعمى ولعب، فليس صاحبنا رجل أعمال خطير ولا شخصية مهمة، ولا يمثل التليفون بالنسبة له أي دور ولا أثر، فما الذي كان؟ الآفات الثلاث التي يكرهها الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله كره إليكم ثلاثاً: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال" .[متفق عليه] دعونا من المراوغة وتعالوا نتكلم بصراحة:
القصص والحكايات والمنامات والمناقشات.. إلخ كل هذه مآسي ظاهرة، لكن قد يُتستر عليها بستار الدين فتُنسب إليه..
أيها الأحبة؛ إن الكلام شهوة، وكل هؤلاء لا يقلون خطراً عن المتكلمين في الفن والرياضة وغير ذلك..
كلام، كلام، والملائكة لا تمل أن تكتب، ولا تغفل عن أن تكتب، وستُسأل عن كل كلمة.
فتب إلى الله من القصص والحكايات قولا وسمعا واغتنم لسانك في ذكر الله تعالى.

ومما ينبغي أن يتوب منه لسانك قبل رمضان:
المجاملات والمبالغات التي ليست إلا نفاق وقسوة قلب بشعة..
وكذلك التهريج والمزاح والفحش والبذاء، والمسمى -بالباطل- في عصرنا بـ (خفة الدم) !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" [الترمذي وصححه الألباني] وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تكثروا الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب" [ابن ماجة وصححه الألباني] فاتقوا الله يا قومنا، ونزهوا ألسنتكم عن فضول الكلام، فضلاً عن الفحش والبذاء والتهريج والمزاح.
إنك تحتاج أيضاً لتوبة في علاقاتك!
كثيرا ما تسأل أحدهم: كم جزءا قرأ من القرآن الكريم، ويكون الجواب: أنا أتمنى والله أن أقرأ، ولكن المشكلة.. ليس هناك وقت!
وحين تسأل أين ضاع الوقت؟ وكيف ضاع الوقت؟ فإنك ستجد أن من أخطر ما يضيع الوقت: كثرة الاختلاط بالناس..
إننا نستهين بمكالمة لمجرد المجاملة، قد يضيع فيها نصف ساعة، ومصافحة وكلمتين (ع الماشي) بعد الصلاة أمام المسجد يضيع فيها نصف ساعة أخرى، وهكذا تضيع الأوقات بغير فائدة، والعبد مسؤول عن عمره فيما أفناه.
لابد أن تُحجم علاقاتك.. أن تختصر معارفك.. ليس هناك مجال لأداء حقوق كل هؤلاء والتوبة من هذا تكون بتحقيق الإخلاص في العلاقات، بإقامة صرح الحب في الله، وأن تحب المرء لا تحبه إلا لله، فتنضبط العلاقات بضابط الحب في الله والبغض في الله، فتكون عبادة.
وإن أكبر آفات العلاقات أن تكون العلاقة آثمة بين رجل وامرأة مهما زعموا أنها (علاقة بريئة!) دعونا نكون صرحاء !
ليست هناك علاقة بريئة، كلها علاقات محرمة، إننا يا قوم عبيد، يحكمنا دين يقوم على أمر ونهي، وليس الحاكم في ذلك العادات والتقاليد، أو الهوى والشهوات..
فتجب التوبة قبل دخول رمضان من كل علاقة آثمة حتى يطهر القلب..
حتى قلبك يحتاج إلى توبة
توبة من الخواطر، وأحلام اليقظة التي يستمتع بها بعض الناس.
أخي الحبيب: لا يقتلك الوهم، عش الحقيقة وإياك من الخواطر الرديئة، اجعل خواطرك تحت السيطرة، لا تدعها تخرج من تحت يدك، إنك إذا تركت الخواطر ترعى في قلبك وعقلك بغير ضابط ولا رابط؛ فستعيش الوهم وتصدقه..
كم من الناس قتلهم وهم (المشيخة)، وهم ليسوا على شيء؟ وآخرون قتلهم وهم طلب العلم وعاشوا أحلام اليقظة في ثياب فضفاضة ليست من ثيابهم.
أخي الحبيب.. قبل رمضان عش الحقيقة، وانس الوهم، وتب إلى الله، واستعن بالانشغال بالأعمال على الخروج من الأوهام..
يحتاج قلبك أيضا أن يتوب من التعلق بغير الله:
