المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : **((الفكر من أدب البقالي))**



أرسطوالعرب
29-07-2003, 06:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
تحية صدق......وأدب

كغيري من المهتمين بالأدب ، لم أكترث للكثير من نصوص تدعي الأدب
حتى بات للنقد بند جديد :- إن لم تجد فائدة في النص تغابى وأسقط هدفاً به !!
ولا أدعي ممارسة النقد من سابق دراسة....ولكن التحليل الفيزيائي سهل لي المهمة كثيراً
فالمحاور المغناطيسية لأوراق من سيرة مظلمة تضطرك لأن تعيد قاعدة اليد اليمنى كيفما أرادها البقالي...
ومطياف الكتلة للصورة الأخيرة تدعك تكترث لكل كتلة أدبية وإن كانت كلمة ذكرها البقالي ...
والنسبية المذكورة في رباعية الخبز قاتلت...بل جاهدت في سبيل ذكر رمزها في قوانين النسبية لأدب البقالي....
والثقوب البيضاء في الفيزياء الحديثة هي عكس الثقوب السوداء المعروفة...
فالثقوب السوداء _ كما تُعرف _ هي بوابة دخول إلى
والثقوب البيضاء _ كما تُعرف _ هي بوابة خروج من
إذن.......هذه بالطبع ما تحدث عنها البقالي في بوابات العصور....
وأخيراً....
مفاعله النووي ......الذي أسقطه في ورطة حذاء !!....

ما أريد قوله وذكره هو محاولة إثبات للفكر الرحم الذي يلد أدب البقالي....

هذا مدخلي......وإلى التفصيل.......دون تفضيل


أوراق من سيرة مظلمة
تم طرحها في أربعة أجزاء.....
وقد تساءلت لماذا عنون البقالي الجزء الثاني والثالث والرابع ولم يعنون الأول
فدُمج الجزء الأول بالمقدمة فأختلط ذلك على القارئ...
في بداية النص بدأ البقالي بسؤال......هو كُل القصة.....
((هل جربت أن تعري نفسك؟.. هل فتحت يوماً جبهة ضد ذاتك واخترقت المتاريس التي تختفي خلفها وجعلتها مكشوفة بلا غطاء؟))
لا يا بقالي.......ليس الأمر بهذه السهول.....
السؤال وكيفية الإجابة التي تلته......قاسية ولا ألومك إذ استحضرت أبو لهب .....أو أبو مسيلمة....لا ألومك سيدي...

بعد هذا السطر الذي هو المدخل والمقدمة _ حسب ظني _ كان الترابط ساحر وبإبداع يستحق الإجلال.....
فأنظر كيف بدأ البقالي بوضع نفسه داخل القالب الأدبي......
إليك السطر الثاني...
(ماذا يُصنف فعل كهذا ؟ جراءة؟ خصام؟ تطهر؟ انتحار؟ ثم مالذي يدفع الإنسان على الإقدام على مثل هذا الفعل علماً أن كل ما ترسب في داخله من خبرة وتجارب لم تعلمه غير إخفائه . )

هنا يبدأ الجزء الأول من عمله حيث بدأها بمفاهيم بسيطة أولية تُعبر عن الإنسانية من جانبها القهري....
جرأة......مفقودة
مُصالحة....مرفوضة
تطهر.... من أي قطرة في بحر الإنسان..؟!!!
انتحار.....من كل هذه اللغة

كان الجزء الأول مهد الفكرة التي أرادها البقالي.....فأظهر لنا في هذا الجزء تضارب الفكر ومفاهيم مركبة ومعقدة تتزاحم أمام طفل صغير....في الإبتدائية فقط !!
ماركسية..مناظرات....إشتراكية.. ... ديانات وعقائد وأساليب متصادمة......أدت به لختم هذا الجزء بعبارة طفولية حائرة .....استخدم بها أوصاف طفل تأثر كثيراً بمدرسته........((كان هُناك إجماع على أن الدين مادة قديمة لاتصلح للعصر))

