المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشهد طويل لاختراق شائع



محسن يونس
04-10-2006, 09:14 PM
مشهد طويل لاختراق شائع

محسن يونس

( 1 ) انتهت جحافل الجراد من التهام كل أخضر فى أحراش جزيرة ديامو ، التى نعيش على يابستها ، واستعدت للهجوم على بقية الجزيرة إلا أن أنثى جراد عجوز صاحت انتظروا يا أبنائى .. اسمعوا قولى ..

كانت تتعلق بأحد الفروع لنبات جرد تماما من أوراقه الخضراء ، نظرت ناحية ديامو قائلة : لماذا لم يحاربنا أهل هذه الجزيرة حينما كنا سربا يغطى بحرهم ؟!

تجمعت أسراب الجراد أسفل الفرع الأجرد ، قالوا : " يزداد غموض السؤال يا أمنا إذا كان الجواب غير حاضر.. "

قالت الجرادة العجوز : " كلما ازداد الغموض ازداد الشر .. هذه حكمتى .. "

دوم الهواء قرب سطح الأرض ، وظهر ذكر جراد ممتلئ البطن ، تسلق الفرع الأجرد حتى وصل إلى حيث تعلقت الجرادة العجوز ، حاول احتلال مكانها ونجح، صاح : " الكلمات لا تهاجم الجسد .. الكلمات تهاجم الروح فيأتى الخوف .. اسمعوا صوت الهواء جيدا .. ليس فى الهواء مكيدة .. هل سمعتم صوت الهواء؟ هيا إذن إلى قلب هذه الجزيرة .. "

تبع ذكر الجراد بضعة ألوف ، ظلوا يطيرون إلى أن اختفوا، عادت الجرادة العجوز تتسلق الفرع الأجرد، وهى تنظر إلى بيوت ديامو ..

( 2 ) " الموت والحياة يتوالد كل منهما من الآخر" .. كان ذكر جراد يشبه الحكماء.. وها هو قالها إلا أن الجراد صاح فيه : " اسكت .. هل يحتاج قولك إلى شمس لنراه ؟! "

كانت الكلمات هى الأخرى تتوالد ، فالجراد الذى ذهب إلى ديامو قد غيبه سر من أسرارها ، لم يستطع الجراد أن يفك غموضه ، وظهر النمل من أسفل أرض الأحراش ، وهو يحمل جرادة ميتة ، حملها فترة ثم ظهرت عدة نملات لها فكوك تشبه المناشير ، ظلت تعمل فى تقطيع جسد الجرادة الميتة ، كان النمل يحمل أجزاءها بسرعة إلى أسفل، ارتعد بعض الجراد ، وعاد الحكيم يقول : " العمر قصير .. الشيوخ منا يموتون قبل أن يعرفوا ما هى الحياة ، وما هو الموت .. "

كانت اهتزازات الأجنحة تسرع فى إيقاعها ، هل أصيب الجراد – كما نقول نحن البشر – بأزمة هوية ؟! هل اعتقد أنه جمع من النسانيس ؟! فظل ينط فى الأحراش ثم يعود يتساقط على أرضها .. أم أن الأزمة جعلته يشبه الببغاوات؟!

صاحت جرادة : " المخبأ الطبيعى لنا أن نطير .. "

أجابتها عدة أصوات : " وإلى أين ؟! إلى أين ؟! "

قالت الجرادة : " المخبأ الآمن هو ألا يكون لنا مكان .. "

صاح الجراد جميعا : " اخرسى يا خربة الرأس .. وهل كان لنا مكان من قبل ؟ نحن نخرب الأماكن .."

كانت الأحراش قد شاهدت بعض القتلى ، وعمل نملها بهمة، وهو عازم على اغتنام الفرصة ، فالأيام لا تأتى بمثل هذه الخصومات التى تعقب بعض الجثث .. كان الجراد ينظر إلى ما يفعله النمل ، وهو يقول لبعضه : لعنة الله عليها .. حشرة ملعونة تأكل كل شىء فى الفريسة فلا تعثر للفريسة على أثر ..