قال سبحانه: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا = كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} [مريم: 81، 82] فإياك أخي الحبيب والتعلق بغير الله، الكل سيخذلك ويتخلى عنك إلا الله العظيم، فلا تنشغل بالآخرين، واجعل انشغالك بمن ينفعك انشغالك به، تب من التعلق بالأسباب والتعلق بغير الله.
قل لقلبك أيضاً: تب من الأماني والتسويف وطول الأمل:
إخوتي في الله: أحذركم من السين وسوف، قال الحسن البصري: ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، وإن قوماً غرتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، قالوا: (نحسن الظن بالله) وكذبوا؛ لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل.
قل لقلبك أيضاً: تب من العجب والكبر والغرور ورؤية النفس:
أمراض تقتل الإيمان وتذهب بالعبد إلى الجحيم، فالمعجب محبط عمله، والمتكبر لا يدخل الجنة، والغرور قتال، ورؤية النفس تجعلك تختال..
فاحذر يا مسكين؛ فإنك لا تدري بم يُختم لك، تب من ذلك كله وانكسر واخضع وذل لربك، لعل أحد هؤلاء الذين تزدريهم قد سبقك إلى الجنة بمراحل، ولله في خلقه شؤون، فاحذر..
عجل بالتوبة، ومن تواضع لله رفعه.
تب من الكسل
ونحن على أبواب رمضان، والكل يعرف فضائل رمضان، ولكن ماذا أفاد هذا العلم؟ أين العمل؟!
إن الكسلان يقينه ضعيف في الوعد والوعيد، تأمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال: سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة" [الترمذي وصححه الألباني]، أنا قلت الآن: سبحان الله العظيم وبحمده، ونظرت في الساعة فإذا هي ثانية واحدة، لو ثبت يقينك في هذا الوعد أنك تكتسب بالثانية الواحدة نخلة في الجنة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما من نخلة في الجنة إلا وساقها من ذهب" [الترمذي وصححه الألباني]، فوزن ساق النخلة من ذهب مئات (الكيلوغرامات)، هذا ثمن كل ثانية من عمرك، وأنت تضيعه (شذر مذر).. لا تبالي ولا تذر، وإنما أتيت من ضعف يقينك، لو ثبت يقينك في هذا الوعد، ما ضيعت لحظة من عمرك، وما ركنت إلى الكسل وترك العمل.. اعمل يا كسلان.
وبعض الناس يريد التفلت من الدين لكن بدين!
فهو يبحث كسلاً عن الرخص، ويتخذ الخلاف بين العلماء مسوغات للهروب، فكل المسائل عنده فيها خلاف بين العلماء، وهو يرجح فيها بهواه، ويختار ما يوافق شهوته، ويظن أنه على شيء، {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ = اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة: 18، 19] تب أخي الحبيب من هذا الترخص المهين، واستعن بالله على الأخذ بالعزائم، والعمل الجاد المثمر، والله المستعان.

وقد جعلت التوبة من الكسل آخر هذه العناصر؛ حتى لا نكسل في التوبة، فلنسارع الآن.. حالاً.. ونتب إلى الله..
إخوتاه..
هذه التوبة لازمة.. ليست استعداداً لرمضان فحسب؛ فلعلنا لا ندرك رمضان، ولكنها لازمة استعداداً للموت، فقد تموت الآن في هذه اللحظة؛ إذاً فتب ولا تسوف

اللهم ارزقنا قبل رمضان توبة، وقبل الموت توبة واللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين





http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/52.gif

أبو مصعب السكندرى
01-07-2012, 10:23 AM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد


http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/32.gif


الحلقة السادسة من معسكرات الاستعداد لرمضان :

معسكر الاشتياق :