الجزء الثاني....القاطرة المجنونة.
هنا أصبح الطفل الصغير.....فتى....
كما ذكر ذلك البقالي.....(مالذي يمكن أن يشعر به فتى بدوي وهو في طريقه لأول مرة إلى المدينة؟....)
وهنا تبدأ السعة الإدراكية للفتى بالإتساع....فقد دنت منه الكلمات المركبة والمعقدة...فوصفها في نهاية وصفه (الصورة قد تتغير كثيراً إن كان ذلك يعني هجرة نهائية)
كان طِفلاً يعيش أنبوب ضيق بإدراك أولي...فصدمته العبارات الممتشقة وتصادم أكبر المفاهيم في الحياة......العقائد....
ذلك ما كان عليه محيطه......وهو الآن في قاطرته.....للمدينة
أليس حقاً الإدراك في هذه اللحظة أصبح قاطرة....مجنونة!!!
.....أود أن أسأل سؤالاً....
إن كُنت في قاطرة مجنونة.....فأين تتوقع الوصول.....؟

أبولهب...........هذا هو الجزء الثالث...
وكالعادة....بدأ البقالي كل جزء بسؤال حائر بدافع المقارنة والبحث عن المتشابهات في تاريخه المادة التي أحبها أو أُجبر على حبها....
فقال.....( هل كان أبولهب يعيش صراعاً مع ذاته قبل أن يعيش صراعاً مع الآخر ؟)
أي سؤال مجنون......حملتك له قاطرة إدراكك يا بقالي .....؟
أهذا السؤال......بنفس البساطة التي طرحها فتاك في نصك هذا...؟
سيدي.....لو لم تكتب سوى هذه....لكفتك !

الجزء الأول كان لطفل فطري.....والجزء الثاني لفتى لدغته أفعى فأنكمش على ذاته يتحسس موضع ألمه....
الجزء الثالث......عرف من خلاله معنى الكراهية لأفعى.....لدغته!!
ولكن خبرات هذا الفتى أقل من مواجهة أفعى لدغة مئات من قبله.....فنمت كراهيته لتصبح حقداً......فلم يجد شبيهاً له في التاريخ سوى أبولهب.....
كراهية ممزوجة بحقد في قالب من العجز.....
معارك شرسة في هذا الجزء أغلب ساحات القتال كانت في نفس هذا الفتى اليافع
وآخر الإحساس الذي تحدث عنه البقالي في هذا الجزء كان (الإنغماس)
فآخر ما ختم به هذا الجزء سطر قاطع.....بالسواد ساطع
(مجريات الأيام بعد ذلك كانت أشد سواداً...حين حاولت الهروب لم أجد سوى بابا واحداً ظل مفتوحاً في وجهي....إن المخدرات)
والآن.......الجزء الأخير....
الرابع....كما يحب البقالي التقسيم الرباعي للحياة.....وربما قصد بذلك البعد الرابع.....
وكان هذا الجزء بعنوان....التوبة
مضت الطفولة.....وولى الشباب .... أو كما قال ( حل زمن الجزر...كل مخلفات ورواسب وأصداف الدهور كانت هُنا)
إنه آخر النضج.....الشيب
وأكثر ما يعمر المساجد شيب القوم....وأخرهم عمراً...

التوبة....آخر رقصات الطير المذبوح...

لم يصل للتوبة تسلسلاً فكرياً....وإنما وصلها لأن المساحة بدت له خالية بعد الضياع....
ولأول مرة استخدم البقالي روحانية الدين وعطف الله ورحمته....حينما وصف نفسه بعلة التدخين
(ولئن كانت حياتي قد استمرت بعد نوبتي الرابعة فلأن الله أراد ذلك فقط)

البقالي لم يتحدث عن التوبة بالسهولة المتصورة......لدى كثير من الفتيان
بأنها ممحاة سريعة....
قد تمحو حقاً....ولكن آثارها بالنفس لن تختفي أبداً...
وإلا ما بكى تائب قط.....

