إسراء
26-04-2002, 10:05 PM
مساء الانوار
http://www.angeleyes2.com/platinum/images/qc/ae183.jpg
بنظرات متثاقلة نحو مجهول قادم ، تسبقني عيناي إلى الذهاب إليه ،
عله يكون أفضل من ماض مرير و يوم كئيب . فلكم وددت ألا يكون هناك
أمس جميل أمسك بيده عند الغروب و أترجاه بأن لا يرحل .. و لكنه يوم
من زمن قاسي يبتسم ابتسامة رجل مكابر بأنه سيعود غدا بحلة
أجمل .. و فعلا يعود .. و قد بدى أكبر بسنوات .. أكان هذا وعدك ؟؟
أكان هذا أملك أن يكون الغد دائما أجمل .. و يرحل سريعا متجاهلا
نظرات العتاب .. و من أنا حتى أعاتب زمني ؟ أو ألومه على ما فعل
بي ..
حياة أليمة .. غطاها ظلام سرمدي يكاد يكون أبدي .. ظلام متسلط
جبار .. بقسوته يريد أن يمتد إلى ذاكرتي و يأخذ طفولتي .. و يأخذ
روحي معها. عالمي عالم غريب . ما اقترب منه أحد إلا ابتعد . و هرب
كلما دعوته إليه من جديد . إذا كيف أحياه ؟ أنا وحدي ؟ شجاعة !! لا
أخاف !! ربما .. و ربما لأني لم يكن باختياري أن أكون هنا . و لكني هنا .
وقعت على صك بقائي منذ البداية .. صك مختوم بأيام عمري .. بألمي
و عذابي .. و سيدفن معي و لن يكون أبدا لغيري يوما .
أكره التشاؤم فهو قيد يشل روحي عن الحركة و يجعلها حبيسة قفص
واسع بقدر ضيق حياتي . فأعود أنظر إلى حياتي من جديد بألوان الربيع
بألوان الأمل و السعادة و انظر ..سكون مطبق رهيب فلا تبدو جميلة
أبدا .. فتعود سوداء شاحبة و أطير عندها من الفرحة فقد عادت كما
اعتدت أن تكون ..
أعددت حقائب الرحيل .. أريد أن أرحل . و أعطي فرصة لجراحي كي
تندمل .. أريد أن أرحل إلى مكان بعيد بعيد جدا عن ضوضاء البشر فكم
أحب أن أستمع إلى ضجيج الصمت الهادئ.. أرى أشياء على مد
البصر .. و حدي أجل أريد أن أكون وحدي . أناجي القمر .. بهمسات
مجروحة .. و آمال منهكة .. أرتب أغراضي و ألم أوراق بعثرتها رياح
وهمية .. فيسقط كتاب من رف الذكريات ينوء بما يحمل .. يلفت انتباهي
صوت أناته .. أقرأه .. فأعود سنة و سنين إلى الوراء . أقرا و أقرا و تتابع
السطور ثم الصفحات . و أرى الماضي بين طيات السطور مختبئ خجل
يحاول النهوض و العودة من جديد . و لكنه مثقل بهموم السنين .. فكل
يوم يمر يضاف إلى الماضي . أما الحاضر فهو يوم نعيشه و كفى ..
و يطلق قطار العمر صفارته منذر بالرحيل .. لا يمكنني اللحاق به .
سأبقى هنا .. كما كنت دوما . روح تحتضر في جسد ميت .. روح
تمسك بهذا الجسد و تحاول لملمته من جديد .. تحاول الروح بروحها أن
تفعل المستحيل و لكن دون فائدة فقدان الأمل أمر صعب ..
رددت الكتاب إلى مكانه .. فقد فات وقت الرحيل .. أين أذهب .. لا إلى
مكان إنما البقاء في دنياي دنيا البقاء ..
أقفلت بوابته الضخمة .. و قمت أبنيه من جديد قصر .. أجل قصر.. قصر
ضخم..بوابة عالية تلامس حدود السماء تحميني بداخلها و لا تسمح
لأحد بالدخول .. أرض بيضاء نقية لم تدنسها قدم بشر .. و زهور في كل
مكان .. و درج يعلو بي إلى القمم .. و أنوار لا تنطفئ لا في الليل و لا
في النهار .. و نهر يجري .. تضفي عليه دموعي بريق الحياة .. و و و ..
ما هذا ؟؟ إنه قصري ..
{ قصر من دخان } من دخان !!!
ما إن تمسه أصابع أحد حتى يتلاشى أو ينهار مخلفا ورائه دخان .. و
لكنه أقوى من أي قصر آخر .. فبضخامته تلك سيخشى أي إنسان من
الاقتراب .. و لكن لن أهدأ أبدا سأظل خائفة .. خائفة أن يهزم الخوف
أحدهم و يقترب و يفضح حقيقة الدخان ..
أبقى وحدي في هذا القصر .. فلكم جربت العزف على الكثير من الآلات
فلم يكن لأحدهم صوت يشبه صوت أحزاني .. فكان الكمان وحده ..
رفيق رحلاتي و أنيس وحدتي .. فصوته رائع .. كآهات مستصرخة
عذبة .. تهدا لأجلها ثورة الموج .. و تسكن لأجلها الرياح العاتية ..
أعزف و أعزف ........
ثم أذرف بقايا ابتسامة على حياة متعبة .. وأكمل حياتي فيها ....