سؤالاً ينبغي لكل مؤمن ومؤمنة أن يسأله نفسه , ونحن قاب قوسين أو أدنى من غرة الأيام , وشامة زماننا , وأفضل أيام دهرنا – شهر رمضان المبارك – الذي جعل الله فيه من الخيرات ما لم يجعله في غيره , وتفضل به على هذه الأمة المرحومة بعطايا لم يجعلها لأمة سابقة , وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم - وإنا لنرجو الله أن لا يحرمنا خير ما عنده بشر ما عندنا – .
والمؤمن يعلم أن أيام الله تتفاضل , وأزمنته تتباين , وأنه اختار من الأيام والأوقات مافضله على غيرها - ومن أجلها موسم رمضان – .
فلذا كانت النفوس الشريفة تشتاق لرمضان , وتسأل ربها بلوغه , ولكننا في هذه الأزمنة الغابرة التي تسلط فيها حب الدنيا على القلوب , والغفلة عن المواسم المباركة , صارت سمة بارزة عند الكثير , أحببت حث النفوس الغافلة لتستعد لهذا الموسم وتشتاق له .
اعلم رعاك الله أنه لابد لك
أن تشتاق لرمضان لأنك تعلم أنه :
شهر تفُتِّح فيه أبواب الجنة فتستقبل أعمال العاملين , وتفرح باجتهاد المجتهدين , وتسعد بلقاء المخلصين المتاجرين مع ربهم جل وعز , تشتاق لرمضان لأنك تفرح بهذه الجموع المؤمنة وهي تؤم المساجد , وتقصد بيوت الله , تشتاق لرمضان لأنك تفرح بحال المؤمنين وقد صار القرآن أنيسهم وجليسهم , تفرح بحال المؤمنين وقد تآلفت قلوبهم , واجتمعت نفوسهم بعد الشتات
تشتاق لرمضان لأنك تعلم أنه :
شهر تغُلِّق فيه أبواب النار , فتنال الفرصة للبعد عن الذنوب والمعاصي , والحذر من ناره , فتجد من نفسك النفور من المعصية, والبطئ عنها , وترى من نفسك أن عينك قد كفت عن الحرام , وأذنك قد حُفظت عن الآثام , وكلما دعاك داعي المعصية قلت له : إني أخاف الله .

تشتاق لرمضان لأنك تعلم أنه :
شهر تصُفِّد فيه الشياطين , فلا يخلصون إلى ماكانوا يخلصون إليه قبل , فيقل تسلطهم على العباد , ويُحبس شرهم عن الخلق , وهذا تفسير ما نراه من اندفاع الناس إلى الطاعة ونشاطهم فيها , وقلة وقوعهم في المعاصي , ولكن كم هو الألم يعتصر في الفؤاد لأنه لايزال في الناس من لم يتخلص من تسلط الشيطان عليه , وتسييره له – فهو لايزال مصراً على ترك الصلاة في جماعة , ومصراً على كثير من المعاصي والمحرمات فبصره يسرح ويمرح في النساء , وأذنه لم يكفها بعد عما حرم , والقلب بمتعلق بالملاذ , فليت شعري متى يعود مثل هذا ؟
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \"إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة وغُلِّقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين\" متفق عليه.
كيف لا تشتاق لرمضان وهو شهر مغفرة الذنوب وإقالة العثرات , أريدك تتأمل في فضل الله على العباد , ورحمته بهم , وانظر كيف يهيئ لهم مثل هذه المواسم المباركة , والأيام الفاضلة , ليغفر ذنوبهم , ويمحوا سيئاتهم , فما أعظمه من رب رحيم , وما أجله من إله كريم .
جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان\" مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر\"
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \" من صام رمضان ايماناَ واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه \"
أرأيت هذا الفضل ؟!!
وهل تدبرت في هذا العطاء ؟!!
ذنوب عمر مضى ،،
وعثرات سنين رحلت ،،
يغفرها الله بفضل هذه الطاعات ..
أبعد هذا لا تشتاق لرمضان ؟ !!
آلا ترجوا نيل هذه المغفرة, وتطمع بالفوز بهذا العطاء ؟!
إذاً حرك قلبك بالشوق إلى رمضان ..
كيف لا تشتاق إلى رمضان وقد جعل الله - عبادة الصوم - عبادة خالصة له من بين سائر العبادات , وماذاك أخي إلا لِما ينتظر الصائمين المخلصين من الثواب الذي لا يخطر لهم على بال , ولا تسل عن مقدار هذا الفضل , لأن الله قد قال فيه\" إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به \" –وهنا تقف عبارة كل كاتب حسيرة أمام هذا الفضل -
يا مقبلاَ على شهر رمضان – وأنت تجهد في الجوع والعطش , وأنت تحرم نفسك شهوتها - تذكر أن الله قد أعد للصائمين من العطايا ما يفوق الوصف والخيال , ولئن فرحت في دنياك بإتمام صيام يوم واحد , فإن الفرحة الحقيقة أمام في جنات النعيم ..
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \"قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك، للصائم فرحتان: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه) رواه البخاري.
آما اشتقت لرمضان وبين يديك فرصة ثواب حجة مع نبيك - عليه الصلاة والسلام – كاملة موفورةَ إذا أديتها مخلصاً فيها لربك متبعاً فيهاَ لنبيك عليه الصلاة والسلام , فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال \"عمرة في رمضان كحجة معي\" صحيح الجامع
آما تشتاق أيها المؤمن لرمضان لأن لك في كل يوم وأنت صائم دعوة مستجابة يقول عليه الصلاة والسلام \" ثلاث دعوات مستجابات : دعوة الصائم ، و دعوة المظلوم ، و دعوة المسافر \" صحيح الجامع