وختم البقالي عمله متأثراً بقول الشيخ العجوز له ( بكيت من التأثر وطمأنني بأن الله عفو غفور)....



تلك كانت رؤيتي التحليلية لـ (أوراق من سيرة مظلمة)
عمل وجهد وقبل كل هذا....فكر قدمه لنا البقالي
ومن خلال تقييم الكثير من القراء....كان جزء أبو لهب الأبرز ...

.............
عذراً سيدي البقالي إن خدشت دراستي ألماس فكركم.....
ولكني فقط أردت أن أقول لك ما قلته لك قديماً...
(كل سطر تكتبه درس أتعلمه....وكل نص تقدمه مدرسة جديدة لي)
ستُعرض جميع قراءاتي (لكل) أعمالك هنا في هذا الموضوع بإذن الله.....
نسخة للذكرى....أهديها لك....



ابنك المحب.../


ثامر بن عابد المغذوي الحربي


وميض الإنفلات
الفكر القادم......رباعية الخبز...........بإذن الله:SMIL:
---------
أوراق من سيرة مظلمة.... بقلم عبدالله البقالي (إضغط هُنا) (http://www.dorarr.ws/forum/showthread.php?s=&threadid=6910)
----------
ثـامـر الـحـربـيhttp://www.mahroom.net/avatar.php?userid=3451&dateline=1034101628

عبدالله البقالي
30-07-2003, 09:55 PM
لقد اتخذت مكانا هنا في اعلى الخلف وانا اتابع هذا العرض .....

أرسطوالعرب
31-07-2003, 07:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....

نظرة عامة
رباعية الخبز....رباعية البقاء والحياة....نص يفتخر به كل عربي وعلى رأسهم الكاتب نفسه..
فهذا أول نص عربي كانت عناصره الحياة...وأهدافه البقاء تحت مظلة نوائب الزمن...
فقد كذب من حسر العناصر في نقاط....فهذا أشد ظلم سيجف بعده حبر البقالي أولاً.....ثم جفاف الفكر بعد ذلك...
فدعونا نداعب أشجار الحديقة دون أن نحاول نزعها...

كانت البداية ... مع

الخبز الأبيض


وهذه حقبة وقتية - الوقت هو إحداثيات الزمن والمكان معاً - كانت أشبه ببداية كل انسان في الحياة...
كأحلام الطفولة بأن نصبح ملوكاً أو خالدين في الحياة....
أحلام قبل الدخول لمعترك الحياة أو فهم قوانينها..
وحتماً الفرضية الفلسفية أضعف من النظرية المقننة رغم أنها نقطة البداية..

فأسقط الكاتب الانسان في شخصية الطفل الساخط...
بينما كانت الأم وهي العقل الذي ينضج رويداً رويداً..
فالأم لاتحذر الطفل الرضيع....بينما ترضعه...
لذلك كان نضج العقل طرداً مع إصطدام الانسان مع واقعه وإن كان مر!!

حتى رضخ الانسان في النهاية لقوى إضطهاد الحياة له...فسلم وإستسلم للواقع
وإحتفظ بكل صرخة أو غضب أو إنقلاب في مشهد أكله للخبز الشعير وهو يلوكه لابحثاً عن طعمه...بل كي يملأ معدته بأمر عقله...

المشاهد كانت قوية ومعبرة وكان القارئ كأنه في أرجوحة يتحكم بها البقالي بدقة وتناسب رائعين

وسأعرض لكم مقطع تصويري كان الأجمل والأمر في نظري
((*أدكه بأسناني كأنما كنت أريد أن أفنيه و أتخلص منه الى الأبد .أدفعه اتجاه حلقي , تكبر الممانعة , أمضغ من جديد وأحاول ابتلاعه . تنسد المسالك لتصير لبنة لا ممر يخترقها .أتصنع الانشغال بالمضغ . تنفتح الذاكرة*))

وانتهت المرحلة الأولى... ولم تنتهي مرارة المضغ ولم يشفع انتهاء هذا المرحلة...إسمرار بشرة الطفل
............إستسلامه



"الخبز و الاحلام الوردية"



وهنا بدأ فصل جديد من حياة هذا الإنسان.....