( 3 ) عند شروق الشمس كانت الأحراش قد تعرفت على الغزاة ، بعد ازدحام الهواء برائحتهم فلها تاريخ معهم .. لم تكن الأحراش مبتورة الأيدى لترفض تاريخها الملون بألوان الطيف ، كنا نقول : من البحر يأتى الغرباء والأنواء .. إلى البحر يذهب الغرباء وتنتهى الأنواء .. فهل كانت الجرادة العجوز تعى ذلك وهى ترى أبا فصادة يزقزق طائرا من غصن إلى غصن برشاقة ، قالت لنفسها : طائر مجنون يختبئ ويفضحه صياحه .. لكنها سرعان ما أصابها الرعب فنسيت فلسفتها ، وهى ترى ثعلبا يخرج من بين حشائش الأحراش ، يقبض القبضة من جرادها ، ويمضغها، بعد قضم الأقدام المنشارية،لافظا إياها خارج فكيه ، ثم جاءت ثلاثة ثعالب داكنة الفروة ، تحايل الأربعة مكونين حلقة صيد متعاونة القصد ..

كان الشجار سوف يبدأ بين عشيرة كاملة من النموس والثعالب إلا أن الوفرة جعلت أفراد العشيرتين يؤجلان المعركة ، ظهرت طيور تفحص المكان بعينيها أولا ، بعدها تحدد هدفها ، وتنقض بمناقيرها ، يحمل المنقار جرادة واحدة ، كانت صيحاتها تختلط مع قفزات هنا وهناك إلا أن المصير كان قد تحدد فى اتجاه واحد .. الفئران .. السحالى .. والكلاب تقف عند حدود الأحراش تنبح وتمرح فى نوبة من غبائها .. الجرادة العجوز تعرفت على كائنات الأحراش كلها ، وهى تختبئ أسفل ورقة وحيدة فى أحد أفرع نبات وحيد يتمايل مع اتجاه الرياح ..

( 4 ) كنا فى ديامو نسمع طنينا يتوالى فى نوبات .. عثرنا على بعض الجراد بين بيوتنا ، وفى أزقتنا ، وجرى أطفالنا خلفه ، يمسكونه من أقدامه الشوكية ، يوقفونه ، ثم يطلقونه ، كانوا ينشدون قفزات الجراد الفجائية المنطلقة فى تقوس نحو الأرض ، تنطلق ضحكاتهم ، وهم يتعلمون صنعة الإبادة لكل حشرة تتحرك، مع إرث من كراهية .. وتساءلنا : هل تمنحنا أحراش الجزيرة نحن البشر صفحة من صفحات تاريخها ؟ ذلك لأن الذى حدث فى أرضها لم نره رؤية العين ، ولكنا تخيلناه ، ونحن نسمع قعقعات الموج يلاطم شواطئ جزيرتنا ، وبعض الجراد متجمد على هيئة واحدة ، الأجنحة ممزقة ، ينام على ظهره رافعا قدميه المنشارتين لأعلى تخرج من أفواهه سوائل خضراء، وهو هامد بلا حركة .

محسن يونس
15-10-2006, 07:18 PM
لم ينتبه أحد من رواد الدرر لهذا النص ، وقد حاولت شطبه ، ولكن لم ينتبه لطلبى الذى طلبته من المشرفتين ، ولذلك أنقل رأى بعض الأصدقاء من أحد المواقع الصديقة
أولهم هو الأستاذ سالم :
" ممتعة تلك اللغة التي تفصح وهي غامضة .. وتحكي وهي صامتة
من يريد أن يبحر ممتعاً وبكل الشوق في عمق التعبير وعمق النص فليقرأ ما يكتبه الصديق الميدع محسن يونس ...

من حقهاعجوز الجراد أن تتساءل لماذا لم نقاومهم ونقتلهم عندما كانوا مجرد كومة متطفلين .. تجمعوا من أنحاء العالم وغزوا بلادنا وديارنا ..

ربما لست مخطئاً لو كشفت سر تلك الحكاية للقراء
وربما أكون محقاً حين أطابق ما حدث للجراد بما حدث لليهود في لبنان ..
لقد فككوا أطرافهم ونشروهم .. وطحنوهم ...وعبثوا بأجسادهم التي تفسخت واحترقت ..

نعم للجزيرة تاريخ مع هؤلاء الغزاة..
...... المصابين بأزمة هوية .. وبحالة من ضياع ..

فهم وصفوا بصدق حالهم .. فمكانهم أن لا يكون لهم مكان ..
وهم يخربون ويدمرون ..كل مكان يسكنونه ..