ومن الفضل المزيد في هذا الباب من رب العرش الكريم أن لك عند فطرك دعوة مستجابة ,فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال \" للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة \" . وكان عبد الله بن عمرو إذا أفطر دعا أهله ، وولده ودعا . [عمدة التفسير أشار الشيخ أحمد شاكر في المقدمة إلى صحته]
فكيف لا تشتاق حينئذٍ لرمضان ؟!!
جاءني أحد الإخوة بعد صلاة التراويح وقال لي : أبشرك أن زوجتي حامل بعد سنوات من الانتظار , ثم أردف قائلاً وذاك فيما أظن من دعائي مع المسلمين في قنوت هذه الليالي المباركة فقلت له : ذلك من فضل الله وهو أكرم الأكرمين .
آما تشتاق لرمضان وفيه الليالي العشر المباركات -خير ليالي العام – التي كان رسولك عليه الصلاة والسلام يعظمها , وكان عليه الصلاة والسلام يتعامل معها على غير ما يتعامل مع سائر ليالي العام , تقول عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يجتهد في العشر الأواخر , ما لايجتهد في غيرها صحيح الترمذي
آما تشتاق لرمضان وفيه تلك الليلة العظيمة – ليلة القدر – التي كان نبيك عليه الصلاة والسلام يحتفي بها أعظم الاحتفاء , آما تشتاق وأنت تقرأ هذه السطور في هذه اللحظات أن تعيش تلك الليلة , وتتنفس تلك الأجواء؟!! (اللهم بلغنا إياها يارب) ..
آما بلغك أخي أن \"من يقم ليلة القدر ، إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه \" رواه البخاري
والعبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ثلاث وثمانين سنة قال تعالى \" ليلة القدر خير من ألف شهر\"
آما تتحرى هذه الليلة وتتمنى إدراكها ؟؟! إن أهل الإيمان من أمثالك هم من أحرص الناس عليها .
وبعد هذا وذاك , ألم تشتاق لرمضان بعد ؟؟

وماذا يعني أن تبلغ رمضان ؟
يعني أنك قد فزت بعطاء حُرم منه الكثير ممن خطفتهم يد المنون , فأصبحوا تحت أطباق الثرى , محبوسون عن العمل .