المجتمع سلسلة هرمية....وهنا وضع البقالي بطله مع قاعدة الهرم...
فكان السي علي وأولياء الأمور من الأباء والأمهات هم الطبقة التي تعلو القاعدة...والتي تستشعر بسلطتها وتوهمها أنها قادرة على تسيير القاعدة كما تخطط له...

ولكن كل هذا التخطيط ينتعش بالفشل مباشرة حينما تتلاشى أحلام الجميع وينطق واقعهم أن الكل عبارة عن القاعدة...
ورجل خفي وحده هو الذي يعتلي هذا الهرم....
فلسفياً...أوحى لنا البقالي أن الهرم تخيله الجميع بطبقات عديدة..
ولكنه كان من طبقتين فقط!!!
قاعدة....ورجل خفي!!

السي علي كان قناع من آلاف الأقنعة التي قدمتها الحياة للناس...

السي علي كان كالوردة التي تحدث عنها الشعراء بينما هي شجيرة فقط!!!

فآخر ما قاله لسان الكاتب عن السي علي هو سؤال الألم...

((*وماذا كان بامكان السي علي أن يفعل وهو المهوس بزجر المخالفات لو علم بهذه التجاوزات ؟. *))

فكان للناس ما أرادوه من أحلام.....طالما أن الواقع لن يكون بأحلامهم..
بل هو واقع يفرضه الرجل الخفي وحده...

كتلك المنظومة التي يتبع الرئيس بها سياسة ذكية...

يجتمع بكبار أعضاء مجلسه ويقترح عليهم ما يفرضه هو !!

ثم تسرب لطهر المجتمع بذور معلم فاسد....

معلم فقد الحقيقة ....فكان كإبليس يغوي الجميع وينفث سمومه في النشأ الجديد... كي لا تورق شجرة غبائه في حديقة الطهر ...

هذا هو ظاهر المعلم في هذا الجزء........ _ وهذا ما توقعته في أول قراءة لي حينما عُرض هذا النص _

ولكن.... هُناك نبرة حُزن أو ألم في حديث المعلم....
وكأن حديثه مع طلابه رسائل يود أن تصل لأولياء أمورهم.....

فكأنما أراد البقالي من المعلم أن يظل عُنصر مرن داخل قصته ليكون بذلك المصب الأخير لأخطاء المجتمع
فيكون الهروب من المسؤولية وتحملها....هو هذا المعلم


وكانت الضربة الموجعة التي وجهها فكر البقالي من خلال جملة نافذة تماماً للمعلم...وهي قوله
((للكن المعلم لم ينزعج و هو يسمع لمختلف الردود . وحين استوفى الاستماع قال معلقا : آباؤكم و امهاتكم منطقيون مع انفسهم و لأنهم ينظرون للحاضر بعيون الماضي , وسيحتاجون الى وقت طويل ان امتد بهم العمر ليدركوا أن مصادرات الأشياء ما عادت تحتاج الى اقتحام المنازل او الوقوف في الطرقات . لكن أنتم عليكم ان تنظروا للحاضر بعيون المستقبل . أنذاك ستدركون أنكم لم تعوا سوى جانبا بسيطا من حرمان شامل . ))


ومع أولى خطواتنا لحياة الأحلام الوردية تعلمنا أن التناقض خلل في أي منظومة وضعية هو جزء منها!!

وكخط موازٍ لذلك.......فالخلل مقبرة للحلم الوردي....

برائع الوصف....ختم البقالي هذه المرحلة بوصف مخيف...

((*وتحول الصف الطويل المفضي لباب المطعم الى ما يشبه قطارا يستعد للاقلاع مغادرا الصبا . وفي الخلف بدت هناك اسوار تنمو على عجل . وخلفها وقف الآباء و الأمهات وبرفقتهم السي علي يلوحون مودعين الزاحفين للمستقبل . *))

في هذا الجزء عامل مشترك مع الجزء الأول.....
حديث الأم مع البطل......