لله دره هذا النمل المغامر ...
كيف فتك ... بالجراد الغازي .. وكيف جعل منه أمثولة واضحوكة ... ؟

متى تتحول الجزيرة لخلايا نمل تعمل .. وتقاتل وتصمد .. وتصبر .؟
متى نتمكن من تقطيع أوصال ومناشير الجراد الغازي .. متى ؟؟

أخي محسن ..
ممتعة الرحلة عبر نصوصك ..
والأمتع سبر أغوارها الهادفة .. "


أما الرأى الآخر فهو لزميل تعرفونه جيدا :

نطاقات غرائبية مع جراد " ديامو " : الحكاية والمغزى البعيد !

رؤية نقدية : سمير الفيل


في " ديامو " يمكنك أن تتعرف على حكمة الحياة من خلال التعرف على أحداث مدهشة وغريبة تأخذك إلى نطاقات من الغرائبية ، فتعاود تأمل العالم في مساراته ، وانحناءاته ، وانكساراته .
" ديامو " جزيرة يحيط بها بحر ، وعلى أرضها تجري الأحداث ، وكالعادة يدفع الكاتب بطيور الجزيرة ، وحشراتها ، وحيواناتها لتندمج اندماجا كليا في تلك الوقائع الغريبة التي تلف الأمكنة سواء على الشواطيء او بالدور أو حتى بالساحات ، وربما في الشطآن .
تنطوي قراءة أولى للنص على رسالة يعنى بها البشر قبل غيرهم ، وهنا ينبغي أن نسقط التفصيلات ونصل للجوهر الحي اليقظ ، وسنرصد الكثير من الحكم والمواعظ ودروس الحياة التي تأتي عبر حكايات تتضمن أنساقا من الصراع بين الكائنات في حركتها ، وحياتها ،ومسارات توجهاتها بحثا عن العلل وراء جذر الفعل الحي الخلاق .
وبقدر ما يمتلك الكاتب وجهة نظره المحددة تجاه الأحداث تفسيرا ، وتحليلا ، وتورطا بقدر ما يمكننا كمتلقين أن نغوص في قلب المشهد لنقبض على المعنى وظلاله الغنية بالدلالات .
هاهي أسراب الجراد تغزو جزيرة ديامو فتحيل اخضرارها يبابا ، وهنا ننصت إلى كلام أنثى الجراد وهي تسأل سؤالها المشروع، وبشيء من الخبث تطرحه : " لماذا لم يحاربنا أهل هذه الجزيرة حينما كنا سربا يغطى بحرهم ؟!". لا نجد جوابا شافيا على السؤال ، وهنا تتخذ الحكمة بعدا تاليا ، يصل إلى عمق المشهد : " كلما ازداد الغموض ازداد الشر .. هذه حكمتى .. ". وهي حكمة كونتها الجرادة من خلال خبرتها ، وربما كان حريا بنا أن نتقدم خطوة باتجاه فكرة الإسقاط السياسي خاصة وأن الكاتب يقترب كثيرا من تخوم الفكر ونطاقات السياسة وهو يتناول فكرة الهوية ، والعولمة ، وكثير من المصطلحات السياسية المعاصرة .
" ديامو" بهذا التوصيف أرض أفكار قبل أن تكون أرض حياة ، لكنها في ذات الوقت يمكن أن تكون قطعة حية من كبد العالم المعاصر تمنحنا استبصارا بالمعاني الكامنة خلف الأفكار الحية التي تموج بها كل نصوص " ديامو " . ونتوقف طويلا أمام كلمات ذكر الجراد ، والمقولة هنا تعكس رؤية متقدمة ، وفاهمة للقوانين الوضعية التي تم رصدها والأخذ بها في تيارات الحياة التي لا تعرف السكون او الجمود او التوقف : " الكلمات لا تهاجم الجسد .. الكلمات تهاجم الروح فيأتى الخوف .. اسمعوا صوت الهواء جيدا .. ليس فى الهواء مكيدة .. هل سمعتم صوت الهواء؟ هيا إذن إلى قلب هذه الجزيرة .. "