وفزت بعطاء حُرم منه الكثير
ممن حبسهم المرض عن الصيام والقيام , دخلت مرة على شاب صالح فأخذ يبكي حسرة على الصيام , وقال لي : \" منذ عشر سنوات وأنا لا أصوم لأنني لا أستطيع الصبر عن الماء لحظات \" فهل تذكرت نعمة الصحة والعافية ؟
لقد فزت بعطاء حُرم منه الكثير
ممن لا يعرفون شرع من أهل الكفر , أو ممن يتكاسلون عن فرض الصيام , فهل عرفت فضل الله عليك ؟

وبعد فلا أخالك وقد انتهيت من قراءة هذه السطور إلا وقد اشتقت لرمضان , وتسأل ربك أن يبلغك إياه وأنت في صحة وعافية , وقوة على فعل الطاعات , ولكن اعلم أن كثيراً ممن يبلغونه يُحرمون خيراته بسبب إصرارهم على الذنوب والمعاصي والمحرمات فيدخل عليهم رمضان ويخرج وهم في بعد عن ربهم , ولا ينالون من فضائل هذا الشهر إلا الخسارة والبوار , فطائفة من الناس دعا عليهم النبي عليه الصلاة والسلام بالبعد والطرد ؛ لأنهم لم يغتنموا هذه الفرصة يقول عليه الصلاة والسلام : \" ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له \" أخرجه الترمذي
فلا تكن منهم وكن في شوق عظيم لبلوغه , حتى إذا ما أدركته كنت من أكثر الناس اجتهاداً فيه .
اللهم بلغنا رمضان , وأنت راض عنا يا رحمن , اللهم وفقنا لصيامه وقيامه واجعلنا فيه من عتقائك من النار آمين ..


http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/51.gif

أبو مصعب السكندرى
05-07-2012, 11:34 AM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد


http://www.dorarr.ws/forum/mwaextraedit5/extra/32.gif


الحلقة السابعة من معسكرات الاستعداد لرمضان :

معسكر التوبة :




التوبة أول واجب للاستعداد لرمضان، وهي وظيفة العمر، اللهم تب علينا توبةً نصوحاً
قال سبحانه: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31]
وليست التوبة كما تفعل دائما: تبت.. تقول: أستغفر الله بلسانك، وقلبك غافل لاه..
أو تظن أن التوبة هي التوبة من النظر للمتبرجات أو التوبة من الكذب والغيبة و..
إنني أريد التوبة هذه المرة من حياتك.. من نمط الحياة التي تعيشها.. من نمط التفكير.. من الآمال العريضة
التوبة من هذه الحياة
جدد التوبة.. حسِّن التوبة.. اصدق التوبة، إنك تحتاج أن تتوب من أشياء لم تخطر لك على بال، ولم تحسبها يوماً من ذنوبك..
هل فكرت في التوبة من تضييع الأوقات؟
كم تضيع من الوقت في ليلك؟
كم تضيع من الوقت في الشرود الذهني في وقت الفراغ؟
وساعات المواصلات التي تمر من غير ذكر ولا تعلم؟
وساعات النوم التي تضيع من العمر من غير نية صادقة؟

وتلك التي تضيع في (التليفونات)، والرنات، وإرسال الرسائل، بل وقراءة الرسائل، واللعب (بالتلفون)؟
وتلك الأخرى التي تضيعها في تصفح الشبكة السرطانية؟

ماذا بقي من وقتك بعد كل هذا لله ؟!
وقتك، وقتك.. كنزك الذي تضيعه هباءً، قال صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" [البخاري]
وما رمضان إلا ساعات مثل التي ألِفت تضييعها. درّب نفسك على المعاتبة على تضييع الأوقات
هل فكرت في التوبة من آفات لسانك؟
هل جربت أن تكتب رسالة على (التليفون) ووجدت نفسك تحاول أن تنقص من الحروف شيئا يسيرا لكي تضبط الرسالة وفق التكلفة التي ترغب؟

