المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب الأول



عبدالله البقالي
04-05-2007, 10:52 PM
كانت تمشي على بساط من ألقاب وجاه وسلطة، وكان الهارب من وضاعة إلى حيث الأبراج القزحية حيث كون آخر دعائمه النور و الألوان.
خطواتها وهي تمشي على الشارع كانت ترسم معالم ونوطات موسيقية يلتقطها بحواسه. فراشة ربيعية حثتها شمس الصباح على زيارة الأزهار و الاستحمام بالرحيق. وبسمتها مبعث دفء كان يكفي لتبديد البرودة التي نعقب توقف الأحلام.

هو بجلبابه الطويل و رأسه الحاسر ونعله البلاستيكي الأبيض كان يبدو كصاروخ صمم لاختراق الأزمنة وكواكب السنين المتناثرة عبر ملكوت الشقاء الذي لا يعرف أين أبتدا و أين سينتهي.
على الجوانب القصية من مساراتها كان يتموقع. يحث الحواس و الذاكرة كي تلتقط وتشحن الذهن باللمسات و الصور. كيف تفتح الخطوات وهي تجري. كيف تنتشي وهي تضحك. كيف تتعجب ويرسم الحاجبان الاندهاش. كيف تعاتب وتتصنع الدلال لتبتسم بعد ذلك بالعينين قبل الشفاه.

لم تلتق يداه بيديها. ولم تتجرأ كفه على حمل باقة أو حتى زهرة برية صغيرة وهو ينظر في عينيها ويمنحها قلبه قبلها. لكنه اختطف شيئا مهما منها. بل وسحبها هي نفسها مرارا حين كان يغمض عينيه في طفولته البعيدة.
في الليالي الحالكة القديمة. وحين كان ينام العسس و المخبرين، كان قلبه ينبض أكثر من كل القلوب. مع كل نبضة كان الجسد يفقد ثقله ويزداد خفة. ومع امتصاص الصمت للصدى. ومع موت الأوقات وميلاد اخرى كان يخرج من نفسه ويطير مصحوبا بنسمات الليل التي كانت تحمله إليها.
ينظر لنفسه وهو بلا تجسيد و لا ألوان. يعجب بنفسه ويتعجب. لكن صوتها القادم عبر الأثير الروحاني كان يحمله إليها. يحيطها من كل جهة ليقيها أنفاس الراقدين المثقلين بالتعب و التواريخ النتنة.
تنتابه الرغبة في أن يبعدا أكثر. ينزل بساط من فرسخ قائم في مكان ما من سماء لا تراها العيون. يصعدا الأدراج الضوئية المتناثرة على جنباتها أزهار وتغريد بلابل فردوسية.
تنظرإليه. يذوب فيها ويطيرا بعيدا. تسأله: تحبني؟
يخجل. يبتسم. تصهرها نظراته فيعدو بكل قواه مستبقا إياها ليحميها منها.
يجيب: الكلمات أضيق من المعاني. و البوح يخنق الأحاسيس.
تتصنع الغضب وتدير ظهرها. يتأجج الخفقان وتهتز الأمكنة على إيقاعه. ينتابها الخوف وتستدير فاتحة ذراعيها. يحتضنها. يفتح كيانه كاشفا كنهه الغائر. تطأه فيضحك وهو يراها تكتشف أنها تفر الى ما جعلها خائفة. تضع يديها على فؤاده . يمتد الصمت وهي تعبث منتشية باحثة عن خلية الحب داخل القلب. تسأله: كيف يولد الحب؟

رشا محمود
06-05-2007, 09:49 AM
الكلمات أضيق من المعاني. و البوح يخنق الأحاسيس.

أخى الكريم / عبد الله

مرحبا بك وباطلالتك الجديدة على درتنا

سرد شديد الرقة والعذوبة

أسعد صباحى كثيرا

تحياتى لقلمك

بانتظاره دوما

دمت بتميز

تحياتى

ابو النور محمد
06-05-2007, 09:48 PM
عبدالله تحياتي
كم انت رائع
كلماتك نقلتني الى دنيا غير الدنيا وعالم غير العالم
لقد اشعرتني بسعاده
شكرا لك على هذه اللحظات
دمت بمحبة

ألنشمي
06-05-2007, 10:07 PM
000
00
0



بين سطورها



تنقلت




واستمتعت



مشكور اخوي عبدالله



بورك بيمينك





دمت بخير

الساحره
07-05-2007, 11:56 PM
نقلك فؤادك حيث شئت من الهوى.......فما الحب الا الحبيب الأول


كم منزل في الأرض يعشقه الفتى.........وحنينه دوما لأول منزل


رائع ....ما وصفته مشاعرك....فروعة الحب الأول جميلة....


وزادتها عباراتك....ووصفك...جمالا...


نقلتني الى عالم مختلف...وحالم....أبدعت. بجد..أخي عبدالله...


تحياتي السحرية....ودمت,,,

عابده لله
08-05-2007, 02:48 PM
كيف يولد الحب ..؟

له أن يُجيبها بـ لمسة صادقة من أفعاله
وإثبات ديدنة الهــوى

:)


أستاذي المبدع دوماً وأبداً
الفاضل عبدالله البقالي

للقصة التي أمام أعيننا معانٍ عميقة
ورتوش قد يعيها البعض والبعض
الأخر ينتشي برونقها ..


كن بالجوار أستاذي
فـ لحرفك جمال ساحر
ونصوصك تُغرينا

:252:

.
.

عابده

ابن طفيل
08-05-2007, 08:24 PM
الكلمات أضيق من المعاني. و البوح يخنق الأحاسيس.

ابداع...ابداع

عبدالله البقالي
09-05-2007, 12:52 AM
رشا محمود



سعيد بزيارتك لمساحة هذا النص.



متمنياتي أن أحظى بزيارات مماثلة في النصوص القادمة.



احترامي وتقديري.