بالفعل يمكن للكلمات أن تهاجم الوجدان ، وتزلزل الروح ، بعدها تكون مهمة تدمير الجسد أبسط من أي فعل آخر في الكون . والخوف الذي يأتي هنا كمفردة داخل شهادة ذكر الجراد يتشكل دائما وفق منظور غياب المعرفة ، ذلك أن ديامو غارقة في الخرافات ، حبلى بالظنون ، مستغلقة في أفكار قديمة تجعلها لا تحصل على الحقيقة كاملة ولا على الوضعية الإنسانية الحقة لمعنى الوجود وفلسفته . ديامو إذن هي ابنة البحر والأزرق والخرافة ، وما من فعل يمارس إلا ويمر عبر هذه الدوائر .
وفي حكايات محسن يونس عن ديامو تحتل الطيور والحيوانات والحشرات بل والنباتات مساحة لا يستهان بها في تقليب الأحداث وتفسير المشاهد ، بل والانخراط الواسع في النظر إلى الأبعاد اللامرئية الكامنة وراء المشاهد الظاهرة العيانية . ثمة معرفة مكتنزة داخل النص لا يتم الكشف عنها إلا عبر حكايات تالية . فالحال كهذا يمكنك أن تعتبر قصص الغربان والقرود والجياد ثم ما نراه هنا من قصص الجراد والنمل والثعالب أقرب إلى خطة محكمة للكشف عن مخاوف الإنسان ، وارتباكاته ، وتخاريفه ، والتي هي " مقلوب " معارفه ، وعلومه ، وحقائقه ، ووجهات نظره الأكيدة .
حين تنتهي أسراب الجراد من التهام كل أخضر في أحراش ديامو يصك مسامعنا جملة تعلن عن الخيط الرئيسي لعقيدة القاص الفكرية : " الموت والحياة يتوالد كل منهما من الآخر". وهي جملة معرفية ، لكنها في نفس الوقت تلخيصا أمينا لما يكابده الكاتب في رصده لما تمر به الجزيرة من احداث ، ووقائع .
يصل بنا رصد الموقف لتبني هذه الحكمة التي هي وليدة فهم وإدراك وإعادة رصف المشاهد بطريقة تراتبية ؛ ذلك أن الكلمات هى الأخرى تتوالد ،" فالجراد الذى ذهب إلى ديامو قد غيبه سر من أسرارها ، لم يستطع الجراد أن يفك غموضه " وهنا يأتي النمل ليشكل آليات الموت في تقطيعه الجراد وحمله لمساكنه ، بل نحن لو حاولنا الولوج إلى النص القرآني لاستعدنا مشهد النمل وهو يحذر بعضه البعض للهرب خوفا من أن تدوس سنابك خيل سليمان الهياكل الخفيفة الضعيفة للنمل .
يفلح القاص في رصد المشهد بطريقة تصويرية باهرة : " وظهر النمل من أسفل أرض الأحراش ، وهو يحمل جرادة ميتة ، حملها فترة ثم ظهرت عدة نملات لها فكوك تشبه المناشير ، ظلت تعمل فى تقطيع جسد الجرادة الميتة ، كان النمل يحمل أجزاءها بسرعة إلى أسفل " .
هو مشهد الموت منعكسا ، فمثلما مثـّل الجراد للحشائش والأشجار والزروع فكرة الموت معنى وقيمة وواقعا ، يرتد الموقف لتحتل الجرادات الميتة صدر المشهد وهنا يرتعد صوت الحكيم وهو ينطق :: " العمر قصير .. الشيوخ منا يموتون قبل أن يعرفوا ما هى الحياة ، وما هو الموت .. ".
يالها من حكمة تكاد تنطق من خلال حشرة هامشية لتصور ذلك الضعف الأزلي الملازم للإنسان . وللموت في جزيرة ديامو حضور مثل الحياة تماما .