إن كل كلمة تقولها تكتب، وصدق بعض السلف: "لو أنكم تشترون المداد للكرام الكاتبين لسكتم".
الكلام يُكلفك سيئات..دعونا من المراوغة وتعالوا نتكلم بصراحة:
إن وجود (التليفون) في يد كثير من الناس مجرد (منظرة) وتقليد أعمى ولعب، فليس صاحبنا رجل أعمال خطير ولا شخصية مهمة، ولا يمثل التليفون بالنسبة له أي دور ولا أثر، فما الذي كان؟ الآفات الثلاث التي يكرهها الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله كره إليكم ثلاثاً: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال" .[متفق عليه]دعونا من المراوغة وتعالوا نتكلم بصراحة:
القصص والحكايات والمنامات والمناقشات.. إلخ
كل هذه مآسي ظاهرة، لكن قد يُتستر عليها بستار الدين فتُنسب إليه..
أيها الأحبة؛ إن الكلام شهوة، وكل هؤلاء لا يقلون خطراً عن المتكلمين في الفن والرياضة وغير ذلك..
كلام، كلام، والملائكة لا تمل أن تكتب، ولا تغفل عن أن تكتب، وستُسأل عن كل كلمة.
فتب إلى الله من القصص والحكايات قولا وسمعا واغتنم لسانك في ذكر الله تعالى.ومما ينبغي أن يتوب منه لسانك قبل رمضان:
المجاملات والمبالغات التي ليست إلا نفاق وقسوة قلب بشعة..
وكذلك التهريج والمزاح والفحش والبذاء، والمسمى -بالباطل- في عصرنا بـ (خفة الدم) !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" [الترمذي وصححه الألباني]
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تكثروا الضحك؛ فإن كثرة الضحك تميت القلب" [ابن ماجة وصححه الألباني]
فاتقوا الله يا قومنا، ونزهوا ألسنتكم عن فضول الكلام، فضلاً عن الفحش والبذاء والتهريج والمزاح.

إنك تحتاج أيضاً لتوبة في علاقاتك!
كثيرا ما تسأل أحدهم: كم جزءا قرأ من القرآن الكريم، ويكون الجواب: أنا أتمنى والله أن أقرأ، ولكن المشكلة.. ليس هناك وقت!
وحين تسأل أين ضاع الوقت؟ وكيف ضاع الوقت؟
فإنك ستجد أن من أخطر ما يضيع الوقت: كثرة الاختلاط بالناس..
إننا نستهين بمكالمة لمجرد المجاملة، قد يضيع فيها نصف ساعة، ومصافحة وكلمتين (ع الماشي) بعد الصلاة أمام المسجد يضيع فيها نصف ساعة أخرى، وهكذا تضيع الأوقات بغير فائدة، والعبد مسؤول عن عمره فيما أفناه.
لابد أن تُحجم علاقاتك.. أن تختصر معارفك.. ليس هناك مجال لأداء حقوق كل هؤلاء
والتوبة من هذا تكون بتحقيق الإخلاص في العلاقات، بإقامة صرح الحب في الله، وأن تحب المرء لا تحبه إلا لله، فتنضبط العلاقات بضابط الحب في الله والبغض في الله، فتكون عبادة.
وإن أكبر آفات العلاقات أن تكون العلاقة آثمة بين رجل وامرأة مهما زعموا أنها (علاقة بريئة!)

دعونا نكون صرحاء !
ليست هناك علاقة بريئة، كلها علاقات محرمة، إننا يا قوم عبيد، يحكمنا دين يقوم على أمر ونهي، وليس الحاكم في ذلك العادات والتقاليد، أو الهوى والشهوات..
فتجب التوبة قبل دخول رمضان من كل علاقة آثمة حتى يطهر القلب..

