المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حِيْنَ تَجَرَّدَ الماءُ مِنْ......لَوْنِهِ .



صوت الصباح
05-08-2002, 03:28 PM
العنوان كان غير ذلك ، إنَّهُ :

( لمن أهدى الماءُ لونَهُ ؟ ) .

مع الصباح .........كُنتُ قبل قليلٍ تعِبا.........

أتاني نادلُ الفكر : قهوةَ من تريدُ اليوم ؟

كُنتُ مُطَلِّقاً بنات الفكر ، لا أعرفُ الرأيَ .

أعطني قهوة ( العقاد ).......

غاب النادلُ ، وعاد كأنهُ العقاد .

كان قدحُ القهوةِ.......معتَّقٌ بعبق التاريخ

وكانت الرغوة......بيضاء ناصعة ، خامدةً كأنها ترقبُ انتظاري .

.............................. ...................

شربتُ القهوةَ ......وقْتاً تقودُهُ سُلحفتانِ ، وأرنبُ الوجعِ يشحذُ الهمم

سخريةً .......... .

وصلت السلحفتان ، برسالة العقاد التالية :

(( خُلاصة التجاربِ كُلِّها في الحب :

أنك لاتُحب حينَ تختار ، ولاتختار حين تُحب ،

وأننا مع القضاء والقدر حين نولد وحين نُحب وحين نموت ؛ لأن الحياة

وتجديد الحياة وفقد الحياة هي أطوار العمر التي تَملُك الإنسان و لا

يملكها )) .

.............................. .............................. .......................

إهداء إلى لؤلؤة الماء ........

حين تجرد الماءُ مِن لونِهِ.......وأهداها ذلك اللون......

أصْبحتْ هي بلا لون........

وصرتُ أنا الماء...........

قال الماء : لا أقبل .........

قلت : السماءُ تُمْطر.........

قال : د معاً لعينيك .

قلت : الأرضُ موعِدُ نا .

قال : خَيْلُكَ ، وماتجني يديك*.

.............................. .......................

وبقيتُ أنا أرْقُبُ الموعِدَا....

ذهب الماءُ توَعُّدَا.....

وأُصِبْتُ كثيراً.......حتى التَّجلُّدا.......

أمطرتْ السماءُ البردا............

وهي صَنمُ ( هُبل )........خُزاعةَ لاتُريدهُ .

حتى المشركون الكافرون الجاحدون*........أهدوها إبلَ الأعشى (1)*.

وعادت هي بالنوق................

وذهبْتُ أنا عبدُها المسروق.......

أُفتِشُ أبا بصيرٍ.....لأخبرهُ بأنهم نقضوا العهدا......(2)*

وأنها كفرتْ بحبي .

ولكنهُ كان قد مات ، وأمرني فاعلاً مثلهُ: ودِّع هريرةَ إنَّ الركبَ مُرْتَحِلُ(3)*

وأجابهُ هاجس القروح : ولكني أطيقُ وداعاً........

من باعني........دَ يْناً بِعْتُهُ لهجير الطرق وقُطَّاع القوافل .

لانامت أعْينُ الجبناء ومساكينُ الهوى..........

قال جدي المتنبي : نُمْ عيناً عن الشواردِ ، ودع غيرك الدمعَ يختصمُ .

.............................. .............................. .

المساءُ أظلمَ........قبل داخلي......

ونبضُ التعبِ في كاحلي.....

لكنَّ الصباحَ مازال في دواخلي .

..............................

وركَنْتُ إلى خدر أمِّ أوفى......(4)*

وماوجدتُها......

وجدتُ الرماد.........نجمُ الجمرِ الخافي .

..............................

أبداً ، ماضاقت الوسيعة بمارَحُبتْ.......

أهديتُ قلبي للسماء.........ونمتُ قرير العينِ خالِ .

طال رُقادي.......كأني وريثُ الكهف .

وبُعيد الهجير........سمعتُ جعجعةً ، ورأيتُ طحينا

قاطعُ الطريق :

خُذْ لانُريدُ دَ يْنَك........

وارتمتْ في حُضني باكية .

.............................. .............................. ......

تمتْ .

(1) و (2) : لقب وكنية شاعر جاهلي معروف .

(3) مطلع معلقة الأعشى : ودع هريرة _ زوجته _ إن الركبَ

مُرْتحلُ........وهل تُطيقُ وداعاً أيها الرجلُ .

(4) أم أوفي : هي زوجة حكيم الشعراء زهير بن أبي سُلمى .

ملكة البحار
06-08-2002, 11:05 AM
صوت الصباح ...

احسست بمس الجنون في كتابتك ...
فهل هي من الروعه حد جنون ..
ام انها مرهقه للتفكير !!


اعجبتني كلها ..
بعض الطلاسم لم افهمها ..
والبعض الاخر استغربتها ..

هل تسمح لي بنقاش بسيط .. :)

"لاتُحب حينَ تختار ، ولاتختار حين تُحب ، "
وما الفرق بينهم ؟؟هناك مغزي فهل هي قصه:)


اعجبني مقطع لؤلؤ الماء كثير..

اما المقطع الثالث"مقطع الجاحدون والمشركين " اجهد تفكيري فلزمت الصمت ..

والخواتم راائعه جداً ..

دام قلمك ..

تحياتي..

الشمس
10-08-2002, 12:35 AM
أيها العذب صوت الصباح :)

أعجزني الرد!

وأبهجني وصول صوت الصباح إلى مسامعي..

"لكنَّ الصباحَ مازال في دواخلي "

"أبداً ، ماضاقت الوسيعة بمارَحُبتْ"

"وبُعيد الهجير........سمعتُ جعجعةً ، ورأيتُ طحينا "


فأي رائع أنت؟!



دمت مبدعاً عذباً صادقاً وصوتاً للصباح :)


الشمــــــــس




........

وأننا مع القضاء والقدر حين نولد وحين نُحب وحين نموت ؛ لأن الحياة

وتجديد الحياة وفقد الحياة هي أطوار العمر التي تَملُك الإنسان و لا

يملكها.

.... العقاد ....
........