وتتعرف الأحراش على الغزاة فلها تاريخ معهم ، ومن البحر يأتي الغزاة والأنواء والجراد . وهو تاريخ موصول تعرفه ارض ديامو او مصر التي تشكلت بألف اسم وألف تاريخ فيما بقى الإنسان صابرا مثابرا ، يحمل الحكمة الأبدية في انقضاء المحن مع مرور تيار الزمن . يقول أهلنا عن الغزاة الذين لا أصل لهم " الهاموش " وأحسب أن الكاتب كان يحمل هذه الفكرة وهو يتأمل تاريخ ديامو الدامي ، وهو يرصف الأحداث ويعيد ترتيبها وفقا لهواه ، فيدفع بالجراد ليأكل الأخضر واليابس ، ثم يتوقف في دائرة الموت كي يعطي حكمته مبصرا ومسستبصرا بما يملكه بين يديه من أوراق بردي ووثائق وما اختزنته الذاكرة من مواويل وحكايات والغاز تمنح للحدوتة مغزى ومعنى وصرة مواعظ .
أبو فصادة يزقزق متنقلا من غصن إلى غصن ، والثعالب تتخفى في الأحراش ، وتأكل أسراب الجراد ذات السيرة السيئة اوراق الأشجار ، وتكاد تنشب معركة بين الثعالب والنموس إلا ان الوفرة تجعل الكل يتواطأ لينال جزءا من الوليمة الشهية .
نتوقف عند هذا المشهد الموحي في النص : " الفئران .. السحالى .. والكلاب تقف عند حدود الأحراش تنبح وتمرح فى نوبة من غبائها .. الجرادة العجوز تعرفت على كائنات الأحراش كلها، وهى تختبئ أسفل ورقة وحيدة فى أحد أفرع نبات وحيد يتمايل مع اتجاه الرياح " .
ماذا يفيد الاختباء والصراع قد تجلى عن كشف العناصر المتصارعة وفضح الضعيف فيها ، والحكم بموته ، حيث يسود الأقوى والأذكى والأكثر فهما لقانون الحياة .
هل غاب الإنسان عن ذلكم الصراع الضاري المرعب أم انه كان متواجدا ومتورطا في المشهد . هذا ما يجيب عليه المشهد الرابع والأخير حين نرى الأطفال وهم يمسكون بالجراد ، يطلقونه ، ويلعبون به ، ثم يضحكون لقلة حيلته ، وهنا يأتي الكاتب بجملة اعتبرها مفتاح طبيعي وعنصر حاكم بالنص وهي " صنعة الإبادة " . فالجراد الذي تمكن من حصد كل أخضر حتى صارت الأرض يبابا ، قد عانى نفس المصير . وهناك جملة أخرى هي " إرث من كراهية " وهي ترتد للحكاية من أولها لنتأكد أن التدمير والغزو ، والاستيلاء على أرض أو مراعي أو مساكن الآخرين مصيره إلى زوال .
وهنا تنفتح عين الكاميرا على جملة النهاية ، بصرية ورمزية ، ومشيحة وجهها لبعيد :
" نحن نسمع قعقعات الموج يلاطم شواطئ جزيرتنا ، وبعض الجراد متجمد على هيئة واحدة ، الأجنحة ممزقة ، ينام على ظهره رافعا قدميه المنشارتين لأعلى تخرج من أفواهه سوائل خضراء ، وهو هامد بلا حركة " .
إنها معزوفة الموت الأخيرة ، وحق على الجراد الموت ، وعلى الغزاة اللعنة الأبدية سواء كانوا حشرات ام بشرا ام مستعمرين ، فالفكرة الرئيسية واحدة : ثمة من يغزو ارضا ليست له مسلطا الموت والتحطيم والمحو على الأخضر واليابس ، على البشر والحجر ، وحكمة الله في الأرض ان يعمرها الإنسان لا أن يحولها لمكان للموت او التدجين او المحو .
هذا ما فهمته من نص محسن يونس ، وربما ذهبت بي الظنون بعيدا جدا فحق علي ان أصمت صمتا جميلا .