حتى قلبك يحتاج إلى توبة
توبة من الخواطر، وأحلام اليقظة التي يستمتع بها بعض الناس.
أخي الحبيب: لا يقتلك الوهم، عش الحقيقة وإياك من الخواطر الرديئة، اجعل خواطرك تحت السيطرة، لا تدعها تخرج من تحت يدك، إنك إذا تركت الخواطر ترعى في قلبك وعقلك بغير ضابط ولا رابط؛ فستعيش الوهم وتصدقه..
كم من الناس قتلهم وهم (المشيخة)، وهم ليسوا على شيء؟ وآخرون قتلهم وهم طلب العلم وعاشوا أحلام اليقظة في ثياب فضفاضة ليست من ثيابهم.
أخي الحبيب.. قبل رمضان عش الحقيقة، وانس الوهم، وتب إلى الله، واستعن بالانشغال بالأعمال على الخروج من الأوهام..
يحتاج قلبك أيضا أن يتوب من التعلق بغير الله:
قال سبحانه: {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آَلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا = كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} [مريم: 81، 82]

فإياك أخي الحبيب والتعلق بغير الله، الكل سيخذلك ويتخلى عنك إلا الله العظيم، فلا تنشغل بالآخرين، واجعل انشغالك بمن ينفعك انشغالك به، تب من التعلق بالأسباب والتعلق بغير الله.

قل لقلبك أيضاً: تب من الأماني والتسويف وطول الأمل:

إخوتي في الله: أحذركم من السين وسوف، قال الحسن البصري: ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل، وإن قوماً غرتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولا حسنة لهم، قالوا: (نحسن الظن بالله) وكذبوا؛ لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل.

قل لقلبك أيضاً: تب من العجب والكبر والغرور ورؤية النفس:

أمراض تقتل الإيمان وتذهب بالعبد إلى الجحيم، فالمعجب محبط عمله، والمتكبر لا يدخل الجنة، والغرور قتال، ورؤية النفس تجعلك تختال..

فاحذر يا مسكين؛ فإنك لا تدري بم يُختم لك، تب من ذلك كله وانكسر واخضع وذل لربك، لعل أحد هؤلاء الذين تزدريهم قد سبقك إلى الجنة بمراحل، ولله في خلقه شؤون، فاحذر..

عجل بالتوبة، ومن تواضع لله رفعه.
تب من الكسل

ونحن على أبواب رمضان، والكل يعرف فضائل رمضان، ولكن ماذا أفاد هذا العلم؟
أين العمل؟!
إن الكسلان يقينه ضعيف في الوعد والوعيد، تأمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال: سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة" [الترمذي وصححه الألباني]، أنا قلت الآن: سبحان الله العظيم وبحمده، ونظرت في الساعة فإذا هي ثانية واحدة، لو ثبت يقينك في هذا الوعد أنك تكتسب بالثانية الواحدة نخلة في الجنة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما من نخلة في الجنة إلا وساقها من ذهب" [الترمذي وصححه الألباني]، فوزن ساق النخلة من ذهب مئات (الكيلوغرامات)، هذا ثمن كل ثانية من عمرك، وأنت تضيعه (شذر مذر).. لا تبالي ولا تذر، وإنما أتيت من ضعف يقينك، لو ثبت يقينك في هذا الوعد، ما ضيعت لحظة من عمرك، وما ركنت إلى الكسل وترك العمل.. اعمل يا كسلان.

وبعض الناس يريد التفلت من الدين لكن بدين!

فهو يبحث كسلاً عن الرخص، ويتخذ الخلاف بين العلماء مسوغات للهروب، فكل المسائل عنده فيها خلاف بين العلماء، وهو يرجح فيها بهواه، ويختار ما يوافق شهوته، ويظن أنه على شيء، {وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ = اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة: 18، 19]

تب أخي الحبيب من هذا الترخص المهين، واستعن بالله على الأخذ بالعزائم، والعمل الجاد المثمر، والله المستعان.

وقد جعلت التوبة من الكسل آخر هذه العناصر؛ حتى لا نكسل في التوبة، فلنسارع الآن.. حالاً.. ونتب إلى الله..

إخوتاه..

هذه التوبة لازمة.. ليست استعداداً لرمضان فحسب؛ فلعلنا لا ندرك رمضان، ولكنها لازمة استعداداً للموت، فقد تموت الآن في هذه اللحظة؛

إذاً فتب ولا تسوف
اللهم ارزقنا قبل رمضان توبة، وقبل الموت توبة
واللهم اجعلنا من التوابين واجعلنا من المتطهرين
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين