المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معلومات هامة تتعلق باالنوم00



ام سلمان
23-10-2009, 03:44 PM
خلاله قد تظهر بعض الأمراض وتختفي مع استيقاظ المريض

الأبحاث الحديثة تؤكد أن النوم وظيفة أساسية للجسم للحفاظ على صحته!


يتفاوت عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان الطبيعي
أ.د.أحمد سالم باهمام
النوم آية من آيات الله المعجزة قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) (الروم:23) وقال سبحانه (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً) (الفرقان:47). وقد كان الكثير من الناس وحتى العلماء يعتقدون حتى فترة قريبة أن النوم عبارة عن خمول في وظائف الجسم الجسدية والعقلية يحتاجه الإنسان لتجديد نشاطه. فقد اعتقد أديسون أن في النوم بعض الهدر للوقت الذي يمكن أن يستغل في أمور أكثر فائدة وقد كان هذا أحد المحفزات التي قادته لاختراع المصباح الكهربائي حتى يقضي على الظلمة ويساعد على تقليل النوم. ولكن الأبحاث الحديثة أظهرت أن النوم وظيفة أساسية للجسم للحفاظ على الصحة مثله مثل الأعضاء الأساسية في الجسم كالكبد والقلب والرئتين وغيرها. ويحدث خلال النوم العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ ومختلف أعضاء الجسم بصفة عامة. بل إن بعض الوظائف تكون أنشط خلال النوم كما أن بعض الأمراض تحدث خلال النوم فقط وتختفي مع استيقاظ المريض. وتعتبر هذه المعلومات والحقائق العلمية حديثة في عمر الزمن. فقد بدأ الطب الحديث يدرس ظاهرة النوم بشكل علمي ومكثف في منتصف القرن الماضي. وبدأ ازدهار طب النوم كتخصص وعلم مستقل بذاته في ثمانينيات القرن الماضي. ونحن عادة نتحدث في هذه الصفحة عن اضطرابات وأمراض النوم ولكننا اليوم لن نتحدث عن أي اضطراب أو مضاعفات لنقص النوم، ولكننا سنأخذ القارئ في رحلة مع النوم الطبيعي وما يمر به النائم من مراحل وتغيرات خلال النوم.



النوم ليس فقداناً للوعي أو غيبوبة وإنما حالة خاصة يمر بها الإنسان


فماذا يحدث خلال النوم؟
- النوم ليس فقداناً للوعي أو غيبوبة وإنما حالة خاصة يمر بها الإنسان، وتتم خلالها أنشطة معينة. عندما يكون الإنسان مستيقظاً فإن المخ يكون لديه نشاط كهربائي معين، ومع حلول النوم يبدأ هذا النشاط بالتغير ودراسة النوم تساعدنا على تحديد ذلك تحديداً دقيقاً. فالنائم يمر خلال نومه بعدة مراحل من النوم لكل منها دورها. فهناك المرحلة الأولى والثانية، ويكون النوم خلالهما خفيفاً ويبدآن مع بداية النوم. بعد ذلك تبدأ المرحلة الثالثة والرابعة، أو ما يعرف بالنوم العميق، وهاتان المرحلتان مهمتان لاستعادة الجسم نشاطه، ونقص هاتين المرحلتين من النوم ينتج عنه النوم الخفيف غير المريح والتعب والإجهاد خلال النهار. كما أن النوم العميق مهم لإفراز بعض المواد في الجسم مثل هرمون النمو المهم لنمو الأطفال والمهم كذلك للكبار لأن يساعد على تجديد الخلايا وإصلاح ما بها من خلل. وخلال النوم العميق يصل نشاط المخ إلى أدنى مستوى وكذلك ينخفض ضغط الدم وتقل دقات القلب وتقل استجابة النائم للمؤثرات الخارجية ويصعب إيقاظ النائم. وبعد حوالي التسعين دقيقة تبدأ مرحلة الأحلام أو ما يعرف بمرحلة حركة العينين السريعة، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة. ويزداد نشاط المخ في هذه المرحلة حيث يتعدى نشاط المخ في هذه المرحلة نشاطه في اليقظة وقد يرتفع الضغط وتزداد دقات القلب.