القاهرة 13 / 10 / ‏2006

Areej
16-10-2006, 07:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله..

أخي الكريم محسن يونس..

لن أضع هنا تبريراً .. فالتقصير منا (( واضح ))..

لقد اضطررت للدخول في هذه الساعة الباكرة من الصباح قبل ذهابي للجامعة .. لأنني كنت أعلم أن لا وقت آخر لدي..! فلم أتابع المنتدى منذ ثلاثة أيام.. و فوجئت بما قرأت هنا..
عنوان النص أقرأه لأول مرة! رغم أنه وضع منذ تاريخ قديم..!

سيدي الكريم..

أنت من مبدعي الفن القصصي هنا.. و إن كان عدم تواجدنا تسبب في عدم مرورنا على نصك المبدع.. فهذا لا يعني أبداً انتقاصاً لقدرك أو قدر قلمك..!

أما عن طلبك بحذف الموضوع .. فأنا أرفضه..!!

و أنوّه الى أن المشرفة رغد غائبة حاليا عن المنتدى لأسباب خاصة ..

و بناءً على ما حصل..

سأتقدم بطلب الاستقالة للعمدة ..
عسى أن يحمل هذه المسؤولية من هو أقل انشغالا.. و أكثر تواجدا..


أعبق التحايا

أريـــج

ابوفهد
16-10-2006, 02:01 PM
الغالي الأستاذ والقاص المميز محسن يونس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لك حق تزعل يالغالي ولكم حق نرضيكم بما تريدون

للأسف التقصير حاصل من الجميع بشكل عام وأنا أولهم

لكنني قد أجد العذر لديكم فكما تعلمون إنشغالي بمرض الوالدة شفاها الله

وكذلك نحن في شهر رمضان فهو يحتاج منا التركيز على كل ما يهم الصائم وما يشعرنا بروحانية هذا الشهر الكريم والذي يزورنا فقط بالسنة مرة واحدة .

عدم تفاعل أو مشاركتهم لكم بالموضوع لم ولن يقلل من قيمتكم الأدبية وروعة وتميز ما تكتبونه لنا بين الفينه والأخرى وفقكم الله .

محسن يونس غني عن التعريف فقد وصل إلي ما وصل له غيره من كبار الكتاب ولله الحمد فليس محسن من يبحث دعم وتشجيع ونحن من نبحث عنده هذا الشيء الذي نفتقدة .

الحمد لله أن مشرفتنا الغالية لم تستجيب لكم بالحذف وأحالت الأمر لي فهل يعقل أن يقوم العمدة بحذف قصة لكاتبنا المتميز محسن ؟

بعدين العذر منكم لضروف مشرفات الدرة فواحدة تحتاج منا الدعاء في هذه الأيام أرجو المولى عز وجل أن يردها لنا بالسلامة ويهون عليها ويفك كربها .

والأخرى مشغولة في دراستها والذي نراه نحن بالدرر أهم من الإشراف لأنه مستقبلها وحياتها وفقها الله وكتب لها النجاح وبتميز لتعود لنا إن شاء الله بعد تفرغها .

وعلى كل حال هناك تغيير دماء بالدرر فانتظر المفاجأة يا استاذي :266:

بعدين الحق على الغالي سمير الفيل يعلق على قصتك هناك ويدعها هنا :) لكنني ألتمس له العذر لأنكم طرحتوها هناك قبل الدرر وإلا وجدتم تفاعل كاتبنا الغالي سمير قد علق عليها هنا

أيها الغالي

أتمنى من الأعماق أن لا يؤثر عدم التفاعل مع ما تشرفونا به بشكل سريع على تواجدكم الدائم وطرح إبداعاتكم في بيتكم الثاني

أمل أن يكون إعتذاري هذا مقبولا منكم وثق أنكم في منزلة عالية عندنا

وكل عام وأنتم بخير وجميع أفراد العائلة الكريمة

دمتم بخير

سمير الفيل
16-10-2006, 04:35 PM
أهلا با لأصدقاء ,



كنت انوي نشر دراستي على القصة لاحقا ..

حيث انشغلت بفكرة نص تجدونه هنا

" هذا العري "

وحضرت لأجد الكاتب الكبير محسن يونس قد قام بنشره..



كلنا مشغول بشكل أو بآخر ..

ايامكم سعيدة ..

رشا محمود
17-10-2006, 01:17 PM
أستاذنا الفاضل / محسن يونس

نحن تلاميذ نجلس فى الصف الأول

ونكون دوما بانتظار الأستاذ

لا تغيب علينا رجاء

فما زال هناك الكثير لنتعلمه

كل الشكر أستاذى لوجودك معنا

تحياتى

محسن يونس
18-10-2006, 11:07 PM
لــ " أريج " مشرفة القصة بالدرر كل تقدير واحترام ..

ولا أعتقد أبدا أنها ارتكبت خطأ يستدعى تسرعها فى اتخاذ موقف الانسحاب من الإشراف .. وأرجو من العمدة " أبو فهد " التحدث معها ومحاولة التراجع عن هذا القرار ، لأنه ببساطة ليس على قدر الموقف الذى سببته كلمتى فى صدر الصفحة ..
أرجو للجميع التوفيق والسداد .. وكل عام وحضراتكم بكل خير ..

محسن يونس
18-10-2006, 11:11 PM
رشا مجمود

تحياتى
كلنا تلاميذ فى حضرة الفن والأدب العظيم ..
وليست هذه كلمات متواضعة منى بقدر ما هى حقيقية ..
شكرا لك .. مع إنى كنت أرغب فى أن تجادلى النص فلعلى أستفيد من بصيرتك ..
كل تقدير لشخصك الكريم