الذي كان يتكرر دوماً بنفس الفحوى ولكن بإختلاف الأسلوب وذلك نتاج طبيعي لاتساع سعة الإدراك لدى الطفل...

"بين المسخ والتغيير"

هذا الجزء كان فلسفي رائع بمعنى الكلمة حتى أن البقالي حَمَّلّ كلماته فكر لاتطيق حمله كُتبٌ!!

وكما اعتاد البقالي العرض المتسلسل في عرض أدبه بحيث يتوافق مع جميع طبقات الإدراك كان هذا الجزء أكثر قوة في العبارات من الجزء الأول والثاني

خلف القضبان يقف ويسترجع أطياف قريبة دون أن يتكلف بفواصل زمنية .... بعثرة العِبر .....هكذا فقط!
والده المتطرف كان له تأثير قوي على شخصية بطلنا الحائرة المهزوزة _ كما اعتاد البقالي بناؤها _ وظهر ذلك في حالات تذكره لطفولته هذه...
((* و اللحظات الوحيدة التي التي كانت تذكره أنه مازال طفلا هي حين كان صراخ الآخرين يعلو في وجهه.أو حين كانت السياط تصر على تلوين جسده .
عالم جديد امتد أمامه . رأى بعينيه الأشياء الجميلة تنجذب بتأثير غامض لتختفي خلف بوابة سميكة*))

بدأ البطل يمل تماماً كونه انسان يغير الخبز لونه فبحث عن التغيير وإن كان مسخاً في نظر محيطه

أراد التغيير ولم يفكر إلى ما سيتغير...ولكن أعظم ما يفكر به متى سأتغير إلى....

داعب الخرافات وأصبح أضحوكة.... ولا ضير في هذا....فهو على علم ودراية تامة أنه ضائع بين النقطتين التي رسمها له المعلم بين النعيم والجحيم

ولايحمل أي مؤشرات لإستحقاقه جواز سفر يقله لإحدى النقطتين.....

هذه الحيرة وتجمد الفكر في الهواء هي سمة بارزة في المرحلة الثالثة من عمر الإنسان

المراهقة المفتوحة أو مرحلة ما قبل الإستقرار.....فهي دوماً المرحلة التي يكون بها الفكر هشاً مهزوز قابل للتغير.....من أجل التغير

مرحلة بالكاد تكون ضائعة بين الروح والجسد كما ذكر ذلك البقالي في نصه ((و أنه قذف ليقطع رحلة أخرى تفاوتت فيها النقط . و التباين بينها كان كافيا ليصهر الروح والجسد . ))

ولا أدري ما بال البقالي مع الجزء الثالث....فهو الأبرز والأعمق من بين كُل رباعياته':

"ابن المجهول"
هذا الجزء تحديداً أشبه بآخر الكلام....
الكلام يبدأ بمجرد الملاحظة.......وينتهي بعد مضي التأثير....
الخبز هُنا كان الضابط والجنديين والسيد المهدي......وهو

أراد أن يصعد لمنبر المسجد ويتحدث وإن كانت كلمة واحدة......ولكن الخبز الذي صُنع منه رديء لايستحق هذا المنصب......

إضطهاد تام أنساه حقيقة هويته.......

الأم التي رافقت البطل في الأجزاء كاملة ما عادت كذلك هُنا في هذا الجزء

فقد ماتت وتركت للبطل بضع ذكريات مؤلمة عبر تاريخ من التفرقة الإجتماعية

أكمل البقالي الجزء الرابع كحديث مع النفس ومبتعداً أيضاً عن أي ترتيب زمني في عرضه للأحداث

فكان عرضه متسلسلاً (لكل جزء _ زمن) ولكن في كل جزء أزمان مبعثرة عرضها في هيئة أسباب ودوافع

لا ألوم ابن المجهول يا بقالي......