تحياتي
الأسطورة
http://www.angeleyes2.com/platinum/images/qc/ae183.jpg
بنظرات متثاقلة نحو مجهول قادم ، تسبقني عيناي إلى الذهاب إليه ،
عله يكون أفضل من ماض مرير و يوم كئيب . فلكم وددت ألا يكون هناك
أمس جميل أمسك بيده عند الغروب و أترجاه بأن لا يرحل .. و لكنه يوم
من زمن قاسي يبتسم ابتسامة رجل مكابر بأنه سيعود غدا بحلة
أجمل .. و فعلا يعود .. و قد بدى أكبر بسنوات .. أكان هذا وعدك ؟؟
أكان هذا أملك أن يكون الغد دائما أجمل .. و يرحل سريعا متجاهلا
نظرات العتاب .. و من أنا حتى أعاتب زمني ؟ أو ألومه على ما فعل
بي ..
حياة أليمة .. غطاها ظلام سرمدي يكاد يكون أبدي .. ظلام متسلط
جبار .. بقسوته يريد أن يمتد إلى ذاكرتي و يأخذ طفولتي .. و يأخذ
روحي معها. عالمي عالم غريب . ما اقترب منه أحد إلا ابتعد . و هرب
كلما دعوته إليه من جديد . إذا كيف أحياه ؟ أنا وحدي ؟ شجاعة !! لا
أخاف !! ربما .. و ربما لأني لم يكن باختياري أن أكون هنا . و لكني هنا .
وقعت على صك بقائي منذ البداية .. صك مختوم بأيام عمري .. بألمي
و عذابي .. و سيدفن معي و لن يكون أبدا لغيري يوما .
أكره التشاؤم فهو قيد يشل روحي عن الحركة و يجعلها حبيسة قفص
واسع بقدر ضيق حياتي . فأعود أنظر إلى حياتي من جديد بألوان الربيع
بألوان الأمل و السعادة و انظر ..سكون مطبق رهيب فلا تبدو جميلة
أبدا .. فتعود سوداء شاحبة و أطير عندها من الفرحة فقد عادت كما
اعتدت أن تكون ..
أعددت حقائب الرحيل .. أريد أن أرحل . و أعطي فرصة لجراحي كي
تندمل .. أريد أن أرحل إلى مكان بعيد بعيد جدا عن ضوضاء البشر فكم
أحب أن أستمع إلى ضجيج الصمت الهادئ.. أرى أشياء على مد
البصر .. و حدي أجل أريد أن أكون وحدي . أناجي القمر .. بهمسات
مجروحة .. و آمال منهكة .. أرتب أغراضي و ألم أوراق بعثرتها رياح
وهمية .. فيسقط كتاب من رف الذكريات ينوء بما يحمل .. يلفت انتباهي
صوت أناته .. أقرأه .. فأعود سنة و سنين إلى الوراء . أقرا و أقرا و تتابع
السطور ثم الصفحات . و أرى الماضي بين طيات السطور مختبئ خجل
يحاول النهوض و العودة من جديد . و لكنه مثقل بهموم السنين .. فكل
يوم يمر يضاف إلى الماضي . أما الحاضر فهو يوم نعيشه و كفى ..
و يطلق قطار العمر صفارته منذر بالرحيل .. لا يمكنني اللحاق به .
سأبقى هنا .. كما كنت دوما . روح تحتضر في جسد ميت .. روح
تمسك بهذا الجسد و تحاول لملمته من جديد .. تحاول الروح بروحها أن
تفعل المستحيل و لكن دون فائدة فقدان الأمل أمر صعب ..
رددت الكتاب إلى مكانه .. فقد فات وقت الرحيل .. أين أذهب .. لا إلى
مكان إنما البقاء في دنياي دنيا البقاء ..
أقفلت بوابته الضخمة .. و قمت أبنيه من جديد قصر .. أجل قصر.. قصر
ضخم..بوابة عالية تلامس حدود السماء تحميني بداخلها و لا تسمح
لأحد بالدخول .. أرض بيضاء نقية لم تدنسها قدم بشر .. و زهور في كل
مكان .. و درج يعلو بي إلى القمم .. و أنوار لا تنطفئ لا في الليل و لا
في النهار .. و نهر يجري .. تضفي عليه دموعي بريق الحياة .. و و و ..
ما هذا ؟؟ إنه قصري ..
{ قصر من دخان } من دخان !!!
ما إن تمسه أصابع أحد حتى يتلاشى أو ينهار مخلفا ورائه دخان .. و
لكنه أقوى من أي قصر آخر .. فبضخامته تلك سيخشى أي إنسان من
الاقتراب .. و لكن لن أهدأ أبدا سأظل خائفة .. خائفة أن يهزم الخوف
أحدهم و يقترب و يفضح حقيقة الدخان ..
أبقى وحدي في هذا القصر .. فلكم جربت العزف على الكثير من الآلات
فلم يكن لأحدهم صوت يشبه صوت أحزاني .. فكان الكمان وحده ..
رفيق رحلاتي و أنيس وحدتي .. فصوته رائع .. كآهات مستصرخة
عذبة .. تهدا لأجلها ثورة الموج .. و تسكن لأجلها الرياح العاتية ..
أعزف و أعزف ........
ثم أذرف بقايا ابتسامة على حياة متعبة .. وأكمل حياتي فيها ....
تحياتي
الأسطورة