المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كرسي الزعيم



محمد ابراهيم محروس
26-11-2006, 05:59 AM
كرسي الزعيم







محمد إبراهيم محروس




كان المعلم همام ذا شخصية فريدة من نوعها؛ فهو ابن لأكبر تاجر خضار في المنطقة..

ولد بين أطنان من الموز والعنب والفاكهة؛ فتعلم أن حب الأشياء يكون بطعمها.. الليمون حاذق مر أحيانا ،ولكنه جيد في العصر

كوب من العنب المخمر النباتي قد يجعل يومه عجيباً وغريباً.. ظل المعلم همام وهو طفل يبحث في كل الأشياء حوله بأسلوبه الخاص..

التفاح ناعم الملمس، ولكن يجب التخلص من قشرته..

تعامل مع البشر بمنطق البطيخ..

لسنوات طويلة ترقى فيها إلى أن وصل إلى أن يكون ساعد أبيه الأيمن..

يتذكر الآن كيف في يوم تلقى السنجة في وجه لخطأ بسيط ارتكبه في يوم ما من أبيه ..

ولكنه أدرك وقتها أنه يجب أن يتعلم جيدا أسلوب حياة مختلف.. حياة بعيدة عن الفاكهة..

ولكن أباه كان رافضاً لهذا..

يجب أن يكون همام معلماً كبيراً ذا شأن؛ لذا خاض همام التجربة..

واستطاع أن يتفوق على كل إخوته ليصبح في النهاية صاحب أمر ونهى في المكان..

كان ما يؤرقه بشدة هو كرسي أبيه- ذلك الكرسي الأبنوسي المطعم بالعاج- والذي يعد تحفة ذات مذاق خاص، مذاق لاذع وحلو، مذاق اليوسفي المختلط بالتفاح بالعنب كوكتيل من الأشياء والأذواق ..

أنه لفترة طويلة جداً كان يطمع في الكرسي، يطمع فيه بشدة وعنف.

الشيء الوحيد الذي يتفوق على إحساسه بالامتلاك له والذي يعد أهم أهمية من كرسي أبيه- هن النساء- فكان يقول هذه امرأة عنب..

وهذه امرأة تفاحي..

وهذه امرأة دون طعم كالبطيخ الأقرع..

النساء لديه كانت لهن منزلة خاصة تفوق أي منزلة؛ لذا عندما ضبطه أبوه في أحضان ابنة مراد المنفلوطي بائع الطماطم ،هاج في وجهه يومها، وتلقى هو تلك السنجة التي أعطت وجه ندبة مدى الحياة..

ندبة أصبحت تذكره دائما بابنة بائع الطماطم التي لم ينس طعم جسدها أبدًا مهما عاش، فهي التفاح الأمريكاني النادر الذي طرده أبوه من حياته، للأبد..

ولذلك كان يحقد على أبيه أحيانا .. وعاد مرة أخرى لكرسي الزعيم كما يسميه ..

في أواخر حياة الأب بدا ضعيفاً وقلت حركته ،وبدأ تمرد همام تمرد له طبيعة خاصة ..

قال يوما لأبيه: أنت لا تصلح الآن لتكون وش القفص لقد عجزت وخرفت..

وبدأ يفرض على أبيه الجلوس في البيت، وعدم دخول المحل إلا بأمره؛ حتى أخوته لا يستطيعون الحضور إلى المحل دون إذن..

لذا أستقر أخير على كرسي الزعيم ،واستقرت حياته على وتيرة الاختيار..

ولكن ما لم يعلمه همام أبداً ..

أن هناك آخر يفكر في الكرسي بنفس جشعه القديم، بل أشد جشعاً

أنه عطوان ذلك الفتى الذي يشرف على ترتيب المحل وتلقى الفواتير من الفنادق الكبرى وأعدادها بعد أن توسع نشاط همام لدرجة مدهشة..

وكان تفكير عطوان تفكير فلاح.. تفكير من يعجب بالكرسي فقط، وليس ما وراء الكرسي

ولفترات طويلة كان يحلم ،ويحلم دون أن يتحقق حلمه.. فهمام ثابت على كرسيه، ربما للأبد ..

اليوم ربما تحقق حلم عطوان فلأول مرة سيضطر همام لمقابلة أحد العملاء بالخارج، ولأول مرة سينفرد عطوان بالكرسي..

وسيبيت في المحل..

أنها الفرصة التي حلم بها عطوان.. قد آن أوانها..

وجاء الليل، وانسحب همام من المحل، وهو يعطى الأوامر للجميع قبل انصرافه.

وانتظر عطوان بعض الوقت ..

وأخيراً أصبح الكرسي أمام عينيه شاغرا ..

سحب الكرسي بشدة،وأخرجه خارج المحل لأول مرة في تاريخه منذ استقراره في موضعه خلف البنك..

وارتمى عليه بشدة..

وقرب الشيشة منه..

وراح يمثل دور الزعيم همام..

وتناول ريموت التلفزيون،وراح يقلب في القنوات ،وهو في حالة انتشاء بين سكان الشارع الذين يتطلعون إليه في دهشة..

واستقرت عيناه على قناة معينة، وطلع يرقص على الكرسي ،والأغنية مستمرة في إلحاح غريب ..

العنب .. العنب .. العنب العنب.. العنب.. العنب

رشا محمود
28-11-2006, 11:25 AM
أخى محمد

كلماتك غاصت بنا فى أعماق شخوص قصتك

بين همام الذى يقسم الأشياء باختلاف مذاقها كالفاكهة

ووالده من علمه ذلك

ويحين الوقت لأن يحتل همام مكان والده ويجلس على كرسيه

ولأن الكرسى له مذاق فريد لا ينساه من يتذوقه

فقد طمع فيه عطوان

وقد أثار الضحكات أن غاية ما أراده هو الجلوس عليه أمام الناس

حقا للبشرعجائب

تحياتى لقلمك

بانتظار جديدك

ألنشمي
01-12-2006, 05:56 PM
000
00
0


كرسي الرئيس

كل الكراسي القياديه

تكون متشابهه


والجميع يطمع في ان يجلس على هالكرسي يوما ما


ومن حق الانسان ان يحلم


بس هل كل حلم يتحقق


او لنقل هل كل شخص من حقه ان يجلس


انها لعبة الكراسي !!!

اخوي محمد

يسعد مساؤك ربي


مشكور عالقصة


دمت بخير