النائم يمر خلال نومه بعدة مراحل من النوم


وهذه المرحلة مهمة لاستعادة الذهن نشاطه وتركيزه. وقد ظهر في الأبحاث أن الوصول إلى مرحلة الأحلام مهم لتركيز المعلومات التي تعلمها الشخص قبل النوم حيث أن الطلاب الذين ينامون لفترة قصيرة ولا يصلون لمرحلة الأحلام يكون أداؤهم أقل من الذين يصلون لمرحلة الأحلام ليلة الامتحان. والمرور بجميع مراحل النوم يعرف بدورة نوم كاملة. وخلال نوم الإنسان الطبيعي (6-8 ساعات) يمر الإنسان بحوالي 4-6 دورات نوم كاملات. ويزداد النوم العميق قي الثلث الأول من النوم لذلك تظهر اضطرابات النوم التي تحدث في النوم العميق مثل المشي أثناء النوم أكثر في الثلث الأول من النوم في حين تزداد الأحلام في الثلث الأخير من النوم ولذلك تظهر اضطرابات الأحلام مثل الكوابيس وشلل النوم في الثلث الأخير من النوم وقبل الاستيقاظ.
ما عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان الطبيعي؟
- يتفاوت عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان الطبيعي تفاوتاً كبيراً من شخص إلى آخر. ولكن المؤكد أن عدد الساعات التي يحتاجها نفس الشخص تكون ثابتة دائماً. فبالرغم من أن الإنسان قد ينام في احدى الليالي أكثر من ليلة أخرى إلى عدد الساعات التي ينامها الشخص خلال أسبوع أو شهر تكون عادة ثابتة.
ويعتقد كثير من الناس أن عدد ساعات النوم اللازمة يومياً يجب أن تكون ثماني ساعات. وإذا أردنا الدقة أكثر فإن أغلب الأشخاص ينامون من 7.5-8 ساعات يومياً. وهذا الرقم هو متوسط عدد الساعات لدى أغلب الناس، ولكنه لا يعني بالضرورة أن كل إنسان يحتاج ذلك العدد من الساعات. فنوم الإنسان يتراوح بين أقل من ثلاث ساعات لدى البعض إلى أكثر من 10 ساعات لدى البعض الآخر. وفي دراسة للمركز الوطني للإحصاءات الصحية بالولايات المتحدة الأمريكية، وجد أن اثنين من كل عشرة أشخاص ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة، وواحد من كل عشرة ينام 9 ساعات أو أكثر في الليلة. ويدعى الأشخاص اللذين ينامون أقل من 6 ساعات بأصحاب النوم القصير، والذين ينامون أكثر من 9 ساعات بأصحاب النوم الطويل، ولكنهم طبيعيون. فنابليون وأديسون كانا من أصحاب النوم القصير. في حين أن العالم آينيشتين كان من أصحب النوم الطويل. بمعنى أن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان إذا كان طبيعياً ولا يعاني من أحد أمراض النوم لا تؤثر على إنتاجيته وإبداعه.



عند كبار السن يصبح النوم خفيفاً وأقل فعالية وأقل راحة


وخلاصة القول إن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، فالكثير يعتقدون بأنهم يحتاجون إلى ثماني ساعات نوم يومياً. وأنه كلما زادوا من ساعات النوم كلما كان ذلك صحياً أكثر، وهذا اعتقاد خاطئ. فعلى سبيل المثال إذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فإنك لا تعاني من مشاكل ونقص النوم.
هل يتغير النوم مع تقدم السن؟
- مع نمو الأطفال فإن نومهم يتغير تدريجياً حيث يبدأ عدد ساعات النوم في التناقص من 16-18 ساعة عند حديثي الولادة على أن يصل إلى حوالي 10 ساعات عند سن 10-12 سنة. ولكن ما إن يصل المرء إلى مرحلة البلوغ (وأقصد بها هنا بداية العشرينيات من العمر) فإن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الجسم لا تتغير مع تقدم العمر، ولكن في المقابل فإن طبيعة وجودة النوم تتغير كلماً تقدم بنا العمر. فعند كبار السن يصبح النوم خفيفاً وأقل فعالية وأقل راحة، ذلك كله بالرغم من عدم تغير ساعات النوم. والسبب في ذلك يعود إلى أن نسبة كل مرحلة من مراحل النوم السابقة تتغير مع تقدم السن. فعندما يبلغ الرجل حوالي سن 50 سنة والسيدة حوالي 60 سنة، فإن نسبة النوم العميق (مرحلة 3-4) تكون قد وصلت عادة إلى نسبة بسيطة جداً من وقت النوم، وعند البعض قد تختفي تماماً. فتجد الأشخاص في هذا السن أسرع استيقاظاً نتيجة للضوضاء الخارجية مقارنة بصغار السن. فبالرغم من عدم التغيير الكبير في عدد ساعات النوم مع تقدم السن إلا أن طبيعة النوم تختلف، فيصبح النوم خفيفاً ومتقطعاً طوال الليل، وهذا أحد أسباب النعاس خلال النهار الذي يصيب الكثير من كبار السن. لذلك يلجأ كبار السن إلى الكثير من الغفوات خلال النهار لتعويض نقص جودة النوم خلال الليل. كما أن الساعة الحيوية تختلف عند كبار السن حيث يصاب بعضهم بمتلازمة تقدم مرحلة النوم فتجدهم يفضلون النوم مبكرا خلال الليل والاستيقاظ مبكرا جدا.