فكم منكم يعرف أبي أو أمي.......

ربما لو كنت ابن عبدالناصر لما كُنت المجهول




ابنك المحب.../


ثامر بن عابد المغذوي الحربي


وميض الإنفلات
الفكر القادم من أدب البقالي هو ......... رواية الركض خلف السراب
---------
رباعية الخبز...قصص قصيرة للبقالي....إضغط هنا (http://www.dorarr.ws/forum/showthread.php?s=&threadid=6914)
----------
ثـامـر الـحـربـيhttp://www.mahroom.net/avatar.php?userid=3451&dateline=1034101628

أرسطوالعرب
31-07-2003, 07:29 AM
والدي الحبيب........عبدالله البقالي

مدرستي التي لا أمل منها دراسة وتدريساً

اقترب سيدي........فكل المقاعد الأمامية خالية

ولاتنس أن تُبرز أخطائي وعثراتي سيدي إن أساءت التحليل:SMIL:

عبدالله البقالي
14-08-2003, 01:37 PM
لن اخفي عنك اني عند كتابة هذا الموضوع كنت اجد نفسي في مواجهة عنصرين ظلا ضاغطين على كل ما فكرت به .
الاول هو حضور ردة فعل المتلقي وكيف سينظر الى تلك الاعترافات.
الثاني هو صراع داخلي بيني وبين نفسي التي تدفعها طبيعتها الى التكتم .
من هنا يمكن فهم نلك المقدمة الطويلة التي بحثت فيها عن مبررات تجعلني متحصنا مسبقا مما يمكن ان ينتاب المتلفي بشأني . ومن ثم تستطيع ان تتلمس ذلك التردد و حتى الالتباس المنطقي الذي وضعت يدك هلى احدى نقطه حين تحدثت قي تدخلك عن عدم الفصل بين مراحل الحياة .
من ناحية اهرى اجد انك كنت محقا في عدم عزل النصوص الاخرى سواء كانت قصيرة او مطولة عن هذا الموضوع .
فالقضية كلها كانت مسألة رهان تطور غبر العقود . فهو تناسب مع عقلية كانت تتشكل . و الادراك كان موازيا لحصيلة الوعي . قالطقل الصغير ما كان يستطيع ان يفهم ان الام و الاسرة و العائلة و المجتمع خو داخل طاخونة لهاقوانينها الصارمة التي لا تسمح لأحد بالعبث فيها . و لذلك كان يعتفد ان ما يعيشه مرتبط بمشيئة افرب الناس اليه . ومن ثم كان اصبع الاتخام يتجه نحو مصدر وحيد .
النصوص الموالية رافقت نمو هذا الوعي . ففي نص "الخبز و الاحلام " كانت مستجدات وخطوات واسعة ابعد الطفل عن الادراك الذي كان قد ترسخ في السابق . و العالم صار اوسع مما اعتفده من قبل . ولذلك كانت تلك القطيعة و ذلك الزخف نحو المجهول و المغامرة .
القطار الذي تحرك نحو المستقبل انما تحرك اتجاه مرحلة جديدة من تلك السيرة .او نحو مرحلة جديدة من الوعي . مرحلة تمثلت في كون الشخصية انتهت بالنسبة لخا مرحلة اتلتراكم وبدأت مرحلة التحول . وبذلك انتفلت من التحصيل الى الفعل . وهي لديها ما يكفي من الوعي لكي تخوض صراعا مريرا كانت تعتقد حد اليقين انه الحقيقة .
الاشياء الكبيرة لا تتحقق بالاندفاع مثلما لا يكون الغضب سبيلا الى المجد كما يقول المتنبي . ولذلك كانت الصدمة وكان تحطم الرهان . وكان البحث عن جسور المصالحة . لكن قبل ذلك كانت لحظة التحول . فالساحات افرغت ليحتلها آخرون . و مكبرات الصوت اخرست لتبدا خطب برؤى جديدة .

ثامر .

انتظر البقية . وادرك مدى الجهد الذي بذلته .